تعيش بعض الطيور في مجموعات اجتماعية متطورة التركيب شبيهة بتلك التي تعيش فيها الفيلة أو الدلافين.
وقال باحثون ألمان إنهم عثروا على مثل هذا الشكل من المجتمعات متعددة الطبقات بين الدجاج الحبشي النسر في كينيا، حسبما أوضحوا في دراستهم التي نشروا نتائجها في العدد الحالي من مجلة «كارانت بيولوجي» المتخصصة.
واستطاع باحثو معهد ماكس بلانك للأحياء السلوكية بمدينة كونستانس، بالتعاون مع زملائهم من جامعة كونستانس، البرهنة على أن أفرادا تابعين لنفس النوع يتعايشون في العديد من المجموعات الصغيرة الثابتة التي تندمج مع بعضها البعض.
ويقول الباحثون إن البشر يفعلون الشيء نفسه الذي تفعله بعض أنواع القردة والفيلة والزرافات والدلافين وحيتان العنبر، أي العيش في مجتمعات متعددة الطبقات.
كان العلماء يعتقدون حتى الآن أن مثل هذه الحياة المتطورة تتطلب مستوى متناسبا من الذكاء، حيث يحتاج أعضاء هذه المجموعات إلى معرفة من الذي ينتمي لدائرتهم ومن الذي لا ينتسب إليها.
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن طيور الدجاج الحبشي أو الغيني النسر على الأرض، وهي من عائلة الدجاج الغيني الذي يمتلك مخا صغير الحجم نسبيا.
ويمكن أن يبلغ طول الطائر 61 إلى 71 سنتيمترا، وله ريش مميز بخطوط وبقع بيضاء فوق خلفية سوداء، وكذلك صدر أزرق. وتعيش سلالة الدجاج الحبشي النسر التي تدين باسمها لرأسها الذي يشبه رأس النسر، في البراري والأحراج في مناطق شرق أفريقيا.
وراقب باحثو كونستانس العلاقات الاجتماعية بين أفراد إحدى مجموعات هذه الطيور التي تضم أكثر من 400 طائر بالغ، على مدى عام في كينيا، كما زودوا 58 من هذه الطيور بأجهزة إرسال لتحديد المواقع.
ووجد الباحثون أنها تضم 18 مجموعة اجتماعية مختلفة، تتكون كل منها من 13 إلى 65 فردا. وظلت هذه المجموعات مستقرة، رغم أنها تقاطعت مع واحدة أو عدد من المجموعات فيما بينها بشكل منتظم ليلا ونهارا، وبمعنى آخر، فإن الدجاج الحبشي النسر قادر على معرفة التشكيلات الاجتماعية التي تربطها بالعديد من الأفراد الآخرين.
كما وجد الباحثون أن هناك تفاعلات بين المجموعات بشكل قوي في أوقات معينة من السنة، وهي ذات صلة بنقاط مميزة للمساحات التي تعيش عليها، وهو ما جعل الباحثين يعتقدون أن عناصر بيئية تلعب دورا في تكوين التجمعات متعددة الطبقات.
وأكد باحثو السلوك الإحيائي أن ما يكسب الحقائق التي رصدوها أهمية خاصة، هو أنه رغم أن الكثير من أنواع الطيور تعيش في مجموعات، إلا أن هذه المجموعات مفتوحة أو غير مستقرة على المدى البعيد، أو أنها مرتبطة جدا بأرض بعينها، «فهذه، حسب معلوماتنا، هي المرة الأولى التي نجد فيها مثل هذه البنية الاجتماعية لدى الطيور»، حسبما أوضح داناي باباجيورجيو، كبير الباحثين المشاركين في الدراسة، عن معهد ماكس بلانك للأحياء السلوكية، في بيان للمعهد.
وأضاف باباجيورجيو: «أن مراقبة مئات الطيور التي تخرج كل يوم من خدرها وتتوزع بشكل تام في مجموعات مستقرة تماما أمر جدير بالإشادة، وكذلك معرفة كيفية تصرف هذه الطيور، فكل هذا ليس له على الأرجح علاقة بمستوى ذكاء هذه الطيور فقط».
وأكد الباحثون أن دراستهم تشكك في الفهم الحالي لنشأة المجتمعات ذات الطبقات المعقدة، «حيث إن هذا الكشف يطرح كمية من التساؤلات بشأن الآليات الأساسية للمجتمعات المتطورة، ويفتح آفاقا بحثية مثيرة بخصوص الصفات التي دفعت هذه الطيور إلى تطوير نظام اجتماعي أقرب إلى نظم الرئيسيات، منه إلى نظام طيور أخرى»، حسبما أوضح دامين فارينه، الذي شارك هو الآخر في الدراسة.
بعض الطيور يمكنها الحياة في تجمعات متطورة التركيب
ليست لها علاقة بمستوى الذكاء
بعض الطيور يمكنها الحياة في تجمعات متطورة التركيب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة