اتفاق التجارة الأميركي ـ الصيني في مرحلة البحث عن مكان للتوقيع

الأسواق تواصل نتائجها القياسية مدفوعة بالتفاؤل

حاويات في ميناء يانغشان في شنغهاي بالصين (رويترز)
حاويات في ميناء يانغشان في شنغهاي بالصين (رويترز)
TT

اتفاق التجارة الأميركي ـ الصيني في مرحلة البحث عن مكان للتوقيع

حاويات في ميناء يانغشان في شنغهاي بالصين (رويترز)
حاويات في ميناء يانغشان في شنغهاي بالصين (رويترز)

بات الحديث عن اتفاق التجارة الأميركي الصيني منصبا خلال الأيام الماضية على البحث عن مكان للتوقيع، ما يعني أن الطرفين قد تخطيا مراحل كبرى للمضي قدما نحو توقيع اتفاق أولي يترقبه العالم أجمع.
ودفعت الأنباء الإيجابية الأسواق لمواصلة رحلتها القياسية، وقالت جين فولي خبيرة العملات لدى رابوبنك في لندن: «ترغب السوق الآن في تأكيد بأن هناك موقعا، سيتم توقيع (اتفاق المرحلة الأولى) فيه». وأضافت: «الكثير من الأنباء الجيدة وضعتها الأسعار بالفعل في الاعتبار وما لم نحصل على المزيد، سيظهر القليل من خيبة الأمل».
وتعكف الولايات المتحدة والصين على تضييق هوة الخلافات بينهما بالقدر الذي يمكنهما من توقيع «مرحلة أولى» من اتفاق تجاري خلال الشهر الجاري، لكن الأماكن المقترحة للتوقيع تتعدد، بدءا من ألاسكا وحتى اليونان.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه قد يوقع الاتفاق مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في أيوا، وهي ولاية لها روابط تاريخية مع شي وستستفيد من زيادة مشتريات الصين من البضائع الزراعية الأميركية.
من ناحية أخرى، قال مسؤول صيني إن بكين تدرس إمكانية الاجتماع في اليونان؛ حيث من المقرر أن يصل شي يوم الأحد، والتي سيتجه بعدها للبرازيل لحضور قمة لدول الأسواق الناشئة الكبرى، والتي تبدأ في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وقالت عدة مصادر جرى اطلاعها على محادثات التجارة في الولايات المتحدة، إن التوقيع في اليونان مستبعد. وقال مسؤولون بالحكومة اليونانية إنه لا يوجد أي مؤشر حتى الآن على طلب عمل مثل تلك المراسم خلال زيارة شي.
وقالت عدة مصادر أميركية إنه بدلا من ذلك، قد يختار الطرفان نقطة في المنتصف بعض الشيء مثل هاواي أو ألاسكا. وستكون أيوا هي الخيار الأول لإدارة ترمب بالنظر إلى الجاذبية السياسية لولاية زراعية تشكل دائرة انتخابية هامة لترمب لتوقيع اتفاق من المتوقع أن يزيد صادرات الولايات المتحدة من فول الصويا ولحوم الخنازير ومنتجات أخرى تضررت بفعل الحرب التجارية المستمرة منذ 16 شهرا.
ولشي روابط منذ أمد طويل مع أيوا؛ حيث ذهب في 1985 كمسؤول إقليمي بالحزب الشيوعي عن الاجتماعات المتعلقة بالزراعة وجمعته صداقة مع تيري برانستاد الذي أصبح فيما بعد حاكم أيوا وهو حاليا سفير الولايات المتحدة لدى الصين.
وقال المسؤول الصيني إن شي لا يمانع في السفر للولايات المتحدة، مضيفا أن الصين تعتبر اليونان والولايات المتحدة المكانين الوحيدين الممكنين من وجهة نظر أمنية. وقال: «إنه عملي. هو مستعد للذهاب إلى الولايات المتحدة لتوقيع الاتفاق.... طالما أن هناك اتفاقا».
وواصلت الأسواق العالمية رحلتها الصعودية المدعومة بالتفاؤل؛ حيث فتح المؤشران ستاندرد آند بورز 500 وداو جونز الصناعي قرب مستويات قياسية مرتفعة الأربعاء، في موجة صعود بدعم موسم نتائج شركات يبعث على التفاؤل في مجمله وتفاؤل حيال هدنة في حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وارتفع داو 10.11 نقطة بما يعادل 0.04 في المائة ليصل إلى 27502.74 نقطة، وفتح ستاندرد آند بورز مرتفعا 0.48 نقطة أو 0.02 في المائة ليسجل 3075.10 نقطة، لكن المؤشر ناسداك المجمع تراجع 8.11 نقطة أو 0.10 في المائة إلى 8426.57 نقطة.
وفي أوروبا ارتفعت الأسهم الأربعاء بدعم من صعود القطاع المالي مع تلقي المستثمرين تقارير متباينة للأرباح في حين يترقبون تطورات جديدة بشأن بمحادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.06 بحلول الساعة 08:26 بتوقيت غرينتش. وتقترب الأسهم الأوروبية من أعلى مستوياتها على الإطلاق وكانت قد أغلقت أول من أمس على أعلى مستوى فيما يزيد على أربعة أعوام مع تنامي تفاؤل المستثمرين إزاء التوصل إلى هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وفي آسيا، ارتفع المؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية الأربعاء ليبلغ من جديد أعلى مستوى في 13 شهرا بفضل آمال إبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين، فيما ساهم ضعف الين وارتفاع عائدات السندات في انتعاش أسهم شركات التصدير والقطاع المالي.
وزاد المؤشر نيكي 0.1 في المائة ليصل إلى 23303.82 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. وسجل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا ارتفاعا طفيفا إلى 1694.45 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق فيما يزيد على عام بعد أن تخلى عن مكاسبه في وقت سابق مع بدء عمليات بيع لجني الأرباح.
وارتفع الدولار أمس مقابل العملات المنافسة لا سيما الين. وكان سعر العملة الأميركية في أحدث تعاملات 109.06 ين، قريبا من أعلى مستوى في أكتوبر، مما قدم دفعة لأسهم شركات التصدير، إذ إن ضعف الين يعزز أرباح الشركات عند تحويلها.



منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».