اجتماع في بعبدا يطمئن اللبنانيين: الودائع ورواتب الموظفين مؤمَّنة

الرئيس ميشال عون مترئساً الاجتماع المالي أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مترئساً الاجتماع المالي أمس (دالاتي ونهرا)
TT

اجتماع في بعبدا يطمئن اللبنانيين: الودائع ورواتب الموظفين مؤمَّنة

الرئيس ميشال عون مترئساً الاجتماع المالي أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون مترئساً الاجتماع المالي أمس (دالاتي ونهرا)

بددت السلطات اللبنانية، أمس، المخاوف التي تنامت على أثر الأزمة المالية والإجراءات المصرفية، وخلص الاجتماع المالي الذي عُقد في القصر الجمهوري في بعبدا، إلى أن الودائع في المصارف محفوظة ولا داعي للهلع بشأنها، ورواتب موظفي القطاع العام مؤمَّنة أيضاً للشهرين المقبلين، فيما الاعتمادات مؤمّنة للنفط والطحين والأدوية. وجاء التطمين بالتزامن مع بدء نفاد المحروقات من بعض المحطات.
وعُقد في قصر بعبدا، اجتماع مالي برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبحضور الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: «المال» علي حسن خليل، و«الاقتصاد والتجارة» منصور بطيش، ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس وأعضاء جمعية المصارف.
وأعلن رئيس جمعية المصارف سليم صفير، عن تكليف وزيري المالية والاقتصاد وحاكم مصرف لبنان ورئيس جمعية المصارف، متابعة الأوضاع النقدية والمصرفية، على أن يتم إصدار بيانات توضيحية منعاً لأي التباسات أو أخبار غير صحيحة كلما اقتضت الحاجة. وطمأن إلى أن أموال المودعين محفوظة، وأن ما يحصل هي مسألة لا علاقة لها بالملاءة وبالتالي لا داعي للهلع.
كذلك أعلن أنه تم خلال الاجتماع الطلب إلى حاكم مصرف لبنان الاستمرار في اتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على سلامة النقد والاستقرار الاقتصادي وسلامة أوضاع النظام المصرفي، واقتراح التدابير اللازمة لحلول عملية عند الاقتضاء. كما طلب من الحاكم تسهيل تسيير الحاجات ولا سيما لصغار المودعين، للمحافظة على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل أن «الرواتب مؤمَّنة لشهري 11 و12»، و«ربما يتم تأجيل استحقاقات اليوروبوند». وقال وزير الاقتصاد إن «الاعتمادات مؤمَّنة للأدوية والمحروقات والطحين». وفيما تفتح المصارف أبوابها، الثلاثاء، بشكل طبيعي، تعقد نقابات موظفي المصارف اجتماعاً استثنائياً، غداً (الاثنين)، «للتشاور في التعديات على الزملاء في العديد من فروع المصارف» على ضوء الإشكالات الأمنية التي حصلت في بعض المصارف من قِبل مودعين اعترضوا على الإجراءات.
وعكست الإجراءات المصرفية أزمات إضافية في القطاعات الاقتصادية اللبنانية وطالت قطاع المحروقات الذي بات ينذر بأزمة توفر المشتقات النفطية في البلاد. وبدأت محطات المحروقات بإقفال أبوابها بسبب نفاد المخزون، ومحطات أخرى عمدت إلى تقنين توزيع المحروقات. ورفع بعض محطات توزيع المحطات خراطيمها في بعلبك والجوار، بذريعة نفاد مادة البنزين، كما ارتفع سعر صفيحة المازوت إلى حدود 4000 ليرة إضافية على السعر الرسمي.
ولم تقتصر الأزمة على المحروقات، إذ أعلنت الهيئة التأسيسية لنقابة أصحاب محلات الجوال في لبنان أنها وبعد تحركها ضد امتناع الوكلاء لشركتي «ألفا» و«تاتش» ورفضهم تسليم بطاقات التشريج بالليرة اللبنانية لأصحاب المحلات رغم قرار وزارة الاتصالات التعامل بالليرة اللبنانية، حذرت جميع الوكلاء في لبنان من استمرار هذه التصرفات بحق أصحاب المحلات ورفضهم التسليم بالعملة الوطنية كما طلبت منهم وزارة الاتصالات.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.