الرئيس اللبناني: رسمنا خريطة طريق من 3 محاور للمرحلة المقبلة

جنبلاط اعتبر خطاب عون «عودة للمربع الأول»

الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا (أرشيفية - رويترز)
الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا (أرشيفية - رويترز)
TT

الرئيس اللبناني: رسمنا خريطة طريق من 3 محاور للمرحلة المقبلة

الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا (أرشيفية - رويترز)
الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا (أرشيفية - رويترز)

أكد رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم (الأحد)، أن السلطات اللبنانية رسمت خريطة طريق للمرحلة المُقبلة من ثلاثة محاور، هي الفساد والاقتصاد والدولة المدنية، موضحاً أن الجميع مطالب بالتوحُّد، وعدم التفرق بين ساحة تظاهر وأخرى.
وأضاف عون، أمام آلاف المتظاهرين المحتشدين دعماً له على طريق القصر الجمهوري، أن «الساحات كثيرة ويجب ألا يكون هناك ساحة ضد ساحة ومظاهرة ضد أخرى، لأن الفساد لا يضمحل بسهولة، لأنه متجذر بالأرض منذ عشرات السنين، ولن يضمحل إلا بعد جهود كبيرة»، متحدثاً عن سبل تحقيق خطته: «المحاور الثلاثة ليس من السهل تحقيقها. ولتحقيقها نريد ساحة تتألف منكم، ومن المتظاهرين، كي تدافعوا عن حقوقكم، وكثر يعرقلون، لذلك نريد جهداً كبيرا ونريدكم أن تتفقوا مع الفريق الكبير وتجاهدوا مع بعض. أقول لكم: أنا معكم، من خلالكم أرى شعب لبنان كله، وأقول لكم إنني أحبكم كلكم، يعني كلكم».
وكان الآلاف اللبنانيين قد خرجوا في مظاهرة خارج قصر بعبدا الرئاسي اليوم (الأحد) دعماً للرئيس ميشال عون، بعد احتجاجات دعت إلى الإطاحة بالنخبة، وأدت إلى استقالة الحكومة.
في سياق متصل، علق وليد جنبلاط، رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» عبر حسابه على «تويتر»، على خطاب عون، قائلاً: «‏عدنا إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى ثلاثين عاماً مضت».
وينقسم الشارع اللبناني اليوم إلى مظاهرتين؛ تدعم إحداهما الرئيس ميشال عون «وخطته الإصلاحية» التي أطلقها يوم الخميس الماضي في الذكرى الثالثة لانتخابه، فيما تشهد ساحات وسط بيروت وطرابلس تحركات موحدة تحت اسم «أحد الضغط» بهدف استكمال الحراك الداعي لـ«إسقاط النظام الطائفي».
وبدأ أنصار عون بالتجمع، مساء أمس (السبت)، في ساحة الاعتصام في بعبدا، وقضوا ليلتهم فيها استعداداً للتحرك نحو بيروت اليوم. وقال وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال غسان عطا الله أمس: «فلنكن كثراً في بيت الشعب لنستمد القوة من فخامة الرئيس الصلب الذي لا يلين ولا يتزحزح إيمانه».
وعلى الطرف الآخر، يحشد الشارع المعارض لتزخيم الاحتجاجات اليوم في ساحات موحدة، في مسعى لاستكمال الضغط لتشكيل حكومة اختصاصيين غير مسيسة ترضي الشارع.
ويتحرك هذان الشارعان المتقابلان في ظل عدم الاتفاق بعدُ على اسم جديد لرئاسة الحكومة. وأعلن القصر الجمهوري أمس أن الرئيس عون يجري الاتصالات الضرورية قبل الاستشارات النيابية الملزمة لحل بعض العقد «حتى يأتي التكليف طبيعياً ما يسهّل عملية التأليف». وأكد أن «التحديات أمام الحكومة العتيدة تفرض مقاربة سريعة لكن غير متسرّعة لعملية التكليف»، مشيراً إلى أن «موعد الاستشارات سيُحدّد قريباً».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.