حول العالم

حول العالم
TT

حول العالم

حول العالم

تونو - اليابان:
مدينة رعوية تقع بقلب مجموعة من التلال وسط محافظة إيتواي، وتتميز بطبيعتها الريفية الساحرة والممارسات الزراعية التقليدية. تشتهر بكونها «مدينة الفولكلور»، بفضل موقعها الجغرافي في أكثر نقطة منخفضة بين مرتفعات كيتاكامي، ونجاحها في الحفاظ على مخزون ثري من المعتقدات والأساطير والتقاليد اليابانية العريقة.
ترسخت هذه المكانة المميزة مع صدور كتاب «حكايات تونو» عام 1910 الذي وضعه الكاتب الياباني ياناغيتا كونيو، مؤسس علم الدراسات الفلكلورية اليابانية. وفي ثنايا الكتاب، خلد كونيو مجموعة ضخمة من الكائنات الأسطورية مثل «كابا»، عفريت يعيش في الماء يشبه السلحفاة ويقال إنه يلتهم الأطفال، أصبحت اليوم مصدر إلهام للكثير من قصص الرسومات المتحركة اليابانية.
يمكن للزائرين الإقامة في منازل ريفية تقليدية تعرف باسم «نامبو ماغاريا»، والتي تسهم في الانغماس أكثر في الأجواء الفلكلورية السائدة بتونو. وحول تونو، توجد ثلاث قرى فلكلورية تضم منازل تقليدية ومتاحف للتعرف أكثر على القصص الشعبية والأساطير اليابانية: قرية فوروساتو، وتفتح أبوابها من نوفمبر (تشرين الثاني) حتى فبراير (شباط)، وسعر تذكرة الدخول 540 يناً، ودينشوين وتفتح أبوابها على مدار العام وسعر تذكرة الدخول 320 يناً، وأخيراً متنزه تاكامورو سويكوين ويغلق أبوابه في الاثنين الرابع من كل شهر وسعر تذكرة الدخول 320 يناً.
كما متحف تونو للحكايات الشعبية، الذي يعتمد على أفلام وصور لبث الحياة في قصص الفلكلور الشعبي. ويضم كذلك منزل ياناغيتا الأصلي.

ساريسيلكا - فنلندا:
تعتبر القرية الواقعة شمال فنلندا وجهة مثالية لعاشقي أجواء القطب الشمالي. تقع بمنطقة جبلية على ارتفاع نحو 300 متر عن سطح البحر وعلى مسافة 250 كيلومتراً إلى الشمال من الدائرة القطبية، في أقصى شمال القارة الأوروبية. وتعتبر بمثابة منتجع أكثر منها قرية عادية، بالنظر إلى أنها تتألف بصورة أساسية من مجموعة متنوعة من الفنادق والأكواخ المخصصة لقضاء العطلات.
تشكل ساريسيلكا بوابة أكبر ثاني متنزه وطني في فنلندا: متنزه أورهو كيكونين الوطني. ويتميز المتنزه بمناطق برية لم يمسها بشر وأودية نهرية ومجموعة من المرتفعات بها العديد من القمم أعلاها يبلغ ارتفاعه 500 متر.
النشاط الأبرز للزائرين هو التزلج على الجليد، بما في ذلك التزلج بالقبقاب الجليدي والخروج في نزهات طويلة سيراً على الأقدام وركوب الدراجات.
وفي منطقة إيناري ـ ساريسيلكا، ستجد نفسك أمام مجموعة واسعة من الخيارات الممتعة، ما بين الخروج في رحلات سفاري في غابات أشجار الصنوبر الجليدية أو على امتداد نهر إيفالو وصولاً إلى بحيرة إيناري باستخدام مركبات الجليد. إلا أن هذه الرحلة تستلزم أولاً الحصول على درس في قيادة المركبات الجليدية وإجراءات السلامة.
ويمكنك قضاء الليل جالساً على مزلاج في أحضان الطبيعة حول نار صغيرة لتستمتع بالسماء المزدانة بالنجوم المتلألئة والهدوء الساحر من حولك وأيائل الرنة التي تتجول من حين لآخر في الأرجاء وتتميز بطبيعتها الودودة. وتوفر بعض الفنادق إمكانية الإقامة في «أكواخ إسكيمو» زجاجية، تبدو ليلاً أقرب إلى نجوم متناثرة على سطح الأرض! وإذا كنت محظوظاً ستحظى بتجربة مشاهدة الشفق القطبي بألوانه المبهرة، لكن من المتعذر ضمان حدوث هذه الظاهرة الطبيعية في وقت بعينه.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».