واشنطن: الجنود الأميركيون ما زالوا موجودين في سوريا

قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم (الجمعة)، إن الجنود الأميركيين ما زالوا موجودين في سوريا، مشيراً إلى أنه ليس من الحكمة اعتبار روسيا شريكاً يعول عليه في الشرق الأوسط.
وقال بومبيو خلال زيارة إلى ألمانيا في ذكرى مرور 30 عاماً على سقوط جدار برلين «الجنود الأميركيون ما زالوا على الأرض في سوريا ولم ننسحب، وقد وفرنا موارد كثيرة لـ(قوات سوريا الديمقراطية)»، مضيفاً: «نريد من أوروبا أن تنضم إلينا لمساعدة الأكراد».
وشدد بومبيو على التزام الولايات المتحدة بمحاربة التطرف، موضحاً أن «الحل في سوريا سياسي» وأن بلاده اتخذت قراراً استراتيجياً بمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.
وتابع بومبيو «سنبذل قصارى جهدنا لإعادة 6 ملايين سوري إلى ديارهم وسنعمل من خلال مجلس الأمن عبر استصدار قرار بهذا الشأن».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن عقب سحبه القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا في 6 أكتوبر (تشرين الأول)، أن «عدداً قليلاً من الجنود» الأميركيين سيبقون في سوريا، «في المناطق، حيث يوجد النفط».
ودعا بومبيو في خطابه اليوم ألمانيا والحلفاء الغربيين إلى الدفاع مجدداً وعلى نحو مستمر عن الحرية.
وأوضح قائلاً: «يتعين علينا الاعتراف بأن الحرية غير مضمونة مطلقاً، فهناك هياكل استبدادية ظهرت مجدداً، ويتعين علينا الدفاع عن حريتنا ومستقبلنا... لنتحد ونتحالف ونكون أصدقاء».
ووجّه وزير الخارجية الأميركي تحذيراً شديداً من الصين وروسيا وإيران، قائلاً: «ليس من الحكمة اعتبار روسيا شريكاً يعول عليه في الشرق الأوسط». مضيفاً: «لدى الدول الغربية الحرة مسؤولية درء التهديدات عن شعبنا من حكومات مثل الصين وروسيا وإيران».
وفي سياق متصل، جددت وزارة الخارجية الصينية الهجوم على بومبيو اليوم، ووصفت انتقاده في الآونة الأخيرة للحزب الشيوعي الصيني بأنه «بالغ الخطورة» ويكشف عن «نواياه الشريرة».
وفي الشهر الماضي، صعّد بومبيو حرباً كلامية أميركية ضد الحزب الشيوعي الصيني، وقال إن بكين تركز على الهيمنة على الصعيد الدولي ويجب مواجهتها.
ويثير بومبيو باستمرار غضب الصين، سواء كان ذلك في شكل تصريحات حول مشروع الحزام والطريق أو مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ في أقصى الغرب، وفي موضوعات أخرى كثيرة.
وفي مؤتمر صحافي يومي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ، إن «بومبيو ينثر العداء ويغرس بذوره بين الشعب الصيني والحزب الشيوعي الصيني في محاولة للوقيعة بينهما».
وأضاف، أن الحزب يعبر على الدوام عن مصالح الشعب ويحافظ عليها، وحاز ثقته العميقة ودعمه المخلص.
وقال قنغ «محاولات الوقيعة بين الشعب والحزب الشيوعي هي استفزاز موجه ضد الشعب الصيني بأسره وستبوء بالفشل».
وأضاف: «يتعين القول إن تصريحات بومبيو خطيرة للغاية ولا تلائم موقعه كوزير للخارجية الأميركية».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه بكين وواشنطن إلى التوصل إلى هدنة في حربهما التجارية من خلال توقيع اتفاق تجاري.