خنادق للميليشيات قرب نقاط مراقبة الحديدة

فريق أممي لدى تثبيت ضباط الحكومة والحوثيين نقاط المراقبة المشتركة في الحديدة يوم 19 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
فريق أممي لدى تثبيت ضباط الحكومة والحوثيين نقاط المراقبة المشتركة في الحديدة يوم 19 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

خنادق للميليشيات قرب نقاط مراقبة الحديدة

فريق أممي لدى تثبيت ضباط الحكومة والحوثيين نقاط المراقبة المشتركة في الحديدة يوم 19 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
فريق أممي لدى تثبيت ضباط الحكومة والحوثيين نقاط المراقبة المشتركة في الحديدة يوم 19 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)

على وقع عشرات الخروق الحوثية اليومية للهدنة الأممية في شتى خطوط التماس في محافظة الحديدة اليمنية (غرب)، حذر عسكريون يمنيون من مغبة انهيار اتفاق نقاط المراقبة الخمس في محيط المدينة التي يقع فيها ثاني أكبر الموانئ في البلاد.
وفي هذا السياق، أفاد لـ«الشرق الأوسط» المتحدث باسم القوات المشتركة لتحرير الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش، بأن الميليشيات الحوثية استحدثت منذ إنشاء نقاط المراقبة الخمس 19 خندقاً بالقرب من هذه النقاط التي كان قد أشرف على إنشائها الشهر الماضي رئيس البعثة الأممية في الحديدة كبير المراقبين الجنرال الهندي أبهجيت جوها.
وقال الدبيش إن قيام الميليشيات بهذا العمل الخطير الذي يهدد بنسف الاتفاق ليس بالغريب على الميليشيات، لكن المستغرب هو تجاهل البعثة الأممية الموجودة على متن السفينة الأممية مع الفريق المشترك لمثل هذه الأعمال الحوثية العدائية.
ودعا الدبيش البعثة الأممية إلى النزول الميداني، وإدانة هذه الأعمال الحوثية، حتى لا يصبح صمتها إشارة جديدة للميليشيات من أجل ارتكاب المزيد من الخروق المهددة لنسف اتفاق السويد برمته.
وكشف المتحدث العسكري أن القوات المشتركة التابعة للحكومة قدمت رسالة إلى البعثة الأممية، غير أنه لم يتم تلقي أي رد، إذ لا يزال الجنرال الهندي جوها في صنعاء للقاء قيادات في الجماعة الحوثية، بينما لم يقم المسؤولون الآخرون في البعثة بأي تحرك أو استجابة، بحسب تعبيره.
وقال الدبيش: «إذا استمر عدم الرد، واستمرت الميليشيات الحوثية في استحداث الخنادق والأنفاق في محيط نقاط المراقبة، فإننا سنعمل على إلغاء نقاط المراقبة كافة، بوصفها أصبحت غطاء للأعمال العدائية الحوثية».
وفي حين زود العقيد الدبيش «الشرق الأوسط» بعدد من الصور الجوية التي تكشف عن الخنادق الحوثية في محيط نقاط المراقبة، أكد بيان رسمي للجيش اليمني أن الميليشيات الحوثية «تواصل التصعيد الميداني، واستحداث مواقع جديدة، وحفر خنادق وأنفاق داخل المدينة، ومن ذلك قيامها بحفر 19 خندقاً عقب نشر نقاط مراقبة وقف إطلاق النار».
وعد البيان ذلك «خرقاً صارخاً لكل الاتفاقيات والتفاهمات بشأن انسحابها من مدينة وموانئ الحديدة، وفقاً لاتفاق ستوكهولم»، مشيراً إلى أن قوات الجيش تقوم يومياً بـ«إبلاغ فريق المراقبين الأممي عن الاستحداثات والخروق التي ترتكبها الميليشيات في مدينة ومديريات الحديدة».
وحذر البيان من استمرار تصعيد الميليشيات الحوثية التي قال إنها «تهدد بنسف اتفاق التهدئة، وتدفع باتجاه التصعيد عسكرياً»، مؤكداً في الوقت نفسه أن قوات الجيش المشتركة «ترصد بدقة كل تحركات الميليشيات»، وأنها «جاهزة لردع ميليشيات الحوثي».
إلى ذلك، أفادت مصادر الإعلام العسكري الحكومي بأن الميليشيات الحوثية ارتكبت خلال الـ24 ساعة الماضية 44 خرقاً وانتهاكاً ضد مواقع القوات المشتركة، في عدد من مناطق ومديريات محافظة الحديدة.
ووثقت المصادر جميع الخروق والانتهاكات التي قامت بها ميليشيات الحوثي على مواقع متفرقة للقوات المشتركة في مديريات الدريهمي، وحيس، وبيت الفقيه، والتحيتا، الواقعة جنوب مدينة الحديدة.
