قائد «سوريا الديمقراطية» يحذر من «تغيير ديمغرافي» شرق الفرات

مظلوم عبدي أعلن فرار 30 ألف مدني من مناطق وقف النار

TT

قائد «سوريا الديمقراطية» يحذر من «تغيير ديمغرافي» شرق الفرات

طالب القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية مظلوم عبدي بـ«منع سياسات التغيير الديمغرافي» في شمال شرقي سوريا، في وقت أفاد بيان لـ«القوات» بأن العمليات العسكرية الأخيرة دفعت 30 ألف مدني للفرار من مناطقهم الأصلية الواقعة شرق نهر الفرات. وقال: «احتلت 1100 كلم مربع، وضمت 56 قرية ومزرعة في كل من شمال عين عيسى وشرق كوباني وشرق رأس العين وشمال غربي تل تمر».
واتهمت القوات المدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن، تركيا ومضيها في انتهاك وقف إطلاق النار، الأمر الذي يزيد من حجم الكارثة الإنسانية. وأضافت: «إذ تستمر في احتلال الأراضي السورية خارج منطقة العمليات العسكرية المتفق عليها»، في إشارة إلى اتفاق عقد بين أنقرة وواشنطن الشهر الماضي شمل مدن وبلدات رأس العين وتل تمر بالحسكة وتل أبيض وعين عيسى بالرقة، إضافة إلى قيام الجيش التركي وفصائل سورية موالية، بشن 108 هجمات برية، وبالقصف عبر طائرات مسيرة 82 موقعاً.
وأكدت قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» سحب مقاتليها إلى مسافة 32 كيلومتراً، بحسب الاتفاق. ولفتت إلى انه «كما وقصفت مدفعيتها الثقيلة 110 مواقع أخرى خارج منطقة العمليات العسكرية المتفق عليها، وقد أدت هذه الهجمات جميعها إلى مقتل 182 مقاتلاً من قواتنا وجرح 243 وهم في حالة الدفاع عن النفس».
في سياق متصل، حذر عبدي من «سياسات الإبادة والتطهير العرقي» التي تقوم بها تركيا وفصائل موالية، وانتقد مساعي الأمم المتحدة لتشكيل لجنة لدراسة المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها على طول الحدود الشمالية السورية مع تركيا. وقال في تغريدة نُشرت على حسابه بموقع «تويتر» أمس: «تحاول تركيا تنفيذ سياسات الإبادة والتطهير العرقي تحت غطاء القانون الدولي، وتصريح السيد (انطونيو) غوتيريش حول إمكان إنشاء لجنة لدارسة المقترح التركي وبناء تجمعات سكانية يعدّ تواطؤاً خطيراً من الأمم المتحدة مع سياسات الإبادة الجماعية»، مشيراً إلى أن مهمة الأمم المتحدة ودورها «حماية السكان المحليين وليس المشاركة في مشروعات التطهير العرقي».
وطالب التحالف الدولي والولايات المتحدة وروسيا بـ «منع سياسات التغيير الديمغرافي» في مدينتي رأس العين وتل أبيض اللتين انتزعتهما تركيا وفصائل سورية مسلحة.
بدورها، طالبت دائرة العلاقات الخارجية لدى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والأخيرة مجلس حكم مدني يدير معظم مدن وبلدات شرق الفرات، عبر بيان، بـ «ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب» في المناطق التي سيطرت عليها تركيا والفصائل الموالية لها، على حد تعبيرها، وتقديمهم إلى العدالة لانتهاك القوانين والعهود الدولية وضرب المعايير الأخلاقية وسلامة المدنيين عرض الحائط. وقال: «وصلت إلى ذروتها عند قيام تركيا باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً بحق شعبنا، واستهداف أكثر من 30 شخصاً من المدنيين العزل بينهم أطفال بهذه الأسلحة المحظورة دولياً».
وقال الدكتور عبد الكريم عمر رئيس دائرة العلاقات الخارجية: «لدينا أدلة وإثباتات تدين تركيا، ونحن على استعداد لاستقبال اللجان المختصة والتعاون معها للعمل بكل حيادية في مناطق الهجوم التركي»، مشيراً إلى أن الحالات التي تؤكد استخدام الأسلحة المحرمة دولياً «العينات بحاجة أن تخضع لإجراءات طبية وقانونية بهدف إدانة تركيا ومرتزقتها ومعاقبتها، فتجاوزاتها تستهدف مكونات شمال شرقي سوريا، مع استمرار انتهاك المجموعات الإرهابية الموالية لها، قانونياً تستوجب الملاحقة والمقاضاة».
وأوضح أن تركيا تحاول «إخفاء الجريمة ومحاولة منع تشكيل لجان تحقيق دولية عن طريق التبرع بمبلغ 30 ألف يورو لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.