معرض باريس الدولي للسيارات لم يخفِ القلق من الأعباء المالية لإجراءات الحد من الانبعاث الكربوني

لغة التصميم كانت الأبرز له في عام 2014

معرض باريس الدولي للسيارات لم يخفِ القلق من الأعباء المالية لإجراءات الحد من الانبعاث الكربوني
TT

معرض باريس الدولي للسيارات لم يخفِ القلق من الأعباء المالية لإجراءات الحد من الانبعاث الكربوني

معرض باريس الدولي للسيارات لم يخفِ القلق من الأعباء المالية لإجراءات الحد من الانبعاث الكربوني

الصخب الذي صاحب افتتاح معرض باريس للسيارات انقشع ليكشف عن أبعاد ثلاثية للصراع الدائر بين الشركات.
الفئات الشعبية بحثت عن المبيعات وكيفية استعادة الأرباح في سوق أوروبية خاملة، والشركات الفرنسية ركزت على اقتصادات التشغيل وخفض الانبعاث الكربوني، ولكن الفئات الفاخرة بكل أنواعها ركزت على جاذبية التصميم من أجل الحفاظ على زخم النمو الذي صاحب الصناعة هذا العام.
ويبدو أن لمسات التصميم الفاخر هي التي جذبت الإعلام والجمهور في معرض باريس لهذا العام. ومن شأن التصميم أن يجذب أيضا الجماهير خارج المعرض في الشهور المقبلة لكي تعبر عن نفسها باقتناء سيارات لافتة، تنزل إلى شوارع مدن العالم بدءا من عام 2015 المقبل.
ولكن خلف الأضواء الساطعة وفي كواليس معرض باريس، ظهرت مخاوف الصناعة واضحة، حيث حذر مارتن ونتركورن، رئيس شركة فولكس فاغن الألمانية، وهي الشركة الأوروبية الأكبر والشركة الثالثة على المستوى العالمي، من أن إجراءات الحد من البث الكربوني في أوروبا من شأنها أن «تقتل» الصناعة الأوروبية. وأضاف أن أعضاء اللجنة المشرفة على وضع حدود البث الكربوني في المفوضية الأوروبية ذهبوا إلى أبعد من المعقول عندما اقترحوا خفضا إضافيا للانبعاثات بعد عام 2020.
وكانت صناعة السيارات اتفقت على متوسط بث كربوني لا يزيد على 95 غراما للكيلومتر الواحد، تلتزمه الشركات بحدود عام 2020، ولكن المفوضية الأوروبية صرحت بأن هذا الحد سيخفض مرة أخرى بعد نهاية العقد.
وقال ونتركورن إن كل غرام من الكربون تخفضه المفوضية يكلف الشركة 100 مليون يورو، وهو استثمار يدفع مقدما وبلا عائد مضمون. وقال إن الصناعة تحتاج بعض الوقت حتى تطور البدائل مثل السيارات الكهربائية أو الهجين التي تشحن بالتيار الكهربائي المنزلي.
ويخشى مسؤول السيارات الأوروبي من أن تؤثر هذه الإجراءات على قدرة الشركات الأوروبية على التنافس العالمي. وتطمح شركة فولكس فاغن إلى إنتاج 10 ملايين سيارة هذا العام وتنافس «تويوتا» و«جنرال موتورز» على المركز العالمي الأول في الإنتاج. وقدمت الشركة في معرض باريس سيارة رياضية تجريبية اسمها «إكس إل» يدفعها محرك بأسطوانتين فقط، مستعار من شركة دوكاتي، يوفر للسيارة قدرة 147 كيلوواط من الطاقة ويمكنه أن يدفع السيارة إلى سرعة قياسية تصل إلى 270 كيلومتر في الساعة.
وقدمت شركة هيونداي فئة «آي 20» الصغيرة في جيلها الجديد، بينما قدمت «سوزوكي» طراز فيتارا الجديد. وكانت أبرز مشاركة من «فورد» سيارة «موستانغ» الجديدة التي جرى تعديلها لكي توفر المقود على اليمين للمرة الأولى، وهي متوافرة بمحركين؛ الأول سعة 5 لترات والثاني سعة 2.3 لتر بشاحن توربو. وقد برزت «موستانغ» بين معروضات «فورد» الاقتصادية الأخرى كواحدة من السيارات الرياضية العريقة.
ولفتت سيارة «جاغوار» الجديدة «إكس إي» الأنظار وهي تعرض للجمهور للمرة الأولى، كما اكتسبت «ديسكفري» الجديدة من شركة لاند روفر بعض ملامح «إيفوك» وأعلنت تفوقها على سيارات القطاع الأخرى مثل «إكس 3» من «بي إم دبليو»، و«كيو 5» من «أودي»، بتوفير خيار الـ7 مقاعد داخلها. وستدخل «ديسكفري» الجديدة الأسواق في ربيع عام 2015.
