الحكومة المصرية: لم نُلزم المدارس بغلق صفحاتها على «فيسبوك»

أكدت عدم المساس بالسلع التموينية أو تداول أدوية تُسبب الوفاة

TT

الحكومة المصرية: لم نُلزم المدارس بغلق صفحاتها على «فيسبوك»

أكدت الحكومة المصرية أمس، أنها لم «تلزم المدارس بغلق الصفحات الخاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، والاكتفاء بصفحات الإدارات التعليمية ومديريات التربية والتعليم»، لافتة إلى أن «كل صفحات المدارس على (فيسبوك) ما زالت مفتوحة ونشطة أمام جميع الطلاب وأولياء الأمور». وشددت الحكومة على «حرص وزارة التربية والتعليم على دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية تيسيراً على أولياء الأمور والطلاب للتواصل الدائم والسريع مع إدارات المدارس».
كما أكدت الحكومة «عدم المساس بالسلع التموينية، وأنه لا صحة لإلغاء أي سلعة من البطاقات التموينية، وأنه يتم صرف السلع التموينية، خاصة الأرز والزيت المدعم لأصحاب البطاقات التموينية بشكل شهري منتظم»، موضحة أنها «عملت على تأمين مخزون استراتيجي من السلع الأساسية خاصة (السكر والزيت والأرز)، بكميات كبيرة وباحتياطي استراتيجي لمدة لا تقل عن 3 أشهر لجميع محافظات مصر».
بينما أشارت الحكومة إلى أن «ما تردد في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي عن تداول أدوية في الصيدليات تؤدي إلى الوفاة خلال 5 أيام، عار من الصحة»، مؤكدة أن «وزارة الصحة لم ترصد بيع أو تداول أي أدوية غير صالحة بشكل عام، وهناك حملات تفتيشية متواصلة لضبط سوق الدواء، والتأكد من صلاحية المنتجات المعروضة بجميع المؤسسات الصيدلية، ومدى حصولها على التراخيص اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة المواطن».
وتناشد الدولة المصرية من وقت لآخر، وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، تحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى بلبلة الرأي العام، وإثارة غضب المواطنين، حسب تعبيرها.
وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، إلى ما وصفه بـ«الكذب على وسائل التواصل»... وسبق أن أكد أن «هناك حرباً إعلامية، وحرب إشاعات، وحرب مواقع تواصل اجتماعي ضد حالة الوعي، التي تتشكل يوماً بعد يوم لدى المصريين».
ونفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أمس، أنباء بشأن إصدار وزارة الصحة قراراً بحظر استيراد الأدوية من الخارج، موضحاً أن «الحكومة حريصة كل الحرص على توفير جميع الأدوية سواء من خلال التصنيع المحلي أو الاستيراد من الخارج». كما نفت «الصحة» ما تردد من أنباء بشأن تفشي حمى «التيفود» وظهور حالات مصابة بالمرض بين طلاب المدارس، موضحة أنه «لم يتم رصد أي حالات مصابة سواء بحمى (التيفود) أو أي أمراض معدية أخرى بين طلاب المدارس على مستوى مصر»، مشددة على «اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية ضد الأمراض المعدية بين طلاب المدارس، فضلاً عن تنفيذ برنامج تطعيمات وقائي دوري لتلاميذ المدارس ضد الأمراض المعدية»، كما نفت الوزارة أنباء حول ارتفاع حالات الإصابة بالتسمم الغذائي نتيجة نقص مصل «التسمم الممباري» بالمستشفيات الحكومية، مشددة على أن «المصل المُخصص لحالات التسمم الغذائي، متوافر وبالمجان بكل جرعاته بجميع المنشآت الطبية التابعة للوزارة بكل المحافظات ومراكز السموم التابعة للمستشفيات الجامعية، والمخزون الاستراتيجي مطمئن ويكفي لمدة 3 سنوات». ونفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» ما تردد من أنباء حول إهدار كميات كبيرة من المياه لري المساحات الخضراء داخل العاصمة الإدارية الجديدة. وأوضح المركز أمس، أنه «قام بالتواصل مع (شركة العاصمة الإدارية الجديدة) التي أكدت أنه يتم ري المساحات الخضراء بالعاصمة الإدارية في الوقت الحالي، من خلال توفير 100 ألف متر مكعب مياه صرف صحي معالج من محطة (أوراسكواليا) الخاصة بالقاهرة الجديدة، والتي تبعد عن العاصمة الإدارية بمسافة 6 كيلومترات عن طريق القاهرة - السخنة، كمصدر ري مؤقت لحين الانتهاء من محطة معالجة مياه الصرف الصحي الخاصة بالري في العاصمة الجديدة». في غضون ذلك، أكد اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية في مصر، أن «مبادرة (صوتك مسموع) هي أحد أهم آليات الوزارة للتواصل مع المواطنين، والتفاعل معهم لسرعة الاستجابة لمشكلاتهم، ورفع كفاءة الخدمات في جميع المحافظات»، مشيراً إلى أن «المبادرة التي أطلقتها الوزارة تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ستظل نافذة مفتوحة دائماً لاستقبال شكاوى المواطنين، ورصد مطالبهم والتعامل السريع معها بالتنسيق مع فرق المبادرة في المحافظات». وقالت مصادر مطلعة، إن «المبادرة تأتي في ضوء تكليفات الرئيس السيسي بضرورة حل شكاوى المواطنين، باعتبارها من الحقوق التي كفلها الدستور المصري». يشار إلى أن الوزارة «تلقت ما يقرب من 82 ألف رسالة منها أكثر من 21 ألف شكوى، وتم حل أكثر من 95 في المائة منها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.