مبعوث فرنسي إلى بيروت

مصادر في باريس لـ«الشرق الأوسط»: مقاربتنا للأزمة في لبنان مختلفة عن أميركا

TT

مبعوث فرنسي إلى بيروت

تجانب باريس التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وترفض الخوض في بازار الأسماء المطروحة لترؤس الحكومة العتيدة. إلا أنها، في الوقت عينه، ومن باب حرصها على التضامن مع لبنان، ومساندته في المحنة السياسية والاقتصادية والمالية، فإنها لا تستطيع الوقوف مكتوفة اليدين، والتفرج على عبثية الجدل الذي يعتمل في الساحة اللبنانية على خلفية المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات المتواصلة منذ السابع عشر من الشهر الماضي؛ هكذا توصّف مصادر فرنسية رسمية، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أمس، موقف باريس إزاء التطورات الجارية في لبنان، وهكذا تعلل «المهمة» الموكلة لمدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية كريستوف فارنو، الذي من المفترض أن يصل «قريباً جداً» إلى بيروت.
بداية، تحرص المصادر الفرنسية على التشديد على «التمايز» بين سياسة باريس في لبنان، وبين السياسة الأميركية، وتؤكد أن ما تريده فرنسا هو «مساعدة لبنان على ملء الفراغ»، وهي تأمل أن ينجح المسؤولون في الوصول إلى حكومة «تتمتع بالصدقية» من زاويتين: الأولى، القدرة على الاستجابة لما يريده الحراك الشعبي، الذي تنزع عنه الصفة الحزبية ولعبة التآمر لإضعاف هذا الفريق السياسي أو ذاك. والثانية، التمتع بالكفاءة والقدرة على استصدار القوانين الضرورية من أجل القيام بالإصلاحات الاقتصادية التي «لم يعد بالمستطاع تأجيلها، وهي ضرورية للبدء بتنفيذ تعهدات مؤتمر (سيدر) الذي نظمته باريس واستضافته في شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي». وتعتبر باريس أن استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، دفعت الأزمة إلى «مزيد من التفاقم» ولبنان إلى وضع «خطير للغاية». وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الذي كان مقرراً في 13 من الشهر الحالي للجنة المتابعة لـ«سيدر»، الذي تقرر خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الحريري إلى فرنسا، قد تأجل، ولن تعاد جدولته قبل تشكيل حكومة جديدة.
ولا يصل الموفد الفرنسي إلى بيروت «خالي الوفاض»، إذ سبقته اتصالات فرنسية عالية المستوى مع الأطراف المؤثرة على الوضع اللبناني، من بينها إيران. وتقول المصادر الفرنسية إن باريس «القادرة على التحاور مع كافة الأطراف داخل لبنان وخارجه»، تحديداً مع إيران لتليين مواقف «حزب الله».
تجدر الإشارة إلى أنه أثناء أزمة الفراغ الرئاسي التي دامت عامين ونصف العام، التي انتهت بوصول الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا، قامت فرنسا بجهود كبيرة مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران، لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية. وبالنسبة لطهران، فإن باريس تستطيع البناء، وفق مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية، على «الخدمات» التي تؤديها لإيران في الملف النووي، وعلى الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس إيمانويل ماكرون للجمع بين الرئيسين الأميركي والإيراني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الخلاصة أن باريس تسعى لبناء «شبكة أمان» للبنان، عنوانها في اللحظة الراهنة التعجيل بسد الفراغ الحكومي، وإجراء الإصلاحات المؤجلة لعقود، والاستجابة لمطالب الشارع «المشروعة». وحسب مصادر أخرى، فإن ما سيحمله المبعوث الفرنسي هو «طمأنة» حزب الله إلى أنه ليست هناك «مؤامرة وجودية»، غرضها إضعافه، أو التخلص منه، وبالتالي يتعين على الجميع التعاون من أجل مواجهة أزمة يمكن أن تطيح، في حال استمرت المراوحة على حالها، بالنظام المالي والاقتصادي، وتُدخل لبنان إلى المجهول. من هنا، فإن «المهمة الأولى» للدبلوماسي الفرنسي الذي سيلتقي كافة المكونات في لبنان هي السعي للتقريب بين المواقف المتناقضة للأطراف المتقوقعة، لعل ذلك يساعد على العثور على «أول الخيط» الدال على المخرج من الأزمة.



تهديد حوثي باستمرار الهجمات ضد إسرائيل إذا لم تلتزم بالهدنة

مسلحون متحالفون مع الحوثيين في الضواحي الشمالية لصنعاء (رويترز)
مسلحون متحالفون مع الحوثيين في الضواحي الشمالية لصنعاء (رويترز)
TT

تهديد حوثي باستمرار الهجمات ضد إسرائيل إذا لم تلتزم بالهدنة

مسلحون متحالفون مع الحوثيين في الضواحي الشمالية لصنعاء (رويترز)
مسلحون متحالفون مع الحوثيين في الضواحي الشمالية لصنعاء (رويترز)

استغرق الحوثيون يوما كاملا لاتخاذ قرار يتعلق بهجماتهم البحرية في أعقاب إعلان الوسطاء عن هدنة غزة، وخرج زعيم الجماعة المدعومة من إيران مهددا بمواصلة شنّ هجمات على إسرائيل إذا لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في غزة المفترض أن يبدأ سريانه الأحد.

وقال عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة في خطاب طويل بثّته قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة للجماعة: «سنبقى في مواكبة مراحل تنفيذ الاتفاق، وأيّ تراجع إسرائيلي أو مجازر وحصار فسنكون جاهزين مباشرة للإسناد العسكري للشعب الفلسطيني».

وأضاف: «نحن سنبقى في رصد التطورات في فلسطين خلال الأيام الثلاثة السابقة لدخول اتفاق غزة، إذا استمرت المجازر الإسرائيلية فسنستمر في عملياتنا».

ولم يحدد زعيم الحوثيين ما إذا كانت جماعته ستتوقف عن الهجمات البحرية ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي التي دأبت تتبناها جماعته منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ولا الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي تطلقها نحو إسرائيل، لكن اكتفى بالتلويح إلى المراقبة.

وتوصلت إسرائيل وحركة «حماس» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين أُعلن عنه، الأربعاء، بعد مفاوضات شاقة توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً في القطاع.