جدل بين عبد المهدي والبرلمان بشأن الجلسة المفتوحة

رئيس الوزراء يريد استجواباً علنياً

TT

جدل بين عبد المهدي والبرلمان بشأن الجلسة المفتوحة

برغم استمرار جلسات البرلمان في حالة انعقاد دائم طبقاً لما أعلنه رئيسه محمد الحلبوسي فإنها لا تزال معطلة لليوم الرابع على التوالي بسبب الخلاف بين البرلمان ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي بشأن حضوره وشروطه التي من بينها أن تكون الجلسة علنية وتبث مباشرة في ساحة التحرير حيث المظاهرات.
وفيما كان يفترض أن يعقد البرلمان جلسته أمس فإن عبد المهدي، طبقاً لما تم تداوله عبر وسائل الإعلام، ينتظر وصول كتاب رسمي من رئاسة البرلمان إليه في وقت تقول مصادر البرلمان إن الكتاب الخاص باستضافة عبد المهدي تم تسليمه باليد إلى ممثل رئيس الوزراء في البرلمان.
وكان رئيس البرلمان أعلن التزام السلطة التشريعية بما جاء في توجيهات المرجعية الدينية في النجف خلال خطبة الجمعة أمس في كربلاء. وقال بيان للحلبوسي أمس إنه «في هذه الأيام المصيرية والأحداث المتسارعة في بلدنا العزيز وصيحات الإصلاح المتدفقة من حناجر المتظاهرين في محافظاتنا في ساحات التآخي والإيثار؛ نؤكد التزامنا الكامل بالخارطة التي وضعتها المرجعية الرشيدة، التي أثبتت مرة بعد أخرى أنها صمام أمان للعراق». وأضاف الحلبوسي: «لذا سيكون مجلسكم أيها الشعب الكريم في حالة انعقاد دائم، يواصل ليله بنهاره؛ من أجل الإسراع بتنفيذ هذه الخارطة التي نظمت وأكملت مسيرة متطلباتكم بعراق حر وسيد ينعم أبناؤه جميعهم في ظله بالخير والرفاهية والأمن والأمان».
وتابع الحلبوسي: «سنعمل بجد واجتهاد على إجراء كل التعديلات الدستورية بالشراكة مع ممثلين عن المتظاهرين والنخب والخبراء والأكاديميين المحترمين ممن يعيشون الواقع العراقي بتفاصيله؛ ليحددوا مكامن الخلل ومواطن الإصلاح؛ من أجل تشخيص الخطوات المطلوبة التي توصلنا إلى الإصلاح المنشود».
وأوضح الحلبوسي: «نعمل كمجلس نواب جميعاً بشكل مكثف ومتواصل من هذه الليلة من أجل الشعب ومطالبه، دون ضغط خارجي إقليميا كان أو دوليا، ودون فرض إرادات شخصية أو حزبية؛ لنعيد زهو العراق ومجده، ولنعطي هذا الجيل فرصته برسم مستقبله، والمساهمة في إصلاحه وبنائه بوحدته وبكلمته وبمحض إرادته».
وفي هذا السياق، يقول عبد الله الخربيط عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية الذي يتزعمه الحلبوسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «طبقاً لقرار رئيس البرلمان فإنه منذ الليلة (أمس السبت) فإن جميع النواب يجب أن يكونوا في حالة استنفار دائم داخل مبنى البرلمان، وبالتالي فإن من يريد أن يجري أي تعديل على الدستور أو القوانين فإن عليه المجيء إلى البرلمان لكي نعمل معا من أجل تحقيق أفضل النتائج».
وردا على سؤال بشأن الجدل بين رئيس الوزراء والبرلمان بخصوص حضوره إلى البرلمان، يقول الخربيط إن «رئيس الوزراء عليه استجواب بالفعل ويمكن أن يحضر هو وكذلك من يمثل المتظاهرين إلى القاعة الكبرى لكي تتم مناقشته في أمور أساسية من بينها من هو القناص الذي قتل المتظاهرين، ولماذا يشاع عن استخدام الغاز السام ومن هم الفاسدون الذين يتعين تقديمهم إلى القضاء، وبالتالي المسألة ليست مجرد ارحل بسلام، بل هي محاسبة لكي نصل إلى حل».
أما النائب عن حركة إرادة حسين عرب يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع صعب، حيث إن أزمة الثقة مستمرة بل وتكبر بين كهول الطبقة السياسية والشعب والمتظاهرين، ولذلك لا يبدو أن أحداً يملك الحل المطلوب». ويضيف عرب أنه «حتى لو عقدت جلسة البرلمان فإنه سوف تكون بلا جدوى في ظل عدم وجود حلول ترتفع إلى مستوى الأحداث، حيث إنها يمكن أن تتحول إلى مجرد عراك وصراخ فقط».
وأوضح أنه «علينا كنواب الاعتراف بأننا لم نعط الناس جزءا ولو بسيطا مما يريدون، وبالتالي فإن الرهان على الوقت أمر غير صحيح، نظراً لتطور الأحداث المتسارع».
إلى ذلك، أكدت ندى شاكر جودت، عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف النصر، عن وجود ما سمته حركة تصحيح داخل البرلمان العراقي تضم أكثر من 50 نائباً سيتم الإعلان عنها خلال عقد الجلسة البرلمانية. وقالت في تصريح أمس إن عدد أعضاء الكتلة تجاوز الخمسين نائباً مع توقع انضمام نواب آخرين إليها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.