عمال «فولكسفاغن» يتصدون لخطة إقامة مصنع في تركيا بسبب غزوها سوريا

شعار شركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات (رويترز)
شعار شركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات (رويترز)
TT

عمال «فولكسفاغن» يتصدون لخطة إقامة مصنع في تركيا بسبب غزوها سوريا

شعار شركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات (رويترز)
شعار شركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات (رويترز)

تعهدت نقابة العمال القوية لمجموعة «فولكسفاغن» الألمانية لصناعة السيارات بالتصدي لخطة الشركة لبناء مصنع في تركيا بقيمة 1.3 مليار يورو (1.4 مليار دولار) حتى يتوقف الاجتياح التركي لشمالي سوريا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وقال رئيس مجلس الأعمال العالمي لـ«فولكسفاغن» عضو مجلس الإشراف بيرند أوسترلو، في تصريحات نشرتها جريدة خاصة بالنقابة، واطلعت عليها وكالة أنباء «بلومبرغ» الأميركية: «أريد أن أقول بشكل أكثر وضوحاً: يرفض ممثلو العمال الموافقة طالما أن تركيا تحاول تحقيق أهدافها السياسية بالحرب والقوة».
ومن المقرر أن ينتج المصنع، حال إقامته، 300 ألف سيارة سنوياً، وأن يمثل قاعدة لـ«فولكسفاغن» للتوسع في تركيا والشرق الأوسط. كما يمثل المشروع حجر زاوية لتركيا لجذب الاستثمارات الأجنبية بعد فترة من التراجع الاقتصادي عقب الركود.
وكانت «فولكسفاغن» قد أعلنت، منتصف الشهر الماضي، تأجيل قرار إنشاء مصنع لها بالقرب من مدينة أزمير التركية، وذلك في ضوء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا؛ القرار الذي قوبل بترحيب كبير من «منظمة العفو الدولية»، إلى جانب ممثلين عن الاقتصاد أيضاً.
ورغم قرار تجميد إنشاء مصنع جديد في تركيا، أعلنت المجموعة، في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أنها لا تبحث حالياً عن موقع بديل.
وقال مدير الإنتاج في الشركة، أندرياس توستمان: «لسنا حالياً بصدد وضع خطط بديلة لمقر المصنع الجديد... لا نزال في مرحلة مراقبة دقيقة».
وحاولت بلغاريا، العضو في الاتحاد الأوروبي، التي كانت ضمن القائمة القصيرة للدول المرشحة لاستضافة المصنع، العودة للمنافسة على الحصول على الموقع، عبر عرض محسن لظروف مقر المصنع.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».