شكوك حول حسم ملفات نتنياهو في قضايا الفساد

بسبب تطورات في التحقيق مع «الشاهد الملك»

TT

شكوك حول حسم ملفات نتنياهو في قضايا الفساد

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية «كان» إن ثمة شكوكا قوية حول قدرة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، على إعطاء قراره النهائي بخصوص ملفات التحقيق ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الموعد المتوقع، وذلك بسبب التطورات الأخيرة المتعلقة بالتحقيق في ملف المضايقات لشاهد الملك في أحد ملفات نتنياهو القضائية الرئيسية. وبدأت النيابة العامة نهاية الشهر الماضي بالتعاون مع مكتب المستشار القانوني للحكومة، دراسة المواد التي سلمها محامو الدفاع عن نتنياهو، خلال جلسات الاستماع في ملفات التحقيق الثلاثة المنسوبة له.
وكان من المنتظر أن يصدر قرار نهائي بشأن تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو خلال هذا العام، وسط توقعات بألا يحدث تغيير جوهري في أعقاب جلسات الاستماع التي خضع لها في الأسابيع الماضية، بعدما أبلغ مسؤولون من النيابة العامة محامي الدفاع بأنه إذا وجهت إليه تهم فإن النيابة ستعارض صفقة الإقرار بالذنب ما لم تتضمن عقوبة السجن الفعلي. لكن تطورات ظهرت مؤخراً أجبرت النائب العام على فتح تحقيق جانبي معقد إلى حد ما. وانشغلت النيابة الإسرائيلية في ملف «مضايقات» شاهد الملك، نير حفيتس، وهو ما تطلب تدخل كبار المسؤولين في وزارة القضاء ومصادقتهم على الإجراءات.
ويتطلب فحص العيوب في التحقيقات مع نير حيفتس وقتاً إضافياً، حسب وسائل إعلام إسرائيلية. وكان النائب العام قد تعهد بالنظر في أي خطأ محتمل ارتكبه المحققون بعد أن أثار تقرير إخباري أسئلة حول سلوك الشرطة خلال استجواب أحد شهود الدولة الرئيسيين، فضلاً عن صحة شهادته.
ونشرت أخبار «القناة 12» نصوص شهادة حيفتس التي تحدث فيها عن مشاكل واجهته في تذكر تفاصيل القضية بدقة، ثم تغيير شهادته في مناسبات عدة، وأشار إلى اجتماعات لم تُعقد كما يبدو. وحيفتس هو متحدث سابق باسم نتنياهو ومقرب منه وشاهد في القضية «4000» التي تعد الأخطر بين القضايا التي يواجهها نتنياهو، والتي يُشتبه فيها بأنه قام بالدفع بقرارات تنظيمية تعود بفائدة مالية على المساهم المسيطر في مجموعة «بيزك» للاتصالات، شاؤول إلوفيتش، في مقابل الحصول على تغطية إخبارية في صالح نتنياهو. وأصبح حيفتس شاهد دولة بعد إلقاء القبض عليه واستجوابه على مدار أسبوعين، ويُعتقد بأنه زود ممثلي الادعاء بمعلومات أساسية باعتباره الشخص الذي لعب دور الوسيط بين نتنياهو وإلوفيتش.
وكشفت «القناة 12» عن أن حيفتس قد يكون تعرض لضغوط من خلال وسائل غير مشروعة لإجباره على الإدلاء بشهادة ضد نتنياهو. وجاء في التقرير أن الشرطة جلبت شخصاً آخر لا علاقة له بالقضية واستجوبته بهدف الضغط على حيفتس للتوقيع على اتفاق مع السلطات، وأن حيفتس قام بذلك بعد الخطوة التي اتخذتها الشرطة. وفي عدة مناسبات، عندما أدلى حيفتس بشهادته، علق على ضعف ذاكرته، وفي مرحلة معينة قال إن الأمر اختلط عليه. وعندما تحدث حيفتس عن اجتماع مهم عُقد بينه وبين نتنياهو وإلوفيتش قبل أيام قليلة من انتخابات عام 2015، تبين أن تقنية تحديد المواقع في الهاتف الخلوي استبعدت حدوث مثل هذا اللقاء.
بعد ذلك تراجع حيفتس عن أقواله، قائلاً إن الاجتماع عُقد كما يبدو قبل بضعة أشهر من ذلك. وذكر التقرير أن حيفتس تراجع عدة مرات عن تصريحاته السابقة بشأن بعض التفاصيل وعدّلها عندما تمت مواجهته بمعلومات متناقضة.
وفي مسودة لائحة اتهام صدرت في فبراير (شباط)، أعلن ماندلبليت عن نيته توجيه تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة ضد رئيس الوزراء في القضية «4000».
وبدأت النيابة الأسبوع الماضي صياغة رأي قانوني يوصي بتوجيه التهم ضد نتنياهو في جميع القضايا الثلاث، لكن التطورات الأخيرة قد تعطل الإجراءات.
ويواجه نتنياهو إمكانية توجيه لوائح اتهام ضده في عدة قضايا، وهي القضية «1000» التي تتضمن اتهامات بحصوله على هدايا ومزايا من رجال أعمال، من بينهم منتج هوليوود، الإسرائيلي الأصل أرنون ميلتشان، مقابل تقديم خدمات لهم. كما يواجه نتنياهو تهمة خيانة الأمانة في القضية «2000» التي يشتبه فيها بوجود صفقة مقايضة غير قانونية بينه وبين ناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أرنون موزيس، لإضعاف صحيفة منافسة مقابل الحصول على تغطية أكثر إيجابية من يديعوت، بالإضافة إلى القضية «4000» التي تعتبر الأخطر من بين القضايا الثلاث.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.