الكونغرس يبدأ الجلسات العلنية في التحقيق لعزل ترمب خلال أيام

تغيير بارز في إفادة أحد حلفاء الرئيس أمام «النواب»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب
TT

الكونغرس يبدأ الجلسات العلنية في التحقيق لعزل ترمب خلال أيام

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب

تنطلق أولى الجلسات العلنية للاستماع إلى شهود في التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع المقبل مع مثول دبلوماسيين، على ما أعلن أمس النائب آدم شيف الذي يشرف على العملية.
ومع بدء هذه الجلسات التي ستبثها قنوات تلفزيونية مباشرة، ينتقل التحقيق من أجل تشكيل ملف اتهام يدعم آلية عزل ترمب إلى مرحلة جديدة. وأوضح شيف الذي يترأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب أن شاهدين سيدليان بإفادتهما الأربعاء المقبل، هما القائم بالأعمال الأميركي في كييف ويليام تايلور الذي دعمت إفادته الشبهات بأن ترمب مارس ضغوطا على كييف لحملها على فتح تحقيق يخدم أهدافه السياسية في الولايات المتحدة، والمسؤول الكبير في وزارة الخارجية الخبير في شؤون أوكرانيا جورج كنت، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال شيف إنه سيكون بوسع الجمهور أن يروا «إلى أي مدى وظف الرئيس هيئات كاملة في الحكومة بهدف غير قانوني يقضي بمحاولة إرغام أوكرانيا على نبش معلومات مسيئة لخصم سياسي». وتابع أن الجلسات ستشكل «فرصة للأميركيين من أجل أن يحكموا بأنفسهم على الشهود ويقرروا مدى مصداقيتهم، وليطلعوا كذلك بشكل مباشر على المعلومات المتعلقة بأفعال الرئيس».
يأتي ذلك بعدما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجددّاً، أمس، الديمقراطيين بفبركة الأدلّة ضدّه فيما بات يُعرف بفضيحة أوكرانيا. وشكر ترمب، في تغريدة له، المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كرت فولكر على إفادته التي أدلى بها أمام المحقّقين في مجلس النوّاب والتي قال فيها: «تسألون عن أي محادثات أجريتها حول ربط المساعدات إلى أوكرانيا بخدمات سياسية... لم يكن هناك أي محادثات، لأنّه ليس هناك أي ربط من هذا النوع».
يأتي تصريح ترمب هذا بعد خطوة مفاجئة ولافتة لأحد حلفائه، المندوب الأميركي إلى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، الذي عدّل إفادته التي تلاها أمام الكونغرس منذ ثلاثة أسابيع. وقال سوندلاند في التعديل الّذي أرسله يوم الاثنين إلى لجان العزل في الكونغرس، إنّه يذكر الآن حديثاً أجراه مع أحد المسؤولين الأوكرانيين حيث قال إن المساعدات العسكريّة للبلاد سوف تُستأنف فقط في حال فتحت سلطات كييف تحقيقاً بحقّ نجل نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وكتب سوندلاند: «أذكر الآن أنّني تحّدثت بشكل فردي مع مسؤول أوكراني وأنّي قلت خلال حديثي معه إنّ استئناف المساعدات الأميركيّة سوف لن يحدث على الأرجح إلى أن تقدّم أوكرانيا علنيّاً تصريح مكافحة الفساد الّذي ناقشناه على مدى أسابيع».
وقال سوندلاند إنّ حديثه هذا مع أندريه يرماك أحد مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أتى بعد أن أثار زيلينسكي قضيّة المساعدات مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في اجتماع عقد في وارسو في الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويُعدّ هذا التعديل تغييراً بارزاً في إفادة سوندلاند السابقة وراء أبواب مغلقة، فقد أكّد الدبلوماسي الأميركي أنّه غفل عن ذكر تفاصيل حديثه مع المسؤول الأوكراني وأنّه أرسل تعديلاً على إفادته بعد أن انتعشت ذاكرته. وقد رفعت لجان العزل في مجلس النوّاب يوم الثلاثاء السريّة عن تعديل سوندلاند ونص جلسة الاستماع المؤلّف من 400 صفحة.
وكان سوندلاند، الّذي يُعدّ من حلفاء ترمب المقرّبين، قال في إفادته السابقة إنّه لم يكن على اطلّاع بأي محاولة لربط المساعدات العسكرية لأوكرانيا بالتحقيق بنجل بايدن.
وفاجأت هذه التصريحات حلفاء ترمب الّذين ظنّوا بأنّ إفادة سوندلاند، وهو من المتبرعيّن الكبار لحملة ترمب الانتخابيّة في العام 2016، سوف تعزّز من موقف ترمب الّذي ينفي أي ربط للمساعدات بالتحقيق. ولعلّ السبب الأساسي الّذي دفع بالدبلوماسي الأميركي إلى تغيير إفادته هو معارضة بعض الشهود التي استمعت إليهم اللجان المختصّة له، الأمر الّذي دفع بالمشرعين إلى التلويح بمقاضاته بتهمة الكذب على الكونغرس.
من جهتها، أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام بياناً يردّ على هذه الاتهامات قالت فيه إنّ نصوص جلسات الاستماع «تثبت أن هناك دلائل قليلة تدعم مساعي العزل غير الشرعيّة».
موقف وافق عليه زعيم الأغلبيّة الجمهوريّة في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الذي قال للصحافيين يوم أمس: «يمكنني القول إنني متأكّد كيف سينتهي هذا الموضوع. في حال تمّت محاكمة الرئيس اليوم ليس لدي شكّ بأنّ المحاكمة لن تؤدي إلى عزله عن الحكم».
يأتي هذا في وقت استدعى فيه المحقّقون كبير الموظّفين في البيت الأبيض مايك مولفاني للإدلاء بإفادته أمام لجان العزل.
ويقول المحققون إنّ مولفاني المقرّب من ترمب هو شخصيّة أساسيّة في التحقيق، خاصّة بعد أن قال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض منذ أسابيع إنّ الإدارة الأميركية جمّدت مبلغ 400 مليون دولار من مساعدات عسكريّة لأوكرانيا لأسباب سياسيّة متعلقة بالرئيس. وقال مولفاني للصحافيين حينها: «لدي أخبار للجميع: تخطّوا الموضوع. هناك تأثير سياسي في السياسة الخارجيّة».
ليعود بعد ذلك بساعات ويقول إنّه لم يقصد تأكيد وجود أي صفقة من هذا النوع مع أوكرانيا. وعلى غرار زملائه في البيت الأبيض، من المستبعد أن يستجيب مولفاني لطلب المحققين بالمثول أمام لجان التحقيق في مجلس النواب.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.