جورج جانسن.. نحات الفضة

كتاب جديد من «ريزولي» عن أعماله وحياته

في كل دقة مطرقة على الفضة كانت تخرج قطعة فنية أو هندسية  -  من التصاميم التي أبدعها جورج جانسن عام 1918، ويبدو وكأنه صُمم بالأمس.. ويقدر سعره بـ11 ألف جنيه إسترليني
في كل دقة مطرقة على الفضة كانت تخرج قطعة فنية أو هندسية - من التصاميم التي أبدعها جورج جانسن عام 1918، ويبدو وكأنه صُمم بالأمس.. ويقدر سعره بـ11 ألف جنيه إسترليني
TT

جورج جانسن.. نحات الفضة

في كل دقة مطرقة على الفضة كانت تخرج قطعة فنية أو هندسية  -  من التصاميم التي أبدعها جورج جانسن عام 1918، ويبدو وكأنه صُمم بالأمس.. ويقدر سعره بـ11 ألف جنيه إسترليني
في كل دقة مطرقة على الفضة كانت تخرج قطعة فنية أو هندسية - من التصاميم التي أبدعها جورج جانسن عام 1918، ويبدو وكأنه صُمم بالأمس.. ويقدر سعره بـ11 ألف جنيه إسترليني

لم يبالغ مارك أوليفرن، من قسم دار «بونهامز» للفنون الزخرفية في القرن العشرين، عندما وصف المصمم جورج جانسون (Georg Jensen) بأنه واحد من أعظم مصممي القرن العشرين. فهو كما قال كان رائدا في تطويع الفضة، التي صاغ منها أدوات منزلية ترقى إلى التحف الفنية، فضلا عن مجوهرات بتصاميم هندسية مميزة، أصبحت تطبع الأسلوب الدنماركي وتميزه. وعندما توفي في عام 1935، نعتته صحيفة «ذا نيويورك هيرالد تريبيون» بأنه «أعظم صائغ فضة في السنوات الـ300 الأخيرة». اليوم دخلت أعماله القديمة المزادات، ويمكن أن يصل سعر أي تصميم منها إلى 40.000 جنيه إسترليني بسهولة. فالمصمم كان نحاتا وفنانا قبل أن يكون صائغا، بينما تسجل مجوهراته لحقبة مهمة في تاريخ الفن الجديد «آرت نوفو». ولد جانسن في عام 1866 لأب يعمل في صنع السكاكين، وتدرب على النحت، قبل أن يفتتح ورشة لصنع قطع من الفخار. لم تتكلل هذه الخطوة بالنجاح، وانتبه إلى أن الناس لا يقبلون كثيرا على الفخار، مما دفعه للتدرب على صياغة الفضة. بعد أن اكتسب الخبرة اللازمة، افتتح محلا في كوبنهاغن عام 1904، وتجول في أوروبا مستلهما أفكاره وكله أمل في أن يصوغ قطعا رائعة وفريدة يمكن استعمالها بشكل يومي، وكان له ما أراد. فسرعان ما حققت أعماله النجاح ودخلت القصور والبيوت الراقية. والآن أصبحت لداره محلات مترامية يفوق عددها المائة في أكثر من عشر دول، بعضها في أهم العواصم العالمية، مثل برلين، نيويورك، لندن، وباريس. كما تنوعت المواد التي تستعملها الدار حاليا لتشمل الذهب والبلاتين والماس. الجميل في جانسن أنه لم يعتبر الإبداع مسألة خاصة به، وتعاون مع العديد من الفنانين والمصممين الدنماركيين، ويمكن القول إنه أول من بدأ هذا التقليد، مما منح أعماله التنوع المطلوب وجعلها مواكبة لمتطلبات العصر إلى الآن. فهذا التقليد لا يزال متبعا حتى بعد وفاته في عام 1935، إذ شهدنا في الآونة الأخيرة تعاونا مع كل من جون نوفيل، وإليسي كروفورد، وغيرهما.
بيد أن اسم جورج جانسن لم يدخل أفخم القصور والبيوت أو المزادات العالمية فحسب، بل دخل أيضا الكتب، آخرها صدر عن دار «ريزولي» للنشر، مما يعني أنه بجودة عالية وصور دقيقة ولافتة تبرز تفاصيل كل عمل وجمالياته من زوايا مختلفة. الكتاب من تأليف موراي موس، مؤسس شركة «ديزاين آرت» الشهيرة في مجال الفن والديكور، ومؤلف كتاب «باكارا 1764: مائتان وخمسون عاما»، الصادر أيضا عن دار النشر «ريزولي» عام 2013.



4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
TT

4 فنانات يحتفلن بميلاد حقيبة «أوريغامي»

سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)
سارة أوريارتي أكثر من ركّزت على تقنية «الأوريغامي» نظراً لعشقها وتخصصها في تنسيق الزهور (بيوريفكايشن غارسيا)

عشر سنوات فقط مرت على إطلاق علامة «بيوريفيكايشن غارسيا» حقيبتها الأيقونية «أوريغامي». بتصميمها الهندسي وشكلها ثلاثي الأبعاد لفتت الأنظار منذ أول ظهور لها. واحتفالاً بمكانتها وسنواتها العشر، تعاونت العلامة الإسبانية مؤخرا، مع أربع مُبدعات في الفنون البلاستيكية لترجمتها حسب رؤيتهن الفنية وأسلوبهن، لكن بلغة تعكس قِيم الدار الجوهرية. هذه القيم تتلخص في الألوان اللافتة والخطوط البسيطة التي لا تفتقر إلى الابتكار، أو تبتعد عن فن قديم لا يزال يُلهم المصممين في شتى المجالات، قائم على طيّ الورق من دون استخدام المقص أو الغراء، ألا وهو «الأوريغامي». فن ياباني تكون فيه البداية دائماً قاعدة مربّعة أو مكعّبة.

المكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميم الحقيبة إلى جانب جلد النابا الناعم والمرن (بيوريفكايشن غارسيا)

ولأن يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، صادف اليوم العالمي لفن «الأوريغامي»، فإنه كان فرصة ذهبية لتسليط الضوء على حقيبة وُلدت من رحم هذا الفن ولا تزال تتنفس منه تفاصيلها.

فالمكعّب يُشكّل نقطة البداية في تصميمها؛ إذ تبدأ العملية باختيار جلد النابا تحديداً لنعومته، وبالتالي سهولة طيّه ومرونته في الحفاظ على شكله. بعد تمديد الجلد، يتم تحديد النمط وإضافة دعامات مثلثة للحفاظ على هيكله، لتُضاف بعد ذلك المُسنّنات يدوياً لخلق حركة انسيابية على الجلد.

للاحتفال بميلاد الحقيبة العاشر وفن «الأوريغامي» في الوقت ذاته، منحت «Purificacion Garcia» أربع مُبدعات، وهن: ألبا غالوتشا وكلارا سيبريان وصوفي أغويو وسارة أوريارتي، حرية ترجمتها حسب رؤية كل واحدة منهن، مع الحفاظ على أساسياتها.

ألبا غالوتشا، وهي ممثلة وعارضة أزياء وفنانة، تعتمد على الأنسجة والخزف كوسيلة للتعبير عن نفسها، وتستقي إلهامها من الحياة اليومية، والاحتفال بتضاريس الجسد. استوحَت الحقيبة التي ابتكرتها من عشقها للأنماط والهياكل والبناء. تقول: «حرصت على الجمع بين ما يُعجبني في شكل هذه الحقيبة وما يستهويني في جسم الإنسان، لأبتكر تصميماً فريداً يعكس هذَين المفهومَين بشكلٍ أنا راضية عنه تماماً».

حرصت ألبا على الجمع بين تضاريس الجسد وأنماط وهياكل البناء (بيوريفكايشن غارسيا)

أما كلارا سيبريان، فرسّامة تحبّ العمل على مواضيع مستوحاة من جوانب الحياة اليومية ويمكن للجميع فهمها والتماسها. تقول عن تجربتها: «أنا وفيّة لأكسسواراتي، فأنا أحمل الحقيبة نفسها منذ 5 سنوات. وعندما طُلب مني ابتكار نسختي الخاصة من هذه الحقيبة، تبادرت فكرة إلى ذهني على الفور، وهي إضفاء لمستي الشخصية على حقيبة (Origami) لتحاكي الحقيبة التي أحملها عادةً بتصميمٍ بسيطٍ تتخلّله نقشة مزيّنة بمربّعات».

من جهتها، تستمد سارة أوريارتي، وهي فنانة متخصصة في تنسيق الأزهار والمديرة الإبداعية في «Cordero Atelier»، إلهامها من الطبيعة، ولهذا كان من الطبيعي أن تُجسّد في نسختها من حقيبة «أوريغامي»، السلام والهدوء والجمال. تشرح: «لقد ركّزت على تقنية (الأوريغامي) التي أقدّرها وأحترمها. فكل طيّة لها هدف ودور، وهو ما يعكس أسلوبي في العمل؛ إذ كل خطوة لها أهميتها لتحقيق النتيجة المرجوة. لذلك، يُعتبر الانضباط والصبر ركيزتَين أساسيتَين في هذَين العملَين. وأنا أسعى إلى إيجاد التوازن المثالي بين الجانب التقني والجانب الإبداعي، وهذا ما يلهمني لمواصلة استكشاف الجمال الكامن في البساطة».

كلارا رسّامة... لهذا عبّرت نسختها عن رؤيتها الفنية البسيطة التي أضافت إليها نقشة مزيّنة بمربّعات (بيوريفكايشن غارسيا)

وأخيراً وليس آخراً، كانت نسخة صوفي أغويو، وهي مستكشفة أشكال ومؤسِّسة «Clandestine Ceramique»، التي تشيد فيها كما تقول بـ«تصميم يتداخل فيه العملي بجمال الطبيعة، وبالتالي حرصت على أن تعكس التناغم بين جوهر دار (بيوريفكايشن غارسيا) القائمة على الأشكال الهندسية وأسلوبي الخاص الذي أعتمد فيه على المكوّنات العضوية. بالنتيجة، جاءت الحقيبة بحلّة جديدة وكأنّها تمثال منحوت بأعلى درجات الدقة والعناية».