الصراع الأبدي بين الإنسان والآلة يعود إلى الشاشة

{ترميناتور} جديد بطاقمه القديم

الإنسان الآلي يرفض أن يموت  -  أرنولد شوارتزنيغر في «ترميناتور: مصير داكن»
الإنسان الآلي يرفض أن يموت - أرنولد شوارتزنيغر في «ترميناتور: مصير داكن»
TT

الصراع الأبدي بين الإنسان والآلة يعود إلى الشاشة

الإنسان الآلي يرفض أن يموت  -  أرنولد شوارتزنيغر في «ترميناتور: مصير داكن»
الإنسان الآلي يرفض أن يموت - أرنولد شوارتزنيغر في «ترميناتور: مصير داكن»

خبت سريعاً الشعلة الذي بدت عن بعد كما لو أنها نار كبيرة. فيلم «ترميناتور: مصير داكن» (Terminator‪:‬ Dark Fate) صعد سلم الأفلام الأكثر إيراداً برقم هزيل نسبياً (29 مليون دولار) في أسبوع عرضه الأول. السبب هو أن توقيت افتتاحه في الصالات (4086 صالة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك) كان مناسباً فهو، بطبيعة الحال ونسبة لانتمائه لسلسلة معروفة، كان أقوى الأفلام الجديدة المعروضة في الأسبوع نفسه. الأفلام الجديدة الأخرى، مثل «هنرييت» و«كاونتداون» و«مذرلس بروكلين» لم تملك الطاقة الفعلية للوصول إلى المركز الأول.
هذا الإيراد المتواضع فاجأ صانعي الفيلم وفي مقدمتهم المنتج جيمس كاميرون الذي كان أخرج الفيلمين الأولين من السلسلة (1984 و1991 على التوالي). كاميرون وشركات الإنتاج (خمسة بالإضافة إلى الشركة الممولة فوكس (قبل أن تشتريها ديزني) كانوا أعلنوا عن أن «ترميناتور: مصير داكن» سيكون الجزء الأول من ثلاثية جديدة. الجزء الثاني بعد عامين والثالث بعد أربعة أعوام. لكن بناء على أن إيرادات الفيلم لم تزد عن 130 مليون دولار عالمياً في مواجهة ميزانية وصلت إلى 185 مليون دولار، فإنه من غير المنطقي أن تلجأ هذه الشركات إلى خسارة محتملة أخرى بإطلاق أي جزء جديد. بذلك تم، وللسنوات القليلة المقبلة على الأقل، شطب المشروع بكامله لأن ليس هناك في «بزنس» السينما من يرغب في صرف ماله على مشروع استنفد نجاحه وبرهن عن عدم فاعليته.
- ارتفاع وانخفاض
إلى حدٍ بعيد، كان سقوط «ترميناتور: مصير داكن» شبيه بعنوانه، لكن ما هو أكثر من ذلك التشابه هو أن أحداً لم يتوقع العزوف الكبير عن هذا الفيلم الذي له تاريخ من النجاحات الجماهيرية منذ أن انطلق أول مرة في منتصف الثمانينات.
الحال أن «ترميناتور» الأول، سنة 1984. انطلق بتوقعات متواضعة. تكلف 8 ملايين و400 ألف دولار وجنى 78 مليون دولار عالمياً. حينها كان المخرج جيمس كاميرون ما زال طري العود كذلك كان حال الممثل أرنولد شوارتزنيغر الذي، رغم ظهوره في عدد من الأفلام من سنة 1970. لم يكن ثبّت قدميه في ملعب الممثلين المطلوبين إلا عبر فيلمين ناجحين هما «كونان البريري» و«كونان المدمر» (1982 و1984 على التوالي).
ليس نشازاً القول إن انتخاب أرنولد لدور مخلوق مصنوع من تقنيات الأندرويد الذي لا يحس ولا يشعر ولا يموت بل يتبدّل حسب رغبته منتقلاً من شكل بشري إلى آخر، لم يتم بسبب إبداعه في التمثيل بل بسبب مظهره الرياضي وحضوره البدني المؤثر في الآلة التي لا تُقهر. ولم يتسن له الانتقال من دور ذلك المخلوق الذي يبحث عن سارة التي ستضع حملها طفلاً سيقود العالم للتحرر من منظمة تصنع هذه الأشكال الصناعية لاحتلال الأرض، إلى شخص المدافع عن سارة وابنها إلا في الجزء الثاني من المسلسل الذي انطلق سنة 1991 بعنوان «ترميناتور 2: يوم القيامة». ذلك الفيلم تكلف أضعاف ما تكلفه الجزء الأول إذ بلغت ميزانيته 102 مليون دولار لكنه جلب 521 مليون دولار أثلجت قلوب الجميع. والدافع للانقلاب على المؤسسة التي ابتدعته يعود إلى أن شوارتزنيغر ما بين 1984 و1991 كان أصبح ممثلاً يلعب أدوار الخير دوماً ولا يمكن إعادته إلى دور شرير.