واتهمت المصادر الجماعة الموالية لإيران بأنها استخدمت الأسلحة المتوسطة والثقيلة والرشاشة وقذائف مدفعية الهاون بشكل عنيف، كما شنت قصفاً عنيفاً عشوائياً على الأحياء السكنية في مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة.
وفي السياق نفسه، ذكرت المصادر الحوثية الرسمية أن الجنرال الأممي جوها التقى في صنعاء وزير الجماعة في الحكومة الانقلابية غير المعترف بها زكريا الشامي، وناقش معه، خلال اللقاء الذي حضره الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بصنعاء أوكي لوتسما، ومسؤولة الشؤون السياسية للفريق الأممي أميرة خضير، خطة تطوير ميناء الحديدة.
وزعمت المصادر الحوثية أن الميليشيات «ملتزمة ببنود اتفاقية استوكهولم، وتقديم التسهيلات للمراقبين والمفتشين الدوليين، في مقابل امتناع الطرف الآخر (الحكومي) عن تقديم أي تنازلات، وتنفيذ ما جاء في اتفاقية استوكهولم».
وكان رئيس البعثة الأممية في محافظة الحديدة اليمنية رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار كبير المراقبين الجنرال الهندي أبهجيت جوها قد نجح في الإشراف على إنشاء خامس نقطة لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة في23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وصرح العميد الركن أحمد الكوكباني، نائب رئيس فريق الحكومة اليمنية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» بأن إنشاء هذه النقاط يضع آلية وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة في صورة أفضل.
وأضاف: «إذا نجحت هذه الخطوة في وضع النقاط الأربع بمدينة الحديدة، بمشاركة الطرفين (الشرعية والحوثيين)، يمكن للطرف الثالث (الأمم المتحدة) النزول لمراقبة تثبيت وقف إطلاق النار من قبل الطرفين: الحكومة الشرعية، والحوثيين».
ولم يخل تثبيت نقاط المراقبة الخمس من العراقيل الحوثية، وإطلاق النار، غير أن مراقبين يرون في نجاح الجنرال الهندي في إنشاء النقاط بداية لتنفيذ ما بقي من خطوات إعادة الانتشار بموجب اتفاق استوكهولم.
وكانت لجنة إعادة الانتشار المشتركة برئاسة الأمم المتحدة في الحديدة قد استطاعت أن تجمع الطرفين خلال ست جولات من اللقاءات من أجل تنفيذ الاتفاق، غير أنها لم تقطع أي شوط يعتد به، باستثناء الهدنة الهشة التي رافقها آلاف الخروق منذ سريانها في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وأعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي تعيين الجنرال الهندي في المنصب، بعد انتهاء فترة الدنماركي لوليسغارد، أملاً في أن ينجح في استكمال تنفيذ الاتفاق، وتثبيت وقف إطلاق النار، وإنجاز المرحلة الثانية من إعادة الانتشار، وصولاً إلى تحقيق اختراق في الملفات الأكثر تعقيداً، وهي الأمن والموارد والسلطة المحلية.
ورغم مزاعم الميليشيات الحوثية أنها أنهت أكثر من 90 في المائة من التزاماتها المتعلقة باتفاق الحديدة، فيما يخص إعادة الانتشار في المرحلة الأولى، فإن الحكومة الشرعية تؤكد أن انسحاب الجماعة من موانئ الحديدة الثلاثة المعلن عنه كان صورياً فقط، نظرا لأن الجماعة قامت بتسليم الموانئ لعناصرها أنفسهم، بعد أن ألبستهم زي قوات خفر السواحل.
وتمثل ملفات السلطة المحلية، وقوات الأمن المحلية، وموارد الموانئ، أبرز النقاط التي حالت حتى الآن دون تحقيق أي تقدم ملموس لتنفيذ اتفاق الحديدة المتعثر منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وتأمل الأمم المتحدة في أن تقود خبرة الجنرال الهندي جوها، البالغة نحو 39 عاماً من العمل العسكري على المستوى الوطني في بلاده والدولي، إلى المساعدة في تفكيك عقد الملف الشائك في اليمن.
وفي الوقت الذي تتهم فيه الحكومة الشرعية الجماعة الحوثية بالاستمرار في التصعيد الميداني في جبهات الحديدة كافة، يسوق الحوثيون اتهامات مماثلة، مع مزاعم بأنهم انسحبوا من موانئ الحديدة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.