يهود متطرفون ينفذون عمليات تخريب بقرية عكبرة الجليلية

فلسطيني من بلدة دير استيا بالضفة يعبر أمام غرافيتي بالعبرية لمستوطنين يهددون العرب في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
فلسطيني من بلدة دير استيا بالضفة يعبر أمام غرافيتي بالعبرية لمستوطنين يهددون العرب في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

يهود متطرفون ينفذون عمليات تخريب بقرية عكبرة الجليلية

فلسطيني من بلدة دير استيا بالضفة يعبر أمام غرافيتي بالعبرية لمستوطنين يهددون العرب في يونيو الماضي (أ.ف.ب)
فلسطيني من بلدة دير استيا بالضفة يعبر أمام غرافيتي بالعبرية لمستوطنين يهددون العرب في يونيو الماضي (أ.ف.ب)

أفاقت قرية عكبرة العربية في الجليل، المجاورة لمدينة صفد، فجر أمس الخميس، وقد وجدت شعارات سياسية عنصرية على جدران البيوت وعلى السيارات، تدعو إلى ترحيلهم من وطنهم وتمتدح المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية، وتم تمزيق إطارات ما لا يقل عن 99 سيارة.
وأعلنت الشرطة، قبيل ظهر أمس، أنها اعتقلت شابين يهوديين متطرفين (17 و28 عاماً) من مدينة صفد، بشبهة تنفيذ هذه الاعتداءات، وبحسب الشرطة، فمن المحتمل أن يعتقل آخرون. وقالت إن هناك صلة واضحة بين هذه الشعارات وما حدث في مستوطنة «يتسهار» المقامة على أراض جنوب نابلس. فقد تم رسم نجمة داود، وكتابة شعارات تماثل مع المستوطنين المتطرفين في يتسهار، وأخرى ضمنها: «فقط الأغيار يُطردون من البلاد»، في إشارة إلى طرد المستوطنين من يتسهار وتوجيه رسالة بأن من يجب أن يطرد هم العرب. وكذلك: «منطقة عسكرية معلقة»، في إشارة إلى إغلاق منطقة يتسهار في وجه المستوطنين الذين اعتدوا على جنود الجيش الإسرائيلي.
وقد تسبب هذا الاعتداء في تشويش الحياة في البلدة. وحسب المواطنة كاترين حاج: «هذه اعتداءات إرهابية أخافت كثيرين منا. فالتلاميذ رفضوا التوجه إلى مدارسهم، والعمال بغالبيتهم بقوا مع عائلاتهم حتى يوفروا لهم الأمان. فالناس هنا يشعرون بأن هذه المرة اكتفى العنصريون بكتابة شعارات، فمن يدري، ربما يشعلون غداً النار في بيوتنا ونحن نيام، كما فعلوا في دوما عندما أحرقوا عائلة فلسطينية بأكملها؟».
وكان محققو الشرطة الذين وصلوا إلى المكان، قد اكتشفوا منذ اللحظة الأولى بصمات المستوطنين من «يتسهار»؛ المستوطنة التي يحرص كثير من مستوطنيها على تنفيذ اعتداءات على بلدات في قضاء نابلس وتخريب كروم الزيتون فيها، والذين انتقلوا في الأشهر الأخيرة للاعتداء على جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين يحمونهم. وفي الأسبوع الماضي أصيب 00 شخص بجراح، غالبيتهم فلسطينيون.
يذكر أن عكبرة تعدّ اليوم ضمن أحياء مدينة صفد. وقد سبق أن تعرضت لاعتداءات عنصرية 3 مرات في الماضي، كان آخرها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إذ أغلق متطرفون يهود المفرق المؤدي إليها، واعتدوا على أهلها، ومنعوا الدخول والخروج منها لساعات عدة، بعد تنفيذ اعتداءات وأعمال تخريب عنصرية. ويختارها المستوطنون لهذه الاعتداءات لمجرد أنها بلدة عربية، وتقع في منطقة معزولة، بعيدة عن الضفة الغربية بنحو 200 كيلومتر.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.