للعدد الثالث من هذا المسلسل، «ترميناتور 3: انتفاضة الآلات» (2003) اكتفى جيمس كاميرون بمركز جديد كمنتج ومنح فرصة الإخراج لجوناثان موستو. ارتفعت تكلفة الفيلم إلى نحو 180 مليون دولار لكنه أنجز أقل مما سبق إذ توقف عداد الإيرادات عند 433 مليون دولار من الأسواق العالمية.
في مقابل هذا الارتفاع انخفض إعجاب النقاد الأميركيين به. الجزء الأول حصد، حسب موقع ميتاكريتيك» المتخصص، على 84 في المائة من إعجاب النقاد. الجزء الثاني حصد 75 في المائة من إعجاب النقاد. الثالث اكتفى بـ66 في المائة من الإعجاب.
بعد ذلك هي رحلة إلى القاع: الجزء الرابع «ترميناتور سالفاشن» (2009) سجل 49 في المائة. الخامس، «ترميناتور جنيسز» (2015) سجل 38 في المائة. التكلفة ارتفعت مع الجزء الرابع إلى 200 مليون دولار (والحصيلة لم تتجاوز 371 مليون دولار). الجزء الخامس تم ضغط الميزانية فتم إنتاجه بـ155 مليون دولار، وأنجز رقماً لا بأس به قدره 440 مليون دولار.
- صراع الآلة
انتخاب شوارتزنيغر للدور في الأساس كان ضربة نجاح لافتة. الرجل (حتى ذلك الحين) لم يكن من الممثلين القادرين على الأداء الدرامي المتنوع. أقصى ما يستطيع القيام به هو حمل الأثقال والضرب بهوادة والحفاظ على سمات وجه واحد. هذا ما كان مطلوباً من الشخصية التي مثلها حيث التعبير ممحي تماماً كونه ليس بشراً في الفيلم. المعضلة كانت في لكنته، لكن الجمهور تقبّلها ففي النهاية لم يكن مطلوباً منه الاعتداء على نصوص ويليام شكسبير بل إلقاء بضع جمل متباعدة.
الجزء الثاني قدّمه إلينا كنسخة جديدة تنضم إلى سارة (ليندا هاملتون التي ظهرت في الفيلم الأول) في محاولة منع المؤسسة من الوصول إلى ابنها (بعدما أنجبته). كلا هذين الفيلمين استفاد من الأفكار الرائعة التي بحوزة المخرج كاميرون ومن مهارته في دمج ما هو بشري مع ما هو مخلوق صناعي في لُحمة درامية واحدة.
في الجزء الثالث «ثورة الآلات» لجوناثان موستو حلت عقدة لسان شوارتزنيغر فبدا أكثر تعبيراً مما كان عليه. لكنه ما زال المخلوق السابق الذي سيقف ضد المخلوق المرسل مجدداً وللغاية نفسها والذي يتمتع بمواصفات تقنية أعلى.
أخرج McQ الجزء الرابع Terminator Salvation الذي لم يكن - بأسره - أكثر من تكنولوجيا مصوّرة بما فيها الاكتفاء بملامح شوارتزنيغر وتلبيسها شخصية من صنع الديجيتال. ثم تم الاستغناء عن شوارتزنيغر تماماً في الجزء الخامس Terminator Genisys واستنباط حكاية لا تبتعد كثيراً عن حبكة الجزء الأول.
إذ تمر عشرون سنة من السلام المهيمن على البشرية يعاود أعداء الأرض محاولتهم لمحو جنس البشر والمبيد الجديد يستفيد من التقدم التكنولوجي الحاصل هذه الأيام لكن ليس من مخرج الفيلم تيم ميلر. فبينما ينضح الفيلم بالمشاهد المصنوعة لتحقيق أقصى الذهول، يفتقد المخرج القدرة على الإتيان بجديد فعلي. هو الصراع ذاته بين الفريقين نفسيهما مع الاضطرار لحصر الصراع في الشخصيات المعهودة مرّة أخرى. عدم التجدد ليس تماماً من مسؤولية المخرج فهو ينفذ قراراً إنتاجياً بإعادة المركبة إلى الوراء كحكاية والالتزام بالخط ذاته الذي قامت عليه حبكات الأفلام السابقة.
لكن اللافت والذي يمنح الفيلم الجديد قدراً كافياً من الأهمية نجاحه في إبراز عامل الصراع بين ما هو آلة وبين ما هو بشر. ليس على النحو الهيّن الذي في أفلام سابقة من المسلسل أو من سواه، بل على بعض العمق المطلوب للتذكير بأن الغاية هنا لم تكن مجرد إعادة ما سلف من حكايات، بل تأكيد حقيقة أن الآلة لن تكون يوماً كالبشر.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.