دشنت إيران 30 جهازاً متطوراً للطرد المركزي في منشأة نطنز، ضمن خطوات تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وفقاً لإعلان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أمس، للتلفزيون الرسمي: «نشهد اليوم تدشين مجموعة تضم 30 جهازاً للطرد المركزي (آي آر - 9)». وأضاف أن تلك الخطوة تظهر «قدرة وعزم» إيران، لافتاً إلى أنها باتت تنتج 5 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب يومياً؛ أي أكثر بعشر مرات مما كانت تنتجه قبل شهرين عندما أعلنت الخطوة الثالثة من خفض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي.
وأوضح صالحي أن الخطوة كان من المفترض أن تقوم بها إيران بعد 3 أو 4 أعوام، لكن الوكالة الإيرانية أقدمت عليها «بعد أوامر من كبار المسؤولين الإيرانية»، كما أعلن أن بلاده صممت نموذجين جديدين لأجهزة الطرد المركزي المتطورة بدأ اختبار أحدهما.
وكانت إيران قبلت بموجب اتفاق فيينا في يوليو (تموز) 2015 مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين والمملكة المتحدة وألمانيا، بالقيام بخفض كبير لأنشطتها النووية لضمان طابعها السلمي وذلك في مقابل رفع لقسم من العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.
وإثر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو (أيار) 2018 وفرضها مجدداً عقوبات وتشديد العقوبات بحرمان إيران من المبيعات النفطية في مايو 2019، أعلنت إيران الانسحاب التدريجي من الاتفاق النووي عبر خفض الالتزامات.
وباتت تنتج يورانيوم مخصباً بنسبة 4.5 في المائة؛ ما يفوق الحد المقرر في الاتفاق وهو 3.67 في المائة. كما أنها لم تعد تلتزم بحد 300 كيلوغرام الذي يفرضه الاتفاق بالنسبة لمخزونها من اليورانيوم المخصب.
وأعلنت طهران في بداية سبتمبر (أيلول) الماضي الخطوة الثالثة من خفض التزاماتها، وقالت إنها لم تعد تشعر بأنها ملزمة بأي حدود مفروضة في الاتفاق بشأن أنشطتها في مجال بحوث التطوير بالمجال النووي.
وأوضح صالحي خلال زيارة لمركز نطنز (وسط) للبحث النووي أنه قبل المرحلة الثالثة «كان إنتاجنا 450 غراماً من اليورانيوم المخصب يومياً، لكن هذا الإنتاج بات 5 آلاف غرام يومياً».
وبحسب مشاهد التلفزيون الإيراني، فإن صالحي دشن سلسلة جديدة من 30 جهاز طرد مركزي من نوع «آي آر - 9» التي يسهم إنتاجها لليورانيوم ضعيف التخصيب في تسريع رفع مخزون البلاد.
وتتخوف الدول الغربية من تنامي قدرة إيران على سرعة تخصيب اليورانيوم.
وقال صالحي إن المهندسين الإيرانيين «توصلوا إلى صنع نموذج من (آي آر – 9) وهو جهازنا الأحدث، إضافة إلى نموذج جديد من آلة سميت (آي آر – إس)... وتم كل ذلك في شهرين». وأضاف أن أحد هذين النموذجين تم اختباره بيورانيوم على شكل غاز، موضحاً أن إيران لم تعد تشغل أي جهاز طرد مركزي من جيل «آي آر - 1»؛ وهو النموذج الوحيد المسموح به في اتفاق 2015. وتابع المسؤول الإيراني أنه حدث «كل ذلك في وقت يقول فيه البعض إن الصناعة النووية (الإيرانية) تم تدميرها». وأضاف صالحي: «علينا أيضاً أن نشكر العدو الذي منحنا هذه الفرصة لإظهار قوة الجمهورية الإسلامية خصوصاً في مجال الصناعة النووية».
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أمس، إن الحكومة ستعلن عن تفاصيل الخطوة الرابعة في الوقت المقرر.
وتنتهي المهلة الحالية التي منحتها إيران للدول الأوروبية مطلع الأسبوع المقبل. وكانت تقارير صحافية بريطانية قد ذكرت الشهر الماضي أن دول الثلاثي الأوروبي؛ ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، حذرت إيران من أنها قد تكون مضطرة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي إذا اتخذت طهران خطوات أخرى. ونقلت مصادر أن الدول التي تدعم الاتفاق النووي منذ الانسحاب الأميركي هددت باللجوء إلى تفعيل آلية الضغط على الزناد وفق المادة «37» من الاتفاق النووي.
وبعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، أمر المرشد الإيراني علي خامنئي باتخاذ إجراءات تسمح لإيران بالوصول إلى 190 ألف وحدة فصل؛ ما يمنح إيران القدرة على إنتاج 30 طناً من اليورانيوم المخصب بنسبة 4 في المائة لتشغيل مفاعل بوشهر، مما يتطلب تخصيب نحو 300 طن من اليورانيوم الطبيعي.
وقال صالحي إن قدرة إيران وصلت إلى 8 آلاف و660 وحدة فصل.
وكانت إيران قد وصلت إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة قبل الاتفاق النووي.
وتحتاج إيران إلى 130 ألفاً من أجهزة الجيل الأول لتتمكن من إنتاج وقود مفاعل بوشهر، في حين لا يسمح الاتفاق النووي إلا بتشغيل نحو 6 آلاف جهاز طرد مركزي.
إيران تدشّن أجهزة طرد مركزي جديدة وترفع إنتاج اليورانيوم المخصب إلى 5 كيلوغرامات يومياً
إيران تدشّن أجهزة طرد مركزي جديدة وترفع إنتاج اليورانيوم المخصب إلى 5 كيلوغرامات يومياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة