إسقاط طائرة مسيّرة للحوثيين في جنوب اليمن

الميليشيات الانقلابية تفجر جسراً في منطقة الضالع

TT

إسقاط طائرة مسيّرة للحوثيين في جنوب اليمن

أعلنت القوات المشتركة التابعة للجيش اليمني إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي في جنوب اليمن، تزامناً مع إقدام الميليشيات على تفجير جسر هو الأكبر في المنطقة. وجاء ذلك في الوقت الذي شددت قيادة العمليات المشتركة، خلال اجتماع لها أمس، على ضرورة التصدي للأعمال الإرهابية ورفع الجاهزية القتالية في جميع الجبهات القتالية.
وتمكنت القوات المشتركة في جبهة مريس بمحافظة الضالع، أول من أمس، من إسقاط طائرة مسيّرة تابعة لميليشيات الحوثي في أثناء تحليقها في المنطقة. ونقل المركز الإعلامي لجبهة محافظة الضالع عن قائد القطاع الخامس حزام أمني في مريس، المقدم نصر جعوال، قوله إن «الطائرة المسيّرة كانت تقوم بتصوير مواقع القوات المرابطة في جبهة مريس، إلا أن يقظة أبطال الحزام الأمني في القطاع الخامس بجبهة مريس تمكنوا من إسقاطها فور تحليقها في أجواء المنطقة». وذكر المركز أن «قوات القطاع الخامس المنضوية في إطار الحزام الأمني في الضالع بقيادة القائد العام لجبهة الضالع العقيد أحمد قائد القبة، تسطر نجاحات أمنية وانتصارات وملاحم بطولية في التصدي ودحر ميليشيات الحوثي خلال المعارك الدائرة التي تخوضها القوات الجنوبية المشتركة في جبهات شمالي وغرب الضالع».
وعلى وقع الخسائر التي تتكبدها ميليشيات الانقلاب في محافظة الضالع، عقب الإعلان عن عملية عسكرية لاستكمال تحرير المحافظة من قبضة الانقلابيين، وتقدم الجيش الوطني من خلال السيطرة على قرى ومواقع وجبال استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الانقلاب، كثّفت الميليشيات قصفها على القرى المأهولة بالسكان، وتعمدت زراعة الألغام والعبوات الناسفة، بشكل كثيف، في الطرقات وفي عبارات المياه في خطوط (الإسفلت) وتفجيرها، وتلغيم الطرقات وخطوط المارة في المناطق التي تحتدم فيها المعارك الدائرة شمالي وغرب الضالع.
وأقدمت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أول من أمس، على تفجير الجسر الأكبر بمنطقة يعيس في مريس، بالخط الرئيس صنعاء - عدن. وقالت مصادر ميدانية قريبة من الحدث، نقل عنها المركز الإعلامي لمحافظة الضالع، إن «الجسر الذي أقدمت الميليشيات الحوثية على تفجيره يعد الجسر الأكبر في مريس» التابعة لمحافظة الضالع، مضيفة أن «الجسر مكون من ست عبارات ويبلغ طوله ثلاثين متراً».
وذكرت أن «تعيش ميليشيات الحوثي التي تلجأ من خلال هجماتها التي تبوء بالفشل والانكسارات المتتالية في جبهات شمالي وغرب الضالع، لا سيما بعد الانتصارات التي أحرزتها القوات الجنوبية المشتركة في جبهة الضالع والتي تمثلت في دحر ميليشيات الحوثي وتحرير مناطق استراتيجية عدة أهمها منطقة الفاخر الاستراتيجية مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي... تعيش مرحلة تخبط وانهيارات واسعة في صفوفها خوفاً من تقدم القوات الجنوبية في جبهة الضالع، والتي تواصل عمليات التحرير والتقدم نحو مناطق على تخوم عمق محافظة إب».
إلى ذلك، أشاد قائد العمليات المشتركة اللواء الركن صغير حمود بن عزيز، بانتصارات الجيش في مختلف جبهات القتال، وذلك خلال ترؤسه، أمس، الاجتماع الدوري لقيادة العمليات المشتركة لمحافظة مأرب، والذي تم خلاله مناقشة جملة من القضايا والمهام التي تضطلع بها العمليات المشتركة. كما جرى خلال الاجتماع تقييم ما أُنجز من المهام القتالية والعملياتية خلال الفترة الماضية وخطط استكمال المهام الإدارية والفنية ضمن هيكل قيادة العمليات المشتركة ومستوى التعاون والتنسيق مع فروع وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وهيئاتها ودوائرها المختلفة. وقال ابن عزيز، وفقاً لما أوردته وكالة «سبأ»: «لقد وجدنا في الجبهات التي قمنا بزيارتها أسوداً قادرين على تلقين ميليشيات الحوثي الإرهابية دروساً مؤلمة وإننا نكتسب منهم روحاً معنوية عالية يعجز المرء عن وصفها». وأكد الاجتماع «ضرورة تعزيز ورفع الجاهزية القتالية في جميع الجبهات والتصدي لكل الأعمال الفوضوية والإرهابية التي تمارسها ميليشيا الحوثي»، و«ضرورة مضاعفة الجهود، كلٌّ في مجال اختصاصه ومهامه وصولاً إلى النتائج المطلوبة والمواكبة للتطورات والأحداث التي تشهدها ميادين القتال ومسرح العمليات».
كان قائد العمليات المشتركة اللواء الركن صغير بن عزيز، قد اطّلع، أول من أمس (الأحد)، على سير العمليات العسكرية في محور قانية شمال محافظة البيضاء، وسط اليمن، حيث رافقه خلال الزيارة قائد قوات التحالف بمأرب اللواء الركن عبد الحميد المزيني.
في سياق متصل، قام نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، أمس، ومعه محافظ مأرب رئيس المجلس المحلي اللواء سلطان العرادة، ووزير النقل صالح الجبواني، بزيارة تفقدية لفرع معسكر قوات الأمن الخاصة في محافظة مأرب، حيث كان في استقبالهم عدد من القيادات العسكرية. وخلال الزيارة اطّلع الميسري على «جهود تأهيل دفعة جديدة من منتسبي المعسكر وعمليات بناء القدرات القتالية والأمنية لمنتسبي قوات الأمن الخاصة من أجل رفع كفاءتهم في أداء المهام الأمنية المسنودة إليهم، وتعرف على أهم الاحتياجات في مختلف الجوانب». وأشاد المسيّري، في كلمة له أمام منتسبي قوات الأمن الخاصة من ضباط وصف وجنود، «بالجهود التي يقوم بها منتسبو قوات الأمن الخاصة لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة والتضحيات التي يقدمونها في سبيل الأمن والاستقرار والسكينة العامة والإنجازات الأمنية التي تحققت في مكافحة الجريمة المنظمة». وأكد «اهتمام قيادة وزارة الداخلية بجوانب التأهيل والتدريب لمنتسبي الأمن واستمرار الدورات الأمنية في مختلف المجالات بما يسهم في الارتقاء بأداء منتسبي الأجهزة الأمنية والشرطة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار وبناء الشخصية الشرطية والأمنية النموذجية»، وأن «الوزارة ستعمل على توفير النواقص لهذه الوحدة الأمنية من أجل الارتقاء بمستواها وكفاءة أدائها وتميزها الأمني ويقظتها العالية». وشدد على «ضرورة الاستمرار في رفع الجاهزية الأمنية ورفع كفاءة الأفراد في الجوانب الأمنية للحفاظ على الإنجازات والمكاسب الأمنية المحققة في محافظة مأرب وتعزيز حالة الاستقرار الأمني فيها في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.