السيارات السوبر
ولا يخلو معرض دولي مثل باريس من بعض السيارات السوبر التي تجذب الأنظار، وكانت سيارة «رولزرويس» (فانتوم متروبوليتان)، وهي مجموعة خاصة تتكون من 20 سيارة فقط، من أغلى السيارات المعروضة في باريس، ولمن يسأل عن الثمن يقال له: «إذا كنت تسأل عن الثمن فهذه السيارة ليست لك». وكانت من أبرز نجوم باريس هذا العام:
- فيراري «458 سبيسالي إيه»: وهي مجموعة خاصة تقدمها الشركة الإيطالية ضمن فئة 458 التي حازت عدة جوائز دولية. ولن تنتج الشركة منها سوى 499 سيارة لهواة سيارات «فيراري». وهي أقوى «فيراري» مكشوفة أنتجت حتى الآن، وتحمل سقفا من الألمنيوم يمكن طيه في 14 ثانية. وتنطلق السيارة بقدرة 605 أحصنة وعزم دوران يبلغ 540 نيوتن/ متر، وهي تنطلق إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 3 ثوان فقط. المقاعد مصنوعة من مواد كربونية ومكسوة بمواد تمنع العرق وتوفر المزيد من الراحة في سيارة عالية الأداء.
- مازيراتي «غيبلي»: في العام المئوي للشركة وبعد نجاح المجموعة الخاصة التي قدمتها الشركة في 100 سيارة فقط من طراز «كواتروبورتي زيغنا»، تتعاون الشركة الإيطالية مع بيت الأزياء والموضة الإيطالي «أرمنغيلدو زيغنا» لكي تقدم هذه الفئة التجريبية الخاصة من «غيبلي - زيغنا». وتولت شركة الأزياء الإيطالية تجهيز السيارة داخليا ووضع لمساتها الأنيقة على «غيبلي»، وهي أيضا التي اختارت لون السيارة الفريد أطلقت عليه اسم «أزورو استرو» وهو من 3 طبقات يتراوح بين الأزرق والرمادي وفقا لشدة الضوء عليه. واستخدمت الشركة الكسوة الحريرية لبطانة الأبواب مع المواد الكربونية للقطع الصلبة. ويدفع السيارة محرك غيبلي المعتاد وهو بـ6 أسطوانات وشاحن توربو مزدوج، يوفر للسيارة قدرة 410 أحصنة، ويدفع المحرك العجلات الـ4 بنظام كواترو عبر ناقل حركة أوتوماتيكي. وتحقق السيارة سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 4.8 ثانية مع سرعة قصوى تصل إلى 284 كيلومتر في الساعة.
- بنتلي «مولسان سبيد»: هذه السيارة تعيد تعريف أسرع سيارة صالون فاخرة في العالم، وهي مخصصة للمشتري الثري الذي يريد أن يقود سيارته بنفسه. وهو يمتلك في «مولسان سبيد» قدرة 530 حصانا مع عزم دوران جبار يصل إلى 1100 نيوتن/ متر. ويحقق هذه القدرة محرك سعته 6.75 لتر بـ8 أسطوانات يزيد في كفاءة التشغيل عن سابقه بنسبة 13 في المائة. وتنطلق السيارة إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في 4.9 ثانية وإلى سرعة قصوى تصل إلى 305 أميال في الساعة. وتعني زيادة كفاءة السيارة أن مداها زاد بخزان الوقود المعتاد بنحو 80 كيلومترا إضافية، وهي مصممة للتوافق مع أعلى معايير نظافة التشغيل الأوروبية «يورو - 6». وفي الداخل، تبدو كسوة المقاعد المعتادة من الشركة بالحياكة على خطوط تشبه تقاطعات الماس مع تطريز لعلامة «بنتلي» على ظهر المقاعد. ويختار المشتري من بين 24 لونا مختلفا من الجلود و10 ألوان للأخشاب المصقولة، منها 7 خيارات لها تكلفة إضافية.
وتحمل السيارة قرصا صلبا للذاكرة الإلكترونية سعته 60 غيغابايت يمكن الاحتفاظ عليه بالأفلام والموسيقى التي يفضلها مالك السيارة. وتبلغ قوة نظام الموسيقى فائق النوعية من طراز «نايم» 2200 واط وهو يوفر تجربة سماع نقية عبر 14 سماعة موزعة في أرجاء السيارة.



مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة
TT

مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة

سوف تستثمر شركة «كيا» 25 مليار دولار من الآن وحتى منتصف العقد، من أجل التحوّل إلى إنتاج سيارات كهربائية، بحيث يصل عدد النماذج الكهربائية المتاحة من الشركة إلى 11 طرازاً مختلفاً بحلول عام 2025. وأشار ياسر شابسوغ، المدير الإقليمي التنفيذي للعمليات، إلى أن خطط المستقبل تشمل توسيع حضور علامة «كيا» في السوق السعودية، أكبر أسواق المنطقة للشركة.
وأضاف شابسوغ في حوار مع «الشرق الأوسط» أن حصة «كيا» في السوق السعودية بلغت 5.5 في المائة في عام 2019، وارتفعت مبيعات الشركة في السوق السعودية في العام نفسه بنسبة 41.9 في المائة مقارنة بعام 2018. وأثنى شابسوغ على وكيل «كيا» الوحيد في المملكة، «مجموعة الجبر»، التي لا تمثل أي شركة سيارات أخرى.
ولن تكتفي «كيا» بما حققته في السوق السعودية، حيث وضعت استراتيجية للمدى الطويل لتعزيز حضور «كيا» في المملكة. وسوف يشمل الاستثمار صالة عرض جديدة في الرياض مع تحسين لخدمات الصيانة وقطع الغيار وخدمات ما بعد البيع لكي تتوافق مع تنامي حصة الشركة في السوق.
ويرى شابسوغ أن قطاع السيارات في المملكة يشهد تطوراً تتغير فيه ديناميكيات ملكية السيارات واستخدامها بشكل سريع. ومن العوامل المؤثرة في السوق السعودية قيادة المرأة للسيارات، وظهور خدمات تأجير ومشاركة السيارات، والتوجه المتنامي نحو السيارات الهجينة والكهربائية على الصعيد العالمي. وقد سارعت «كيا» لإجراء أبحاث تسويقية تهدف لتحقيق فهم أعمق لمتطلبات المرأة السعودية وما تفضله في السيارات، وقدمت منتجات وخدمات لتلبية هذه الحاجات. إضافة إلى ذلك، أطلقت الشركة في المملكة مؤخراً عدة طرازات كهربائية هجينة، بما فيها سيارتا «نيرو» وقريباً سيارة «كي 5 هايبرد»، للعملاء الراغبين بالانتقال إلى هذه الفئة واسعة الانتشار في مناطق عديدة من العالم. وتهدف الشركة لكي تكون ضمن أكبر أربع شركات في السعودية.
وعن خطط «كيا» في المنطقة لعام 2020 قال شابسوغ إن الشركة اتجهت في العقد الماضي نحو تصميم العديد من المنتجات الملائمة لزبائن الشرق الأوسط، وذلك من خلال إطلاق مجموعة قوية من السيارات تشمل عدة قطاعات في السوق. وسوف يستمر هذا التوجه أيضاً في السيارات التي تصل في عامي 2020 و2021.
وأضاف: «سنؤكد هذا العام على التزامنا بتقديم منتجات تحقق بشكل تام حاجات عملائنا في مختلف أنحاء المنطقة. كما سنواصل تقديم منتجاتٍ في فئات لم تدخلها (كيا) مسبقاً، كما هي الحال مثلاً بالنسبة لسيارة (بيغاس)، السيارة العملية صغيرة الحجم، التي نوفرها لعملائنا، مع التركيز على فئة الشركات، وسيارة (كيا تيلورايد) الرياضية متعددة الاستخدامات الفائزة بعدة جوائز عالمية والمصنّعة في الولايات المتحدة الأميركية، وتستهدف العائلات الكبيرة نسبياً».
أما سيارة «سيلتوس» الرياضية المدمجة متعددة الاستخدامات المصنوعة في الهند فهي متوفرة الآن في الشرق الأوسط، وبنهاية العام ستنضم إليها سيارة «سونيت» من ذات الفئة والمصنوعة في الهند أيضاً، اللتان تستهدفان بشكل خاص الموظفين الشباب والعائلات صغيرة العدد. كما سينضم الجيل الجديد من «سورينتو» و«كرنفال» إلى مجموعة منتجات «كيا» المتاحة في الأسواق، إضافة لذلك ستحل سيارة «كيا - كي 5» محل سيارة «أوبتيما». كما ستأتي سيارات «سيد» و«بروسيد» و«إكسيد» ذات الطابع الأوروبي والشعبية الواسعة إلى عدة أسواق في المنطقة، مع التركيز على شمال أفريقيا.

