بومبيو يطالب الحكومة العراقية بالاستماع لمطالب المتظاهرين

TT

بومبيو يطالب الحكومة العراقية بالاستماع لمطالب المتظاهرين

تراقب الأوساط السياسية الأميركية بقلق المظاهرات العراقية المطالبة بإسقاط النخبة السياسية. وأعربت الإدارة الأميركية عن قلقها حيال قيام استخدام الحكومة الغاز المسيل للدموع بكثافة والرصاص المطاطي، مما أدي إلى إصابة المئات. وحثت وزارة الخارجية الأميركية جميع الأطراف على رفض العنف.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إنه يتعين على الحكومة العراقية أن تستمع إلى المطالب المشروعة للشعب، وأضاف في بيان، مساء أول من أمس، أن الولايات المتحدة «ترحب بأي جهود جادة تبذلها الحكومة العراقية لمعالجة المشاكل المستمرة في المجتمع العراقي»، وطالب حكومة العراق بالاستماع إلى المطالب المشروعة للشعب الذي خرج إلى الشوارع لتوصيل صوته. وقال بومبيو: «الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب، ومنذ البداية ندعو جميع الأطراف إلى نبذ العنف».
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن التحقيق الذي أجرته الحكومة العراقية في أحداث العنف في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) افتقر إلى المصداقية الكافية وأن الشعب العراقي يستحق المساءلة والعدالة الحقيقية. ولفت بومبيو إلى الجهود الذي يبذلها الرئيس برهم صالح، مطالبا بتخفيف القيود المفروضة على حرية الصحافة والتعبير، وشدد على دعم الحكومة الأميركية للمؤسسات العراقية والشعب العراقي لتحقيق أمن واستقرار العراق.
وفيما سرت شائعات حول إقالة أو استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، لتهدئة غضب المتظاهرين، أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية إلى أن هناك دعما أميركيا لرئيس الوزراء الحالي. وقال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية إن رئيس الوزراء عبد المهدي والفريق الحالي في الحكومة «يعد الأفضل وربما أفضل ما يمكن الحصول عليه».
وأكد السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام أنه يثق في قدرات رئيس الوزراء عبد المهدي، مشيراً إلى أنه يتمتع بثقة الأكراد والسنة. وقال جراهام إنه يتعين على رئيس الوزراء العراقي أن يجعل حكومته أكثر قبولاً للشباب العراقي مؤكدا أن العراق يشهد موجة ربيع العراق؛ في إشارة إلى موجة الربيع العربي التي اجتاحت العالم العربي في عام 2011.
بدوره، قال السيناتور الديمقراطي تيم كين لصحيفة «نيوزويك» أول من أمس «إن عدم الاستقرار والاحتجاجات في العراق تثير القلق، لأن العراقيين هم شركاء لنا، وعلى الحكومة العراقية القيام بشيء مفيد، والتوصل إلى خطة لتحقيق مطالب المتظاهرين». وقلل السيناتور كين من احتمالات انهيار الحكومة العراقية بما يؤدي إلى حرب أهلية وتزايد النفوذ الإيراني، وقال: «لا أتوقع أن يحدث ذلك، وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك إصلاح شامل في الحكومة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».