اتصل رئيس أركان الجيش الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ كبير برئيس الوزراء «لينصحه بتجنب العنف». واحتشد الآلاف من أنصار المعارضة الباكستانية في العاصمة إسلام آباد أمس الجمعة بهدف إجبار رئيس الوزراء عمران خان على التنحي عن منصبه. وهذه أول حركة احتجاجية واسعة ضد حكومة عمران خان الذي وصل إلى السلطة صيف 2018 بعد اقتراع قالت المعارضة أنه تم التلاعب به. يشار إلى أن الجيش حكم باكستان لنحو نصف الفترة التي تلت حصول البلاد على استقلالها عن بريطانيا في عام 1947، ويواجه العسكريون اتهامات بالمناورة خلف الكواليس من أجل زعزعة الحكومات المدنية عندما لا يكون الجيش في السلطة بشكل مباشر.
وبقيت المدارس مغلقة لليوم الثاني على التوالي في المدينة التي تشلها اختناقات في حركة السير، بينما تم نشر 17 ألفا من أفراد قوات الأمن لتجنب أي فلتان أمني. وعلى الرغم من إغلاق عدد من محاور الطرق الكبرى بسبب توقف وسائل النقل، استمر تدفق المتظاهرين إلى المدينة طوال صباح الجمعة بانتظار توجيهات زعيمهم قبل صلاة الجمعة. وقال أبو سعيد خان الذي قدم من بيشاور عاصمة الإقليم الشمالي الغربي التي تبعد نحو مئتي كيلومتر عن العاصمة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نطالب إعادة هؤلاء القادة العاجزين إلى بيوتهم (...) أبناؤنا عاطلون عن العمل والمصانع تغلق أبوابها». وأضاف المتظاهر آخر أنس خان: «علينا دفعهم إلى مغادرة السلطة».
ويقود الاحتجاجات الزعيم مولانا فضل الرحمن، وينتمي معظم المشاركين في المظاهرات إلى «جمعية علماء الإسلام» المتشددة التي يرأسها. وبدأ فضل الرحمن وأنصاره المسيرة من مدينة كراتشي، جنوبي البلاد، يوم الأحد الماضي، وقطعوا خلالها مسافة ألفي كيلومتر، حتى وصلوا إلى إسلام أباد، بعد منتصف ليلة الخميس. وانضم إلى الاحتجاجات مجموعات أخرى من المعارضة، بينها أنصار رئيس البلاد السابق آصف علي زرداري ورئيس الوزراء السابق نواز شريف، مما عزز الضغط على رئيس الحكومة. ويدعو فضل الرحمن خصم رئيس الوزراء عمران خان منذ فترة طويلة، إلى استقالته وتنظيم انتخابات جديدة «حرة ونظامية». وقال فضل الرحمن أمام حشد بمدينة قريبة من العاصمة الباكستانية بعد ظهر الخميس: «نحن ذاهبون إلى إسلام آباد للإطاحة بحكومة غير شرعية». وتقول أحزاب المعارضة إن الانتخابات العامة في البلاد العام الماضي والتي أتت بعمران خان إلى سدة الحكمة، جرت تحت تأثير الجيش، وأنها شهدت تزويرا من أجل تنصيب حكومة يفضلها العسكريون. وقال غفور حيدري، المتحدث باسم فضل الرحمن: «خرجنا لنتحدى حكومة تقوم بتنفيذ تعليمات الجيش».
ورفض المنظمون مشاركة نساء في التجمعات ما أثار انتقادات حادة على شبكات التواصل الاجتماعي. وتحدثت معلومات أيضا عن منع صحافيين من تغطية الحدث. وروت شفاء يوسفزاي في تغريدة على «تويتر» أنها بينما بدأت تتحدث أمام كاميرا «جاء رجل وبدأ يقول إن النساء لا يمكنهن المشاركة وإنهن لا يستطعن البقاء وعليهن الرحيل». وأضافت: «خلال دقيقة واحدة طوقنا حشد من الرجال وبدأوا يرددون شعارات ما اضطرنا لمغادرة المكان»، معبرة عن استيائها من نظرة الحشد إليها «ككائن قادم من الفضاء». وعلقت المدافعة عن حقوق الإنسان مارفي سرمد الخميس: «في الديمقراطية التي يكافح مولانا من أجلها لن يكون للنساء مكان».
متظاهرون في إسلام آباد يطالبون باستقالة الحكومة
المدارس مغلقة واختناقات في حركة السير مع نشر 17 ألفاً من قوات الأمن
متظاهرون في إسلام آباد يطالبون باستقالة الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة