تراجع طفيف للتضخم في تونس

TT

تراجع طفيف للتضخم في تونس

كشف المعهد الوطني للإحصاء في تونس عن تراجع نسبة التضخم خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لتبلغ 6.5 في المائة بعد أن استقرت طوال شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) الماضيين في حدود 6.7 في المائة، وأكد أن هذا التراجع يعود بالأساس إلى انخفاض أسعار الغذاء والمشروبات خلال الشهر الماضي وذلك مقارنة مع بقية الأشهر.
وخلال الشهر الماضي، كان مؤشر الأسعار عند الاستهلاك في حدود 6.6 في المائة، مقابل 7.3 في المائة في سبتمبر، وهو ما ساهم في هذا التراجع الطفيف على مستوى نسبة التضخم.
وسجلت أسعار الخضر زيادة بنسبة 9.6 في المائة، فيما ارتفعت أسعار مشتقات الحليب والبيض بنسبة 7.4 في المائة، واللحوم بنسبة 7.2 في المائة، وارتفعت الغلال بنسبة 4.6 في المائة، والمشروبات والعصائر بنسبة 6.3 في المائة.
ويفسر عدد من المراقبين للمشهد الاقتصادي التونسي هذا التراجع، بالحد من الارتفاع الكبير للأسعار مقارنة ببقية الأشهر، غير أن ذلك لا ينفي أن الأسعار قد تراجعت على مستوى المعاملات التجارية الفعلية؛ بل هي انخفضت قليلا دون أن تنحصر تماما.
في غضون ذلك، أعلن البنك المركزي التونسي أن نسبة الفائدة المديرية بالسوق المالية في تونس، بلغت نسبة 7.82 في المائة في الأول من الشهر الحالي، وقد سجلت ارتفاعا بنحو 0.56 في المائة. وكان البنك المركزي قد رفع نسبة الفائدة في شهر مارس (آذار) الماضي 100 نقطة، لتستقر في حدود 7.75 في المائة.
ورغم هذه الزيادة الملاحظة على مستوى السياسة النقدية في تونس، فإن عددا من الخبراء في مجالي الاقتصاد والمالية، على غرار محمد سويلم المدير العام السابق للسياسة النقدية بالبنك المركزي التونسي، وجنات بن عبد الله الخبيرة الاقتصادية، يعتبران أن هذه الزيادة لن تكون لها تأثيرات سلبية خطيرة على مناخ منح القروض البنكية ومواصلة تمويل الاقتصاد المحلي، وهي خلافا لذلك مؤشرات على الاستقرار الذي يندرج ضمن سياسة البنك المركزي التونسي للحد من استمرار التضخم الاقتصادي وبقائه في مستويات عالية، مما يؤثر على القدرة الشرائية للتونسيين ويزيد من صعوبات تمويل الاقتصاد المحلي.
على صعيد آخر، أشار تقرير نشره البنك المركزي التونسي حول «تطورات الظرف الاقتصادي والمالي في تونس»، إلى أن العجز الجاري بلغ في نهاية سبتمبر 6.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 8 في المائة في الفترة ذاتها من السنة الماضية. وبالاعتماد على هذه النتائج، فمن المتوقع أن يكون العجز الجاري في نهاية السنة الحالية في حدود 10 في المائة. وكان العجز المسجل في تونس، قد ارتفع إلى حدود 11.2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الخام خلال سنة 2018. مقابل 10.2 في المائة في سنة 2017.



ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الاثنين، أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10 في المائة الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، وذلك لإرغام الدول الثلاث على «وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات» لبلاده.

وفي سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصّته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، كتب ترمب: «في 20 يناير، وفي أحد أوائل الأوامر التنفيذية الكثيرة التي سأصدرها، سأوقّع كلّ الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% على كلّ منتجاتهما الآتية إلى الولايات المتحدة وحدودها المفتوحة السخيفة».

وأضاف: «ستظل هذه الرسوم سارية إلى أن يتوقف غزو المخدرات، وبخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!»، من دون أن يذكر اتفاقية التجارة الحرة المُبرمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح ثان نشره بعد لحظات، قال الرئيس السابق والمقبل إنّه سيفرض أيضاً على الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة، «تُزاد إلى أيّ رسوم إضافية»، وذلك على كل واردات بلاده من المنتجات الصينية، وذلك عقاباً لبكين على ما يعتبره عدم مكافحتها كما ينبغي تهريب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة.

ورداً على إعلان ترمب، حذّرت الصين من أنّ «لا أحد سينتصر في حرب تجارية». وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقّتها وكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته».

بدورها، ذكّرت كندا الرئيس الأميركي المنتخب بدورها «الأساسي لإمدادات الطاقة» للولايات المتّحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في بيان إنّ «علاقتنا متوازنة ومتبادلة المنفعة، بخاصة بالنسبة للعمّال الأميركيين»، مؤكدة أن أوتاوا ستواصل «مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة».

وتشكّل الرسوم الجمركية أحد الأسلحة الأساسية في ترسانة ترمب لتنفيذ أجندته الاقتصادية.

وخلال حملته الانتخابية التي توّجت بفوزه بالانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تعهّد الرئيس الجمهوري المنتخب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على العديد من حلفاء بلاده وخصومها على حد سواء.

ويحذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالباً ما سيحملونها لاحقاً إلى المستهلكين.

لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب يؤكّدون أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.