الطاقة الجديدة
وعن الطاقة الجديدة التي تتسابق شركات السيارات على تطويعها وتقديمها في نماذجها الجديدة، يقول شابسوغ إن «كيا» تستعد للتحول إلى شركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية، وفق استراتيجية «خطة إس» التي توفر استثماراً قدره 25 مليار دولار.
وستطلق الشركة أول نماذجها الكهربائية من الجيل الجديد ضمن استراتيجية «خطة إس» في عام 2021. كما تسعى لتوفير مجموعة كاملة مؤلفة من 11 سيارة كهربائية بحلول عام 2025، بما في ذلك سيارات «سيدان» ورياضية متعددة الاستخدامات، وسيارات متعددة الأغراض. وسيتم بناء السيارات الكهربائية الجديدة باستخدام الهيكل القاعدي الفريد الذي تمت هندسته خصيصاً ليتوافق مع مجموعات نقل الحركة الكهربائية والتكنولوجيا المرتبطة بها. كما ستتوفر بتصميم «كروس أوفر» مع مدى قيادة في الشحنة الواحدة يزيد على 500 كلم، وشحن فائق السرعة يستغرق أقل من 20 دقيقة. كما سيتوفر نوعان متمايزان من السيارات الكهربائية ذات قدرات الشحن المختلفة (400 فولت - 800 فولت) لتزويد العملاء بخيارات تلائم متطلباتهم.
ويرى شابسوغ أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتبنى بسرعة كبيرة تقنيات سيارات الطاقة الجديدة، كما أصبح المزيد من الأشخاص أكثر انفتاحاً على الأنماط الجديدة من ملكية واستخدام السيارات الهايبرد.
ولم تصبح السيارات الكهربائية أمراً رائجاً بعد في معظم دول المنطقة، ولكن هناك حالات تشجيع حكومي للأفراد على تقبل وتبني السيارات الكهربائية والهجينة، كما هي الحال في الأردن. وأضاف: «باعتقادنا، ستتبع بقية الحكومات هذا النهج، وستكون هناك المزيد من المحفزات للتشجيع على شراء السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة».
وتسعى «كيا» إلى استقطاب التكنولوجيا الأفضل أينما كانت. ولذلك استثمرت في شركة «ريماك» الكرواتية المختصة بصناعة السيارات الكهربائية فائقة الأداء، وشركة «أيونيتي» المتخصصة في بناء البنى التحتية للشحن فائق السرعة. ومنحت هذه الشراكات «كيا» القدرة على تطوير البنى التحتية الخاصة بها للنقل في العديد من الدول حول العالم، وستستمر الشركة في هذه الاستراتيجية من الأشهر والسنوات المقبلة.
وعن التقنيات التي سوف تكون متاحة في سيارات «كيا» في 2020. يقول شابسوغ إن سيارات «كيا» توفر مزيجاً مثالياً من الترفيه والأداء والسلامة، وتقدّم ما يلائم حاجات الشرائح المختلفة من السائقين. «كنا دائماً رواداً في تقديم التكنولوجيا الجديدة التي تحسّن تجربة القيادة مع ضمان السلامة التامة للركاب».
وأكد شابسوغ أن منتجات الشركة التي تصل في 2020 ستجلب مجموعة من التقنيات التي تبرز جودة سيارات «كيا» لناحية الأداء والتصميم. هذه التقنيات تتضمن «التحذير من الاصطدام الأمامي»، و«المساعدة على اتباع حارة السير»، و«التحذير من التصادم في النقاط العمياء مع شاشة مراقبة لها». وتزود السيارات أيضاً بنظام شحن لاسلكي للهاتف الذكي، وبشاشة لمس ملونة قياس 12 بوصة ونظام بلوتوث للاتصال.