«هولسيم» تتوقع استمرار انخفاض استهلاك الإسمنت في المغرب خلال الأعوام الـ3 المقبلة

اندماجها مع «لافارج» سيسفر عن عملاق يسيطر على 70 % من السوق

«هولسيم» تتوقع استمرار انخفاض استهلاك الإسمنت في المغرب خلال الأعوام الـ3 المقبلة
TT

«هولسيم» تتوقع استمرار انخفاض استهلاك الإسمنت في المغرب خلال الأعوام الـ3 المقبلة

«هولسيم» تتوقع استمرار انخفاض استهلاك الإسمنت في المغرب خلال الأعوام الـ3 المقبلة

يرتقب أن يعلن رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران عن قراره بشأن اندماج فرع شركة «لافارج المغرب» مع فرع «هولسيم» السويسرية في المغرب خلال الأسبوع المقبل.
وأشار دومينيك دروي، رئيس مجلس إدارة هولسيم المغرب، إلى أن المجموعة أودعت ملف طلب الاندماج لدى رئيس الحكومة في 18 أغسطس (آب) الماضي، الذي يتوفر على أجل شهرين للإعلان عن قراره، حسب القانون. ولم يستبعد دروي أن يلجأ رئيس الحكومة المغربية إلى عرض الملف على مجلس المنافسة نظرا لحجم الشركتين.
وتستحوذ شركة لافارج المغرب على 40 في المائة من السوق المغربية للإسمنت، فيما تستحوذ شركة هولسيم على 30 في المائة من السوق، أي أن اندماجهما سيؤدي إلى ولادة عملاق يسيطر على نحو 70 في المائة من السوق. أما الحصة الباقية فيتقاسمها 3 مجموعات، وهي «إيطالسيمانتي» الإيطالية و«سيمبور» البرازيلية و«إسمنت الأطلس» التابعة لرجل الأعمال المغربي أنس الصفريوي.
بيد أن دروي لم يكشف أي تفاصيل عن مشروع الاندماج خلال لقاء مع المحللين الماليين أمس في مقر بورصة الدار البيضاء حول نتائج الشركة، إلا أنه استبعد إقدام الشركتين بعد اندماجهما على بيع مصانع، مشيرا إلى أن الشركتين تتكاملان فيما بينهما.
غير أن محللين ماليين يستبعدون أن يسمح مجلس المنافسة المغربي باحتكار 70 في المائة من السوق من طرف شركة واحدة، إضافة إلى كونهم يستبعدون احتفاظ المجموعة المندمجة بمصانع متقاربة، على غرار مصنع هولسيم في فاس ومصنع لافارج في مكناس، وكذلك مصنع لافارج في بوسكورة ومصنع هولسيم في الدار البيضاء.
ويقول المحلل المالي محمد تقافيد: «هناك أيضا مسألة تعقد تركيبة المساهمين في الشركتين، ووجود نسبة مهمة من صغار المساهمين نظرا لكونهما مدرجتين في البورصة. الشيء الذي سيزيد من صعوبة عملية الاندماج».
وأشار دروي إلى أن المجموعتين عرضتا الكثير من المصانع للبيع على المستوى الدولي في سياق اندماجهما، من ضمنها مصانع هولسيم في فرنسا، حيث تقرر الاحتفاظ بمصانع لافارج فقط، وفي بريطانيا طرحت المجموعة المندمجة مصانع للافارج للبيع فيما احتفظت بمصانع هولسيم.
وحول نشاط الشركة في المغرب، أشار دروي إلى أن مبيعاتها ارتفعت 1.8 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، في الوقت الذي عرف فيه استهلاك الإسمنت في المغرب تراجعا بنسبة 4.4 في المائة خلال الفترة نفسها. وعرفت الأرباح الموطدة لهولسيم المغرب زيادة بنسبة 20 في المائة خلال النصف الأول من العام وبلغت 324 مليون درهم (40 مليون دولار).
وتوقع دروي استمرار انخفاض استهلاك الإسمنت في المغرب خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مشيرا إلى أن استهلاك الإسمنت سيعرف انخفاضا بنسبة 3 في المائة خلال العام المقبل.
وأضاف دروي أن استهلاك المغرب للإسمنت عرف طفرة في سنة 2011، حيث ارتفع بنحو 26 في المائة وبلغ مستوى قريبا من 17 مليون طن في السنة، غير أن هذا الارتفاع كان ناتجا عن ظروف استثنائية خلال تلك السنة، من بينها تسامح السلطات تجاه توسع البناء العشوائي في سياق الربيع العربي، غير أنه أوضح أن الاستهلاك يتجه إلى العودة لحجمه الطبيعي، أي نحو 14 مليون طن في السنة.
كما أشار دروي إلى وجود فائض كبير في القدرة الإنتاجية للإسمنت في المغرب التي بلغت نحو 20 مليون طن بعد الاستثمارات الضخمة التي عرفها القطاع خلال السنوات الأخيرة.
وقال إن هولسيم اتجهت نحو التصدير للأسواق الأفريقية. وأوضح أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء لا يتوفر فيها الكلس، لذلك هي مضطرة لاستيراد الإسمنت نصف المصنع (الكلينكر). وأشار إلى أن الشركة لديها طلبيات بنحو مليون طن من دول أفريقية خلال العام الحالي.



كيف تخطط سلطنة عُمان لتغطية عجز موازنة 2025؟

العاصمة العمانية مسقط (وكالة الأنباء العمانية)
العاصمة العمانية مسقط (وكالة الأنباء العمانية)
TT

كيف تخطط سلطنة عُمان لتغطية عجز موازنة 2025؟

العاصمة العمانية مسقط (وكالة الأنباء العمانية)
العاصمة العمانية مسقط (وكالة الأنباء العمانية)

تخطط الحكومة العمانية لإصدار سندات تنمية حكومية وصكوك محلية سيادية بقيمة 750 مليون ريال عماني (1.9 مليار دولار) في عام 2025؛ وذلك لتغطية العجز المتوقع في الموازنة وخدمة الدين العام.

كانت الحكومة العمانية قد نشرت، منذ أيام، أرقام موازنتها للعام المالي 2025، تتوقع فيه أن يبلغ عجز الموازنة 620 مليون ريال (1.6 مليار دولار)، بإجمالي إنفاق قدره 11.80 مليار ريال، وبزيادة قدرها 1.3 في المائة عن عام 2024. في حين أنه من المتوقع أن تسجل الإيرادات 11.18 مليار ريال، بارتفاع قدره 1.5 في المائة عن تلك المتوقعة في العام الماضي. أما خدمة الدين الحكومي فيتوقع أن تبلغ 915 مليون ريال عماني، بتراجع 13 في المائة عن موازنة 2024.

ستجمع الحكومة إجمالي 750 مليون ريال عماني من السوق المحلية، من خلال ثمانية إصدارات لسندات التنمية الحكومية بقيمة 550 مليون ريال عماني، وإصدارين من الصكوك المحلية السيادية بقيمة 200 مليون ريال عماني، وفقاً للتفاصيل الموضَّحة في توجيهات وزارة المالية بشأن موازنة 2025، وفق ما ذكرت «مسقط ديلي».

وقد صممت الوزارة خطة الاقتراض لعام 2025 بناءً على التقديرات الواردة في الموازنة العامة للدولة لعام 2025. ويشمل ذلك توقعات الدين العام واحتياجات التمويل وهيكل التمويل للعام المقبل.

ويقدَّر إجمالي متطلبات التمويل بنحو 2.5 مليار ريال عماني لعام 2025، بما في ذلك عجز في الموازنة قدره 620 مليون ريال عماني، وخدمة دين قدرها 1.8 مليار ريال عماني.

وتشير النتائج الأولية لموازنة 2024 إلى انخفاض الدين العام بنسبة 5.3 في المائة إلى 14.4 مليار ريال عماني بنهاية 2024، مقارنة بـ15.2 مليار ريال عماني في بداية العام. وانخفضت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 34 في المائة خلال 2024، من 36.5 في المائة خلال 2023.

بالإضافة إلى ذلك، بلغت تكاليف خدمة الدين العام 940 مليون ريال عماني، بانخفاض 10.4 في المائة عن 1.05 مليار ريال عماني المقدَّرة في الموازنة الأولية.

تحليل الموازنة

وفي تحليلٍ لها، ذكرت شركة «كي بي إم جي (KPMG)» الاستشارية أن موازنة 2025 ترتكز على مجموعة من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، مثل تحقيق نمو اقتصادي لا يقل عن 3 في المائة، واستكمال تنفيذ خطط الاستدامة المالية، وتطوير الأداء المؤسسي من خلال برامج التحول الرقمي، والاستمرار في خطط الحكومة للتوظيف في القطاعين العام والخاص، والحفاظ على جودة الخدمات الاجتماعية الحكومية الأساسية، وتوفير التغطية التأمينية والحماية الاجتماعية العادلة لجميع فئات المجتمع، واستمرار تقديم الدعم الحكومي للكهرباء والمياه والوقود والمواد الغذائية الأساسية، وغيرها من الخدمات، ودعم المحافظات لتنفيذ برامج التنمية. كما تعترف أيضاً بالمخاطر المالية والاقتصادية المختلفة، مثل تقلب أسعار النفط، والتوترات الجيوسياسية، والتغيرات المناخية، والكوارث الطبيعية.

