قالت تايلاند أمس الاثنين، إن دولا آسيوية عقدت محادثات حاسمة بشأن ما يمكن أن يصبح أكبر اتفاق تجاري عالمي، وإنه سيكون هناك إعلان نجاح في قمة بانكوك رغم الشكوك التي أثارتها الهند.
وتأمل دول جنوب شرقي آسيا، مدفوعة جزئيا بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الإعلان عن اتفاق مؤقت على الأقل بشأن الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التي تدعمها الصين وتضم 16 دولة.
ولكن الطلبات التي تقدمت بها الهند في اللحظة الأخيرة أدت لاستمرار المفاوضات بين الوزراء لساعة متأخرة من الليل إلى جانب قمة لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) التي تعقد في بانكوك بتايلاند.
وقال وزير التجارة جورين لاكساناويسيت لـ«رويترز» أمس: «مفاوضات الليلة الماضية كانت حاسمة». وأضاف «سيكون هناك إعلان بنجاح اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة من جانب القادة في وقت لاحق اليوم. الهند جزء من ذلك أيضا وسنقوم بإعلان مشترك. التوقيع العام المقبل».
وتضم الاتفاقية الدول العشر الأعضاء في آسيان إلى جانب الصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند وأستراليا ونيوزيلندا.
وفي اجتماع منفصل، قال رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان – أوتشا: «نرحب باستكمال اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وملتزمون بتوقيع الاتفاق في 2020». ولكن المسؤولين الهنود في القمة التزموا الصمت ولم يعقب مسؤولون من دول أخرى. وقالت نارومون بينيوسينوات المتحدثة باسم الحكومة التايلاندية للصحافيين الأحد إنه لا يزال من المتوقع التوقيع على الاتفاق في فبراير (شباط) شباط.
كانت اتفاقية «الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة» التي اقترحتها الصين اكتسبت قوة دفع بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي، والتي تضم 12 دولة آسيوية وأميركية.
وقرر قادة بلدان رابطة جنوب شرقي آسيا إرجاء الاتفاق على إقامة أكبر منطقة للتبادل الحر في العالم إلى العام 2020. كما ورد في مسودة البيان الختامي لقمتهم المنعقدة في بانكوك، فيما أكدت بكين على صعيد آخر «استعدادها للعمل» مع هذه الدول بشأن بحر الصين الجنوبي.
وسيؤدي الاتفاق إلى قيام أوسع منطقة للتبادل الحر في العالم بأكثر من 30 في المائة من سكان الأرض ونحو 30 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للعالم.
وجاء في مسودة الاتفاق: «اكتملت معظم مفاوضات الوصول إلى الأسواق وسيتم حل القضايا الثنائية العالقة القليلة بحلول فبراير 2020».
وتعثرت المفاوضات لعدة سنوات، لكن المسودة ذكرت أنّ جميع الفصول العشرين باتت مكتملة الآن «في انتظار قرار عضو واحد» يعتقد أنه الهند. وأشار إلى أنّ جميع الأعضاء «ملتزمون بالتوقيع على الاتفاق» العام المقبل في فيتنام التي ستتولى رئاسة آسيان.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مقابلة مع صحيفة «بانكوك بوست» إنّ نيودلهي تشعر بالقلق من أن شركاتها الصغيرة ستتضرر بشدة من طوفان البضائع الصينية الرخيصة ما سيخلق «عجزاً تجارياً لا يمكن تحمله».
ويمثل الاتفاق الذي يضم كتلة آسيان بدولها الـ10، إلى جانب الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، نحو 40 في المائة من التجارة العالمية.
ويعدّ التوقيع عليه أمرا بالغ الأهمية بالنسبة إلى بكين، وهي تحظى بدعم قادة آسيان الذين يمثلون سوقا قوية تضم 650 مليون نسمة.
وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها الولايات المتحدة والصين على السلع بقيمة مليارات الدولارات يمكن أن تسحب النمو إلى أدنى معدل له منذ أكثر من عقد.
والسبت، أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصحافيين أنّه يأمل توقيع اتفاق مع الرئيس الصيني شي جينبينغ من أجل التراجع عن فرض بعض الرسوم، مشيرا إلى أن توقيع الاتفاق قد يتم في ولاية أيوا الأميركية.
وقال رئيس الوزراء الصيني لي كي تشيانغ الأحد إنّ بلاده تبقى «ملتزمة التزاما راسخا بدعم مركزية آسيان» كجزء من روابطها الإقليمية.
اتفاق التجارة الآسيوي الشامل ماضٍ في مساره رغم الهند
اتفاق التجارة الآسيوي الشامل ماضٍ في مساره رغم الهند
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة