دائماً ما تكون المشاركة في أول مباراة مع الفريق الأول بمثابة لحظة عاطفية لأي لاعب شاب، لكن مشاركة تومي دويل للمرة الأولى مع مانشستر سيتي كانت حدثاً استثنائياً. فبالنسبة إلى جمهور مانشستر سيتي، كانت مشاركة اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً أكثر من مجرد ظهور لاعب شاب في مباراة للفريق في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، وهي المباراة التي حقق فيها «السيتزنز» الفوز على ساوثهامبتون، مساء الثلاثاء الماضي، بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.
ويجب الإشارة إلى أن جدي دويل (غلين باردو والراحل مايك دويل) قد لعبا في نادي مانشستر سيتي، ليس هذا فحسب، لكنهما حققا مسيرة ناجحة مع النادي. ويأمل جمهور النادي أن يتمكن تومي من ربط هذا الماضي العريق بحاضر ومستقبل النادي. وهناك شعور لدى جمهور النادي بأن التاريخ سيعيد نفسه، من خلال تألق نجم آخر من عائلة دويل في مانشستر سيتي، وبأن يكون هذا اللاعب الشاب جزءاً من نسيج النادي، كما أن اللاعب نفسه لديه طموحات عريضة وآمال كبيرة.
وقال دويل، بعد نهاية مباراة مانشستر سيتي أمام ساوثهامبتون: «من الصعب للغاية إيجاد الكلمات المناسبة لوصف ما أشعر به. أنا هنا في النادي منذ وقت طويل، وكنت أحلم دائماً بمثل هذا اليوم، لكنني أشعر بأنني أحلم». ومن المؤكد أن كوكبة النجوم التي ضمها غوارديولا لصفوف مانشستر سيتي ستجعل الأمور صعبة للغاية على هذا اللاعب الشاب من أجل حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق الأول، لذلك فإن جمهور النادي دائماً ما يتعاطف مع اللاعبين الشباب الصاعدين من أكاديمية الناشئين بالنادي، مثل دويل وفيل فودن.
ويجب الإشارة إلى أن تومي هو نجل سكوت (ابن الراحل مايك دويل) وتشارلوت (ابنة باردو) اللذين التقيا كطفلين عندما كان والداهما يلعبان معاً في نادي مانشستر سيتي. وقد لعب دويل الأب، الذي توفي عام 2011 عن عمر يناهز 64 عاماً، 570 مباراة كمدافع في نادي مانشستر سيتي، وقاد الفريق للحصول على كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة عام 1976. كما شارك في 5 مباريات دولية مع المنتخب الإنجليزي. أما باردو، فيبلغ من العمر 71 عاماً، وقد لعب 380 مباراة مع مانشستر سيتي، وكان يلعب كمهاجم صريح، ثم غير مركزه لكي يلعب كظهير، وتعرض لكسر في ساقه في أثناء تدخله على جورج بيست عام 1970.
ويشبه كثيرون دويل الابن بنجم ليفربول السابق ستيفن جيرارد، فهو يجيد اللعب بكلتا قدميه، ويجيد القيام بالأدوار الهجومية والدفاعية على حد سواء، كما يقرأ المباريات بشكل رائع، ويتوقع تمريرات لاعبي الفرق المنافسة، وكان قائد فريق الشباب بكل من مانشستر سيتي والمنتخب الإنجليزي.
وقبل مباراة ساوثهامبتون، سعى دويل للحصول على نصيحة من باردو، ويقول عن ذلك: «لقد تحدثت إلى جدي غلين، الذي طالبني بأن ألعب بطريقتي المعتادة. لقد نزلت للملعب، وفعلت كل ما في وسعي، وآمل أن يكون مايك قد شاهد المباراة، وشعر بالفخر لرؤيتي وأنا ألعب. لقد فعلت ذلك من أجله أيضاً».
وخلال المباراة، كانت هناك لافتة في المدرجات تكريماً لمايك. ويقول دويل عن ذلك: «لقد رأيت هذه اللافتة من قبل، وهذا يجعلني أشعر بالفخر. بالنسبة لي، فإنه لشيء عظيم أن أكون امتداداً لإرث دويل في عصر مختلف. إنني دائما ما أعمل على أن أجعله فخوراً بي، لذلك سوف أعمل بقوة وبكل تواضع، وسأستمع لكي النصائح التي تقال لي، وسأنتظر لأرى إلى أي مدى يمكنني أن أذهب».
ويضيف: «اللاعبون الكبار طالبوني بأن ألعب بكل أريحية، وأن أستمتع بما أقوم به. وداخل الملعب، يقدم الجميع لي النصائح، وهو الأمر الذي يساعدني كثيراً. وعندما خرجت من النفق المؤدي إلى ملعب المباراة، نظرت إلى عائلتي الموجودة في المدرجات، وكنت مستعداً للعب».
ومع ذلك، لم يكن دويل يصدق نفسه وهو يصنع الفرص للنجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، الذي كان قبل وقت قصير يشاهده من المدرجات. ويقول دويل عن ذلك: «لا أصدق أنني أمرر الكرات لسيرجيو. إنه ينصحني دائماً داخل الملعب، وهو الأمر الذي يجعلني أشعر بسعادة غامرة. إنه دائماً ما يضحك ويمزح معنا، وهو ما يساعدني على الشعور بالهدوء، وبأنني في حال أفضل. اللعب معه أمر رائع».
وحتى فودين قدم لدويل نصائح لا تقدر بثمن. ويقول دويل عن ذلك: «لقد تحدثت مع فيل قبل يومين في التدريبات، وطلب مني أن ألعب بطريقتي المعتادة، وبشكل طبيعي. إنني بحاجة إلى مواصلة الاستماع إلى نصائحه». لكن باردو أخبر دويل بأنه قد شارك في أول مباراة له مع مانشستر سيتي في عمر أقل. يقول دويل: «لقد بعثت إليه برسالة قبل المباراة، وقلت له إنني لا أستطيع الانتظار.
وقد ذكرني بأنه كان في الخامسة عشرة من عمره عندما شارك مع الفريق الأول لأول مرة. لكنه أسطورة من أساطير هذا النادي، لذلك فإني محظوظ لحصولي على نصائح ربما لا تتاح لغيري من اللاعبين الشباب».
ويضيف: «لدى والدي مقاطع فيديو وأشياء أخرى من الفترة التي لعبها، لذا رأيت جدي مايك وهو يقوم ببعض الأشياء المذهلة. كما كان غلين استثنائياً! لديَّ قمصانهما في المنزل، وبعضها في غرفتي، وأحياناً أنظر إليها فقط لكي أتذكر».
حفيد أساطير مانشستر سيتي يسير على خطى أجداده
الجماهير تأمل أن يتمكن تومي دويل من ربط ماضي النادي العريق بحاضره ومستقبله
حفيد أساطير مانشستر سيتي يسير على خطى أجداده
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة