المصارف تطالب بحماية أمنية مع فتح أبوابها اليوم

تعليمات بتحديد سقوف السحوبات والتحويلات

TT

المصارف تطالب بحماية أمنية مع فتح أبوابها اليوم

طالبت المصارف اللبنانية أمس بتوفير حماية أمنية لفروعها المنتشرة في بيروت والمناطق اللبنانية، لمواكبة افتتاحها اليوم بعد 14 يوماً من إغلاقها على خلفية الاحتجاجات في الشوارع، بموازاة إجراءات اتخذتها لضبط الوضع النقدي.
واجتمعت جمعية مصارف لبنان مع حاكم مصرف لبنان أمس، وطالبت السلطات اللبنانية بتوفير حماية أمنية لفروعها المقفلة منذ 14 يوماً، بالنظر إلى أن بعض الفروع تعرضت لضغوط أمس من قبل المحتجين حين فتحت أبوابها لإجراء أعمال داخلية استعدادا لافتتاحها أمام الزبائن في الموعد الذي كان محددا اليوم، ما ألزمها بالإقفال مرة أخرى. كما تعرضت فروع أخرى لتهديدات لثنيها عن فتح أبوابها اليوم أمام الزبائن، وعليه، جرى البحث في الاجتماع بتوفير حماية أمنية.
وناقش الاجتماع أمس التعليمات التي أصدرها مصرف لبنان. وشددت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط» على أن هذه التعليمات ليست تعميماً، إنما تندرج في إطار التدبير الداخلي. وتقضي التعليمات بمنع نقل الأموال الموجودة في المصارف إلى الخارج في الفترة القصيرة المقبلة، وتم وضع سقوف محددة للتحويلات إلى الخارج، رغم إدراج بعض الاستثناءات ومنها التحويلات للطلبة اللبنانيين في الخارج، ورفع سقوف الدفع في بطاقات الائتمان الإلكترونية في الخارج. وأوضحت مصادر مواكبة لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الهامش المعطى ضمن التعليمات لإجراء السحوبات هو استثنائي لفترة قصيرة، بغرض ضبط السحوبات ومنع سحب كميات كبيرة.
وأشارت المصادر إلى تعليمات أخرى بينها أنه إذا أراد أي مودع أن يسحب أمواله، فإن المصرف سوف يعطيه شيكاً مسحوباً على مصرف لبنان للتأكيد بأن الوضع المالي سليم، وأن هناك ثقة في الملاءة المالية في المصارف اللبنانية وفي مصرف لبنان. كما أنه إذا أراد أي مودع لأموال بالليرة اللبنانية واستحق تجديد تجميدها، فيستطيع تحويلها إلى العملة الصعبة أيضا، وهو ما يؤكد ملاءة في السوق المالية اللبنانية ويعزز الثقة بالوضع المالي.
في غضون ذلك، ارتفعت سندات لبنان الدولارية للمرة الأولى في عشر جلسات تداول مع نشر قوات الجيش والقوى الأمنية لإعادة فتح طرق أغلقها محتجون واستعداد البنوك لاستئناف العمليات واستقبال العملاء اليوم الجمعة.
وتعرضت السندات لضغوط بيع هائلة في الأيام القليلة الماضية بسبب الاحتجاجات المستمرة ضد الحكومة منذ أسبوعين والتي أدت إلى إغلاق البنوك وتأجيج مخاوف إزاء قدرة الحكومة على الوفاء بالتزامات الديون.
وأظهرت بيانات آي. إتش. إس ماركت تراجع عقود مبادلة مخاطر الائتمان اللبنانية، وهي مقياس لتكلفة تأمين الانكشاف على الدين السيادي للبلاد، لأجل خمس سنوات 81 نقطة أساس مقارنة بإغلاق الأربعاء إلى 1632 نقطة أساس.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.