مولفايني يلجأ للقضاء لحسم دوره في تحقيق «عزل ترمب»

توجّه كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة، ميك مولفايني، إلى القضاء لحسم دوره في تحقيقات العزل التي يقودها ديمقراطيون بمجلس النواب ضد الرئيس دونالد ترمب. ورفض مولفايني الجمعة طلباً من لجان مجلس النواب المثول أمامها والإدلاء بإفادته حول سياسة الإدارة الأميركية الحالية تجاه أوكرانيا، امتثالاً لتوجيهات البيت الأبيض ومتحدّياً مذكرة إحضار بحقه.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مولفايني أرسل محاميه مساء الجمعة إلى المحكمة، لتحديد ما إذا كان ينبغي عليه الامتثال لطلب الكونغرس أو الامتناع عن الإدلاء بإفادته، كما فعل آخرون في إدارة ترمب. وأضافت الصحيفة أن محامي مولفايني طلبوا الانضمام إلى دعوى قضائية فتحها قبلهم مسؤول سابق في البيت الأبيض يواجه الخيار نفسه؛ هو شارلز كوبرمان. وجاء في طلب مولفايني أنه يخشى أن يتم اتهامه بـ«ازدراء مجلس النواب، بينما هو يمتثل لتوجيهات السلطة التنفيذية». ومن المتوقع أن تنظر المحكمة في طلب مولفايني مساء اليوم.
وكان كوبرمان، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، قد لجأ إلى القضاء منتصف الشهر الماضي بعدما طلب منه البيت الأبيض الامتناع عن الإدلاء بإفادته أمام لجان الكونغرس، متحججاً بـ«الحصانة الدستورية».
يأتي ذلك في الوقت الذي تنطلق فيه هذا الأسبوع جلسات استماع علنية لشهود مطّلعين على اتصال ترمب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسياسة الإدارة الأميركية تجاه أوكرانيا. ويسعى المحققون للوصول إلى عدد أكبر من المسؤولين المطلعين على ضغوط ترمب المزعومة على أوكرانيا للتحقيق في جو بايدن، منافسه السياسي وأحد المرشحين الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة 2020.
في المقابل، يؤكد ترمب أن تحقيقات العزل التي يدفع بها أعضاء مجلس النواب «لن تؤذيه على الإطلاق»، مبدياً استياءه من طلب الاستماع إلى إفادات مسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية والدفاع والبيت الأبيض. وقال للصحافيين الأسبوع الماضي قبل سفره إلى ولاية جورجيا: «أنا لست قلقاً من أي شيء، وكانت الشهادات على ما يرام».
وأبدى ترمب استياءه من مطالبة الكونغرس بتقديم شهادة مولفايني، مشدداً على أنّها جولة أخرى من «مطاردة الساحرات»، ومطالباً بالكشف عن هوية مسرّب تفاصيل اتصاله مع زيلينسكي ومقاضاة محاميه بتهمة الخيانة. وأشار ترمب للصحافيين إلى أن المحققين ذهبوا في جميع أنحاء واشنطن للعثور على 10 أشخاص يكرهون الرئيس. وقال: «يجب ألا تكون لديهم جلسات استماع علنية، إنها خدعة».
ويقول المحققون إنّ مولفايني المقرّب من ترمب هو شخصية أساسية في التحقيق، خصوصاً بعد أن قال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، منذ أسابيع، إنّ الإدارة الأميركية جمّدت مبلغ 400 مليون دولار من المساعدات العسكريّة لأوكرانيا، لأسباب سياسيّة متعلقة بالرئيس. وقال مولفايني للصحافيين حينها: «لدي أخبار للجميع: تخطّوا الموضوع. هناك تأثير سياسي في السياسة الخارجيّة». ليعود بعد ذلك بساعات، ويقول إنّه لم يقصد تأكيد وجود أي صفقة من هذا النوع مع أوكرانيا.
ويخوض ترمب صراعاً محموماً مع الديمقراطيين في الكونغرس، الذين توعّدوا بالتصويت على عزله في مجلس النواب بحلول نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول).