مذكرة سعودية ـ بريطانية تؤكد ضرورة تصدي منصات التواصل لخطابات التطرف

أول مذكرة استرشادية تصدر عن التحالف الدولي ضد «داعش» منذ 2014

TT

مذكرة سعودية ـ بريطانية تؤكد ضرورة تصدي منصات التواصل لخطابات التطرف

شددت مذكرة سعودية بريطانية مخصصة لدراسة رسائل التنظيمات الإرهابية، على مراعاة استخدام المصطلحات الدقيقة لوصم المتطرفين والإرهابيين بالصفات المناسبة لحالهم، وعدم تسميتهم بمسميات قد تسمح بتعاطف الآخرين معهم، وذلك في أول مذكرة استرشادية تصدر عن التحالف.
ونشر التحالف الدولي ضد «داعش»، على موقعه الإلكتروني، ملخصاً لـ«مذكرة الرياض - لندن الخاصة بالممارسات الجيدة في مجال مكافحة رسائل التنظيمات الإرهابية: (داعش) نموذجاً»، باللغتين العربية والإنجليزية، وقد تضمنت المذكرة 10 مجالات للعمل عليها.
ومن تلك المجالات، بذل مزيد من الجهد واتخاذ الإجراءات الفعالة لحث شركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على إزالة المحتوى المتطرف والإرهابي بكافة أشكاله من جميع المنصات الرقمية، إضافة إلى مراعاة استخدام المصطلحات الدقيقة لوصم المتطرفين والإرهابيين بالصفات المناسبة لحالهم، وعدم تسميتهم بمسميات قد تسمح بتعاطف الآخرين معهم كتسمية تنظيم «داعش» بـ«الدولة الإسلامية».
وجاءت هذه المذكرة نتاجاً لتعاون رئاسة أمن الدولة في السعودية ممثلة في «الإدارة العامة لمكافحة التطرف»، والتحالف الدولي ضد «داعش»، ممثلاً في «خلية الاتصال ضد داعش» في عقد حلقة نقاش دولية بعنوان: «التكامل في مكافحة رسائل التنظيمات الإرهابية: (داعش) نموذجاً»، في مدينة الرياض.
وتضمنت مجالات العمل الأساسية، «جمع أفكار وتحليلات متعلقة بطريقة استهداف الجماعات الإرهابية للفئات المعرضة للتأثر، دراسة ومعالجة العوامل الدينية والاجتماعية والنفسية المتعلقة بالسلوك المتطرف، ومواجهة السرديات، وتوجيه الرسائل الإرهابية على منصات التواصل الاجتماعي، وتعزيز سرديات بديلة كالتسامح والتماسك الاجتماعي والوسطية لبناء مقاومة طويلة الأمد لدى المجتمعات المعرضة للتأثر، وتحميل شركات التواصل الاجتماعي المسؤولية عن إزالة المحتوى المتطرف من منصاتها، ووضع تشريعات تخص ألعاب الفيديو العنيفة لمنع تعرض القاصرين للعنف المتطرف، وبناء شراكات مع المنظمات المجتمعية لمواجهة خطاب التفرقة والعنصرية، وإدراج مبادئ التعايش السلمي، والتسامح والاحترام، وتشجيع استخدام المصطلحات المناسبة عند الحديث عن الإرهابيين تجنباً لشرعنة آيديولوجيتهم عن غير قصد، أو تضخيم أفعالهم، والتعاون إقليمياً ودولياً لمواجهة الدعاية والشبكات الإرهابية، والتشارك في المعلومات والأفكار وأفضل الممارسات مع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين».
وتعد هذه المذكرة أول مذكرة استرشادية تصدر عن التحالف الدولي ضد «داعش» والكيانات التابعة له، اعتباراً من تاريخ تشكيله في عام 2014، حيث تعد السعودية عضواً مؤسساً وشريكاً فاعلاً للتحالف الدولي ضد «داعش». كانت السعودية ساهمت بمبلغ 100 مليون دولار، في العام الماضي، لجهود إعادة الاستقرار في سوريا في مناطق الرقة ومناطق شمال شرقي سوريا المحررة من «داعش».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.