«حماس» تبحث في القاهرة موقفها من الانتخابات

بدران: لم يكن مخططاً رئاسة هنية للوفد

TT

«حماس» تبحث في القاهرة موقفها من الانتخابات

قال الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، إن وفداً قيادياً من الحركة برئاسة خليل الحية، غادر صباح أمس، قطاع غزة، إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وأوضح قاسم أن زيارة الوفد للقاهرة تهدف إلى «وضع الأشقاء في مصر في صورة موقف (حماس) من الانتخابات، وجديتها في إتمام هذه العملية، والمرونة التي تبديها الحركة من أجل إتمامها، وبحث سبل إنجاح الانتخابات»، مؤكداً أن الوفد سيبحث أيضاً «العلاقات الثنائية بين (حماس) والقاهرة؛ بما يخدم مصلحة شعبنا، ودور مصر في التخفيف من الأزمة الإنسانية التي يمر بها القطاع، بسبب الحصار الإسرائيلي».
كما كشف الناطق باسم «حماس» أنه «من المخطط أن يخرج الوفد في جولة خارجية تهدف إلى تجنيد الدعم اللازم للقضية الفلسطينية، وتعزيز صمود شعبنا فوق أرضه؛ خصوصاً في ظل ما تمرّ به القضية من تحديات». ومن غير المعروف إذا ما كانت زيارة وفد «حماس» ستشمل طهران؛ لكنها قد تشمل قطر وتركيا، وربما لبنان وروسيا والكويت.
ويفترض أن ينضم الوفد الذي خرج من غزة إلى وفد آخر سيأتي من الخارج، قد يترأسه عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، أو نائب رئيس المكتب صالح العاروري.
ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن مصدر لم تسمه في الحركة، أن «الوفد كان مقرراً أن يترأسه رئيس المكتب السياسي لـ(حماس)، إسماعيل هنية، إلا أن السلطات المصرية لم تمنحه الموافقة اللازمة»؛ لكن عضو المكتب السياسي للحركة، حسام بدران، قال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه «لم يكن مخططاً أصلاً خروج هنية».
وكان هنية قد استقبل في سبتمبر (أيلول) الماضي في مكتب الحركة بغزة، وفداً من المخابرات المصرية: «وعلى رأسه مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق»، بحسب بيان رسمي للحركة.
‎وبحث الطرفان، في حينها: «أهمية واستراتيجية تطوير العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح المشتركة لكل من مصر والشعب الفلسطيني، وخصوصاً في قطاع غزة، ومراكمة البناء على ما تم في المرحلة الماضية».
وقبل أسبوع تقريباً، أجرى هنية اتصالات هاتفية مع «الأمين العام لجامعة الدول العربية، ونائب وزير الخارجية الروسي، ووزير الخارجية القطري، وقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية، واستعرض الموقف المسؤول الذي اتخذته الحركة والقوى الفلسطينية باتجاه إجراء الانتخابات العامة».
واعتبر هنية أن «هذه الخطوة منسجمة مع قناعات الحركة بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وبناء النظام السياسي الفلسطيني على أساس الشراكة والخيارات الديمقراطية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.