المغرب: أخنوش يدشن حملة انتخابية لترؤس حكومة 2021

حزبه «تجمع الأحرار» أطلق مبادرة «100 يوم 100 مدينة» لكسر هيمنة «العدالة والتنمية»

TT

المغرب: أخنوش يدشن حملة انتخابية لترؤس حكومة 2021

دخل حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي، الذي يرأسه رجل المال والأعمال ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، مرحلة جديدة من الإعداد لكسر هيمنة حزب العدالة والتنمية، متزعم التحالف الحكومي بالبلاد، على المشهد السياسي في الانتخابات التشريعية المرتقبة عام 2021. والتي يراهن عليها للوصول إلى رئاسة الحكومة.
ومنذ وصوله لرئاسة حزب التجمع الوطني للأحرار في أواخر سنة 2016. يسعى أخنوش بكل ما أوتي من قوة من أجل تقوية الحزب، وتجديد هياكله التنظيمية وتطعيمها بوجوه جديدة، يراهن عليها محلياً وجهوياً لبلوغ هدفه المنشود.
ودشن أخنوش نهاية الأسبوع المنصرم، مبادرة «100 يوم 100 مدينة» انطلاقاً من مدينة دمنات (جنوب شرق)، معلناً أن البرنامج «فرصة للاستماع والإنصات للمواطنين، وفهم تطلعاتهم للمستقبل ورؤيتهم لمدنهم والمشكلات، التي تواجهها من صحة وتعليم وشغل».
واعتبر أخنوش أن مشكلات «التعليم والصحة والشغل تمثل أولويات لا بد من الاستجابة لتطلعات المواطنين بشأنها». وأضاف موضحاً: «سنحاول أن نكون حاضرين في أبعد نقطة جغرافية حتى تتسنى لنا معرفة حاجياتهم، ولا نريد أن نفرض على المواطنين ما يريدون، بل هم من سيقررون احتياجاتهم».
كلام رئيس الحزب الثاني في الحكومة المغربية، رأى فيه البعض «حملة انتخابية سابقة لأوانها»، من شأنها إذكاء الصراع داخل الغالبية، وإشعال الحرب مجدداً مع حزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر نفسه الأقرب والأوفر حظاً للاستمرار في رئاسة الحكومة، وتصدر المشهد السياسي منذ سنة 2011.
وفي قراءته للمبادرة وما يمكن أن يترتب عنها، قال مصطفى السحيمي، الأكاديمي والمحلل السياسي، إن مبادرة «100 يوم 100 مدينة» «تمثل استئنافاً للدينامية التي أحدثها أخنوش في حزب التجمع الوطني للأحرار منذ توليه رئاسته أواخر 2016»، مؤكداً أن حملة المقاطعة التي طالت 3 علامات تجارية في السوق الوطنية سنة 2018، من ضمنها شركة أفريقيا لتوزيع المحروقات، كانت وراء تراجع أخنوش عن الدينامية التي دخلها الحزب.
ورفض السحيمي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، نعت مبادرة حزب التجمع الوطني للأحرار، بالحملة الانتخابية السابقة لأوانها، لكنه أكد في الآن ذاته أنها تدخل في إطار استعدادات الحزب لانتخابات 2021 البرلمانية، التي يهدف أخنوش أن يتصدر حزبه نتائجها.
وأضاف السحيمي أن نتائج ومخرجات هذه المبادرة هي التي ستبين «أننا كنا إزاء حملة منظمة، نجحت في إثبات وجود أخنوش كسياسي قريب من المواطنين، أقنع الناس بالالتحاق بحزبه، أم هي مجرد حملة إعلامية».
وذهب السحيمي في تحليله إلى أن المبادرة «إيجابية في حد ذاتها، ويمكن أن تحرك المياه الراكدة في المشهد السياسي، وتدفع الأحزاب السياسية إلى التحرك والتواصل مع المواطنين، من أجل استعادة ثقتهم»، معتبراً أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة ستكون «متدنية»، وفق تعبيره.
من جهته، قال المحلل السياسي محمد شقير إن مبادرة أخنوش «تدخل في إطار انتخابات 2021، ويمكن أن تكون حملة سابقة لأوانها في إطار التموقع ضمن طموحه في الحصول على المرتبة الأولى»، معتبراً أن أخنوش بنى «استراتيجيته على سياسة القرب والجدية».
وأضاف شقير في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن التقرب من المواطنين «جزء من الاستراتيجية التي يحاول أخنوش من خلالها تبني سياسة القرب، والتعرف على مطالب الناخبين»، مؤكداً أن هذه التحركات في مجموع المدن والمناطق المغربية «تأتي للتعريف بأخنوش كشخصية سياسية، والعمل على تقريب بنيات الحزب من الناخبين».
وشكّك شقير في التزام حزب التجمع الوطني للأحرار بتحقيق مبادرة «100 يوم 100 مدينة»، معتبراً أن هذا الرقم «ليس سهلاً، ولا نعرف على أي أساس بنى الحزب هذه المبادرة، التي تتطلب إمكانات لوجيستية وبشرية ضخمة». ومؤكداً أن نجاح حزب التجمع الوطني للأحرار في تطبيق هذه المبادرة سيكون «إنجازاً مهماً بالنظر إلى حجم الإكراهات والتحديات التي يمكن أن تعيق تنفيذها».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.