واشنطن تندد بـ«ابتزاز نووي» بعد استئناف إيران تخصيب اليورانيوم بمنشأة «فردو»

منشأة «نطنز» النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
منشأة «نطنز» النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تندد بـ«ابتزاز نووي» بعد استئناف إيران تخصيب اليورانيوم بمنشأة «فردو»

منشأة «نطنز» النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
منشأة «نطنز» النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم (الأربعاء)، أن إيران بدأت ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فردو النووية المقامة تحت الأرض، وذلك في إطار رابع خطوة تتخذها طهران لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية في عام 2015.
وقال التلفزيون: «بدأت إيران ضخ غاز (اليورانيوم) في أجهزة الطرد المركزي في فردو بحضور مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وصرح متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة موجودون على الأرض في إيران وسيرفعون تقريرا لمقر الوكالة في فيينا.
من جانبها، اتهمت الولايات المتحدة الأميركية إيران، أمس، بممارسة «الابتزاز النووي»، وتعهدت بتشديد الضغوط عليها، وذلك بعد إعلان إيران استئنافها أنشطة تخصيب اليورانيوم التي كانت مجمدة سابقاً في منشأة «فردو».
من جانبه، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية: «ليس لدى إيران سبب معقول لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم في منشأة فردو أو أي مكان آخر، عدا عن كونها محاولة واضحة للابتزاز النووي لن تؤدي سوى إلى تعميق عزلتها السياسية والاقتصادية». وأضاف: «سنستمر في فرض أقصى الضغوط على النظام حتى يتخلى عن سلوكه المزعزع للاستقرار، بما في ذلك الأعمال الحساسة المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستستأنف اليوم أنشطة التخصيب في المنشأة التي تقع قرب مدينة «قم» الموجودة على بعد 157 كيلومترا جنوب العاصمة طهران، والتي تم تعليق العمل فيها بموجب الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وخمس دول كبرى عام 2015.
وتندرج الخطوة الإيرانية في إطار جهودها للحصول على فوائد ملموسة من الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة منفردة في مايو (أيار) 2018، مع فرض الرئيس دونالد ترمب أيضاً عقوبات جديدة على طهران تهدف إلى تقليص دورها الإقليمي.
وأعلنت إيران أمس (الثلاثاء) تدشين 30 جهازاً متطوراً للطرد المركزي في منشأة «نطنز»، ضمن خطوات تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، للتلفزيون الرسمي: «نشهد اليوم تدشين مجموعة تضم 30 جهازاً للطرد المركزي (آي آر - 9)». وأضاف أن إيران باتت تنتج 5 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب يومياً؛ أي أكثر بعشر مرات مما كانت تنتجه قبل شهرين عندما أعلنت الخطوة الثالثة من خفض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي.
وأوضح صالحي أن الخطوة كان من المفترض أن تقوم بها إيران بعد 3 أو 4 أعوام، لكن الوكالة الإيرانية أقدمت عليها «بعد أوامر من كبار المسؤولين الإيرانية»، كما أعلن أن بلاده صممت نموذجين جديدين لأجهزة الطرد المركزي المتطورة بدأ اختبار أحدهما.
وباتت إيران تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 4.5 في المائة؛ ما يفوق الحد المقرر في الاتفاق وهو 3.67 في المائة. كما أنها لم تعد تلتزم بحد 300 كيلوغرام الذي يفرضه الاتفاق بالنسبة لمخزونها من اليورانيوم المخصب.



إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
TT

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمةً رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ووفقاً لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ، والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدّعيها زعماء المعارضة».

وأمس (السبت)، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، الذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حالياً، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهيةً حكم العائلة الذي استمرّ 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغّلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أُقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفَّذت إسرائيل، التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه «إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود»، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» و«داعش».

وندَّدت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع في مقابلة نُشرت على موقع «تلفزيون سوريا»، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».