قائد في «الجيش الوطني» يتحدث عن «جولة جديدة» من معارك طرابلس

TT

قائد في «الجيش الوطني» يتحدث عن «جولة جديدة» من معارك طرابلس

قال قائد عسكري بارز في «الجيش الوطني» الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، إن قواته تستعد لجولة جديدة من المعارك ضد الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج في العاصمة طرابلس، رغم حالة الهدوء النسبي التي شهدتها المدينة على مدى اليومين الماضيين.
وأوضح المسؤول العسكري الليبي، الذي طلب عدم تعريفه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات الجيش «أفقدت الميليشيات قدرتها على القيام بأي هجوم كبير»، مشيراً إلى أن «الأيام المقبلة» ستشهد ما وصفه بـ«طفرة نوعية في مستوى العمليات القتالية لمختلف وحدات الجيش بمحاور القتال» قرب طرابلس.
وأكد وقوع اشتباكات متقطعة، أمس، في محور عين زارة بجنوب العاصمة، فيما نقلت وسائل إعلام محلية عن اللواء أحمد بوشحمة آمر غرفة العمليات الميدانية بعملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، إن هدوءاً نسبياً يسود جميع محاور القتال جنوب طرابلس رغم وجود مناوشات خفيفة، مؤكداً محافظة قواته على جميع تمركزاتها.
من جانبه، أكد جوشوا هاريس نائب رئيس البعثة الأميركية في ليبيا، على دعم الولايات المتحدة لوضع حدّ فوري للقتال الدائر وإعادة تأسيس العملية السياسية للأمم المتحدة بما من شأنه أن يوفّر مستقبلاً آمناً ومزدهراً لجميع الليبيين.
ونقلت السفارة الأميركية هذه التصريحات عن جوشوا في بيان مساء أول من أمس، خلال مشاركته في مائدة مستديرة نظمتها جمعية للمحامين بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن فتحي باشاغا، وزير الداخلية المفوض بحكومة «الوفاق»، التي تدعمها الأمم المتحدة، اتهم روسيا بتأجيج الحرب في ليبيا، داعياً الولايات المتحدة إلى تعزيز جهودها لتسوية الصراع. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن باشاغا تأكيده استمرار التعاون لمكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة والذي أدى إلى سلسلة من الغارات الجوية المدمرة على تنظيم «داعش» في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنه أضاف أن الحرب التي يشنها «الجيش الوطني» لـ«تحرير طرابلس» قدّمت أرضاً خصبة للتنظيم الإرهابي ليعيد تنظيم صفوفه.
ونقلت «بلومبرغ» أمس عن باشاغا قوله في مقابلة أجرتها معه في تونس قبل زيارة إلى واشنطن: «تدخل الروس لصب الوقود على النار وتأجيج الأزمة بدل إيجاد حل. الدليل هو نشر مجموعة المرتزقة الروس (فاغنر) في ليبيا. لقد أرسلوهم إلى سوريا قبل ذلك ووسط أفريقيا وأينما ذهبت مجموعة فاغنر يحدث دمار». واتهم باشاغا روسيا بأنها تطمح لإعادة السلطة إلى بقايا نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وتعزيز نفوذها في أفريقيا وجنوب أوروبا.
ونفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من جهته، وجود مرتزقة روس في ليبيا، واصفاً الأمر بالمزاعم العارية من الصحة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».