وأوردت «كي بي إم جي» النقاط التالية:

- يقدَّر العجز في موازنة 2025 بما نسبته 6 في المائة من الإيرادات المتوقَّعة، و1.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو يمثل انخفاضاً بنسبة 3 في المائة، مقارنةً بموازنة 2024 حين بلغ 640 مليون ريال عماني. ويقل هذا العجز بمقدار 1.2 مليار ريال عماني عن الفائض البالغ 540 مليون ريال عماني، وفقاً للنتائج الأولية لعام 2024.

- اقتراحات الحكومة تشير إلى أن تمويل العجز سيجري من خلال الاقتراض الخارجي والمحلي (220 مليون ريال عماني أو 35 في المائة)، والسحب من الاحتياطات (400 مليون ريال عماني أو 65 في المائة).

- تقدِّر موازنة 2025 مخصصات تسوية الديون بمبلغ 440 مليون ريال عماني، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 10 في المائة، مقارنة بموازنة 2024 البالغة 400 مليون ريال عماني.

- من المتوقع تراجع الإنفاق بواقع 2.8 في المائة، مقارنة بالنتائج الأولية لعام 2024 وزيادته بواقع 1.3 في المائة، مقارنة بموازنة 2024. فميزانية عام 2025 تقدِّر النفقات التطويرية للوزارات المدنية بمبلغ 900 مليون ريال عماني؛ وهو ما جاء في موازنة 2024، لكنه أقل بنسبة 29 في المائة، مقارنة بالنتائج الأولية لعام 2024 البالغة 1.2 مليار ريال عماني. كما خُفضت نفقات خدمة الدين العام بنسبة 12.9 في المائة، مقارنة بموازنة 2024، وتقدَّر بمبلغ 0.9 مليار ريال عماني. في المقابل، جرت زيادة دعم الكهرباء بنسبة 13 في المائة، مقارنة بموازنة 2024، إلى 520 مليون ريال عماني.

- ترتفع إيرادات النفط والغاز المقدَّرة بنسبة 7.9 في المائة، مقارنة بخطة التنمية الخمسية العاشرة. وتُعوّض الزيادة في إيرادات النفط بافتراض ارتفاع سعر النفط (60 دولاراً للبرميل في موازنة 2025 مقارنة بـ50 دولاراً للبرميل في خطة التنمية الخمسية العاشرة) جزئياً الانخفاض في إيرادات الغاز (1.7 مليار ريال عماني في موازنة 2025، مقارنة بـ2.3 مليار ريال عماني في خطة التنمية الخمسية العاشرة). وتنخفض الإيرادات غير النفطية والغاز المقدَّرة بنسبة 20 في المائة، مقارنة بخطة التنمية الخمسية العاشرة. وفيما يتعلق بالنفقات، فإن إلغاء نفقات شراء الغاز يقابله زيادة في الدعم وإدراج نفقات جديدة.

وقد أدى انخفاض الإيرادات، إلى جانب الزيادة في النفقات، إلى عجزٍ قدره 620 مليون ريال في ميزانية 2025، وهو ما يزيد عن عشرة أضعاف الفائض البالغ 65 مليون ريال عماني المُدرج في ميزانية خطة التنمية الخمسية العاشرة.

- تمثل الإيرادات غير النفطية والغاز 32 في المائة من إجمالي الإيرادات الحكومية. ومن المتوقع أن تبلغ 3.57 مليار ريال عماني؛ أي بزيادة نسبتها 1.5 في المائة، مقارنة بموازنة 2024. ويستند الإسقاط المتفائل للإيرادات غير النفطية والغاز على أساس توقع ارتفاع الضرائب والرسوم والإيرادات الناتجة عن انتعاش الأنشطة الاقتصادية. وتُقدِّر ميزانية 2025 أن إيرادات ضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية ستبلغ 680 مليون ريال عماني، بارتفاع نسبته 5 في المائة، مقارنةً بموازنة 2024. وبالمثل، ستزيد إيرادات ضريبة دخل الشركات بمبلغ 656 مليون ريال عماني، بنسبة 4 في المائة، مقارنةً بموازنة 2024. ولا تتوخى موازنة 2025 أيَّ إيرادات من ضريبة الدخل الشخصي التي جرى تحديدها بوصفها مصدراً من مصادر التنويع الاقتصادي متوسطة الأجل.