يقدم كوكب عطارد اليوم، عرضاً سماوياً نادراً لمدة خمس ساعات ونصف الساعة تقريبا، حيث يتجول أمام الشمس في معظم أنحاء العالم. وسيكون أصغر الكواكب في النظام الشمسي، أشبه بنقطة سوداء صغيرة في هذه الظاهرة، التي تبدأ في الساعة 12:35 صباحاً بتوقيت غرينيتش، وتصل إلى الذروة الساعة 3:19 مساء بنفس التوقيت، وتنتهي الساعة 06:04 مساءً.
وتقول «الجمعية الفلكية الملكية» في إنجلترا في بيان أصدرته في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، إنّ هذه الظاهرة تتكرّر كل 13 عاما، وكان عبور عطارد في 2006 الأطول خلال القرن الحالي بعد عبور عام 1970، حيث استغرقت كافة مراحله سبع ساعات، بينما ستستغرق مراحل العبور اليوم خمس ساعات ونصف الساعة تقريبا.
ويشير بيان الجمعية، إلى أنّ «هذا الحدث الفلكي المهم سيكون مرصودا في أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى وأجزاء من أميركا الشمالية والمكسيك وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وستكون أفضل المواقع لرؤية كافة مراحل العبور في شرق الولايات المتحدة وأميركا الوسطى وأميركا الجنوبية، في حين أنّ غياب الشمس في جميع الدول العربية الواقعة بقارة آسيا، إضافة إلى مصر والسودان، قبل وصول العبور إلى ذروته، يجعلها ترصد المراحل الأولى للعبور فقط، وستكون موريتانيا الدولة العربية الوحيدة التي يمكنها مشاهدة العبور كاملا».
ويبدأ عبور عطارد بمرحلة التماس الأول، ويبدو قرص عطارد في هذا التوقيت متصلا مع قرص الشمس وهي الظاهرة التي تعرف بـ«تأثير الدمعة السوداء»، إذ يظهر شيء يشبه «دمعة» سوداء صغيرة يصل بين حافتي قرصي عطارد والشمس، ويختفي تأثير الدمعة السوداء، ويصبح عطارد بالكامل أمام قرص الشمس، وهذه علامة للحظة التماس الثاني، وتسمى مرحلتا التماس الأول والثاني مرحلة «الدخول».
وخلال الساعات التالية يتحرك عطارد ببطء أمام قرص الشمس، ويصل العبور ذروته العظمى عندما يكون الكوكب في أقرب نقطة من مركز الشمس، وهذه المرحلة لن تكون مرصودة في معظم الدول العربية.
وتستمر الظاهرة إلى أن يحدث التماس الثالث عند الساعة 6:02 مساء بتوقيت غرينيتش، حيث تلامس حافة قرص عطارد ظاهريا الحافة الداخلية لقرص الشمس، ويتكرّر من جديد ظاهرة «تأثير الدمعة السوداء»، وبعد ذلك ينتهي العبور بعد دقيقتين بالتماس الرابع، عندما يلامس قرص عطارد ظاهرياً الحافة الخارجية لقرص الشمس، ويسمى التماس الثالث والرابع مرحلة «الخروج».
ولا تحدث ظاهرة عبور الكواكب أمام الشمس، إلّا مع كوكبي عطارد والزهرة، ويحدث العبور عندما يمر الكوكب بين الأرض والشمس ويكون على نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس، وعندها يبدو الكوكب كنقطة سوداء أمام قرص الشمس، وفي حين أنّه يمكن رؤية عبور كوكب الزهرة بالعين المجردة فإنّ عبور كوكب عطارد لا يمكن رؤيته إلّا باستخدام الأجهزة الفلكية لصغر حجمه، حيث يبلغ قطره 3000 ميل (4800 كيلومتر)، مقارنة مع الشمس 864000 ميل (1.4 مليون كيلومتر).
ويحذر الفلكيون من التحديق في الشمس بالعين المجردة خلال حدث العبور أو باستخدام المنظار أو التلسكوب من دون وجود فلتر مخصص للشمس، مؤكدين أنّ حجم عطارد صغير جداً ويحتاج لتلسكوبات بقوة تكبير مناسبة.
واستخدمت هذه الظاهرة في الماضي لتحديد المسافة بين الأرض والشمس، ولكن في الوقت الراهن ومع التطور التقني، أصبح الرادار يقوم بهذه المهمة لتحديد المسافة بين الأرض والشمس بشكل أكثر دقة.
ويقول الدكتور أشرف تادرس، الأستاذ في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، إنّ «هذه الظاهرة تبقى مفيدة في عده اتجاهات فهي دليل واضح على كيفية عبور الكواكب حول الشمس، وتسمح للعلماء بإجراء قياسات لفهم أفضل حول غلاف جوي من الغازات يحيط بعطارد يسمى (الأكسوسفير)، وذلك لمعرفة مكوناته وكثافة غازاته».
ويضيف أنّ الصويوم في الأكسوسفير، يمتص ويعيد إصدار اللون الأصفر البرتقالي من ضوء الشمس، وبقياس ذلك الامتصاص يمكن معرفة المزيد حول كثافة الغاز.
عبور نادر لعطارد أمام الشمس اليوم
ظاهرة تحدث كل 13 عاماً
عبور نادر لعطارد أمام الشمس اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة