هاريس... أيقونة بريستول روفرز الذهبية

اسمه دائماً محشور بين سيرجيو أغويرو وساديو ماني في قائمة أفضل الهدافين في الدوريات الإنجليزية

منذ انتقال هاريس إلى بريستول روفرز أصبح من أفضل المهاجمين في إنجلترا
منذ انتقال هاريس إلى بريستول روفرز أصبح من أفضل المهاجمين في إنجلترا
TT

هاريس... أيقونة بريستول روفرز الذهبية

منذ انتقال هاريس إلى بريستول روفرز أصبح من أفضل المهاجمين في إنجلترا
منذ انتقال هاريس إلى بريستول روفرز أصبح من أفضل المهاجمين في إنجلترا

نادراً ما يرد ذكر بريستول روفرز، أو أي ناد آخر بدوري الدرجة الأولى، في ذات الجملة المفيدة مع الدوري الممتاز أو دوري أبطال أوروبا. ومع هذا، نجد اسم جونسون كلارك هاريس محصوراً ما بين سيرجيو أغويرو وساديو ماني في قائمة أكبر الهدافين على مستوى الدوريات الإنجليزية.
في الحقيقة، يتمتع هاريس بصحبة جيدة في هذه القائمة. وتشير الأرقام إلى أن فقط أغويرو وتيمو بوكي وجيمس كولينز من نادي لوتون سجلوا أهدافا أكثر في بطولات الدوري الإنجليزية، عن هاريس (19 هدفا) خلال العام التقويمي الحالي. ومنذ انتقاله إلى بريستول روفرز في اليوم الأخير من موسم الانتقالات في يناير (كانون الثاني) قادماً من كوفنتري، حيث بدأ مسيرته الكروية عندما كان في الـ15 لم يسجل أي لاعب في الدوريات الأربعة الكبرى من بطولة الدوري على مستوى البلاد أهدافاً أكثر عنه.
منذ 10 أعوام، كان هاريس الذي نشأ في كنف والدته في منطقة كيربي فريث على أطراف ليستر، لاعب قلب دفاع قوي لعب لحساب بيمونت تاون. إلا أن كوفنتري، بعد ستة شهور من تجاهل هاريس، سارع إلى الاستعانة به كمدافع في فترة اختبار استمرت ستة أسابيع ودفع به في مركز متقدم. وعندئذ، تألق هاريس في ديربي لفريق أقل عن 17 عاماً. وبعد المباراة، كان مدرب أكاديمية كوفنتري حينذاك، غريغور ريوك، الذي يعمل في المنصب ذاته حالياً في ويغان، يوصله إلى محطة القطار عندما تلقى المهاجم اتصالاً هاتفياً من ليستر يستفسر عما إذا كان متاحاً للانتقال.
وقال ريوك: «كنت من المفترض أن أقود السيارة على طول الطريق إيه 50 لكن انتهى الحال بي في التحرك في الطريق المقابل». وأضاف: «توليت توصيل هاريس إلى منزله وفي الطريق اتصلت برئيس قسم الصفقات في النادي وقلت له: «قابلني في منزل جونسون، سنوقع العقود هناك». وقدت السيارة لمدة ساعة باتجاه الجنوب، والتقيت رئيس قسم الصفقات الجديدة في مطبخ منزله ووقعت معه جميع الأوراق المطلوبة، ثم انطلقت في رحلة لمدة ساعتين ونصف الساعة نحو منزلي».
كانت تلك رحلة حملت تحولاً كبيراً في مسيرة اللاعب البالغ حالياً 25 عاماً والذي يبدو أنه استقر به المقام أخيراً في النادي التاسع له عبر مسيرته التي شهدت كثيرا من الترحال والتنقل، وتضمنت فترتين في كوفنتري وفترات إعارة لدى إم كيه دونز ودونكاستر وساوثيند، حيث عمل هاريس للمرة الأولى تحت قيادة المدرب غراهام كوفلان، مدربه الحالي في بريستول روفرز.
كان كوفلان قد لمح هاريس أثناء مشاركته في مباراة لفريق الاحتياطي لدى بيتربورو في أعقاب استغناء كوفنتري عنه وكان في الـ18 وقال كوفلان: «لم يحقق إنجازاً فعلياً ـ ربما كان لا يزال الوقت مبكراً للغاية لذلك، أو ربما كان صغيراً للغاية ـ لكن الموهبة كانت واضحة». جدير بالذكر أن كوفلان جعل من هاريس أول صفقة له منذ تسعة شهور.
وقد أخفق هاريس، الذي يظل أصغر لاعب في تاريخ كوفنتري يواجه موركامبي وكان في الـ16 و21 يوماً، في إثبات مهارته الحقيقة داخل النادي، لكن مدربيه السابقين في فرق الناشئين لم يذكروا كلمة واحدة سيئة بحقه. وعن بدايته، قال ريوك: «تحدثت إليه وراوده شعور بأن الوقت لا يزال مبكراً للغاية، لأنه كان لا يزال في مرحلة الاعتياد على بيئة غرفة تغيير الملابس، فهو لم يمر بفترة تنشئة داخل أكاديمية أو فريق». وأضاف: «كانت لديه رؤية، لكنه يملك قلباً من ذهب، وهناك جزء حنون به ـ وهو لا يسعد بقولي هذا لأنه يرغب في أن يخشاه لاعبو قلب الدفاع ـ وقد نضج الآن وتحول إلى شاب رائع».
وقال ريتشارد ستيفينز، مدربه السابق في الأكاديمية: «كانت تجاربه حافلة على نحو جيد، وقد شارك في فرق وخرج من أخرى، وخاض الكثير من التحديات، لكنه خرج منها منتصراً». من جهته، شدد جيسون فراندون، المدرب السابق للفريق الأول لكوفنتري والذي عمل مع هاريس في الأكاديمية، على خطأ الحكم على كتاب ما من غلافه فقط، مضيفاً أن: «الوشم والأسنان المذهبة مجرد قناع. تلك هي أول الأشياء التي تقع عليها عيناك، لكنه فتى جيد. لقد انضم إلى الأكاديمية وعالم كرة القدم الاحترافية في عمر الـ16، وهي سن تعتبر في عصرنا الحالي متأخرة للغاية».
اليوم، يستمتع هاريس بمكانته باعتباره أيقونة بريستول روفرز، لكن بدايته مع دوري الدرجة الأولى جاءت في أولدام تحت قيادة مدرب بريستول سيتي الحالي، لي جونسون، الذي ضم المهاجم الشاب مقابل نحو 4 آلاف جنيه إسترليني قبل انتقاله مقابل 350 ألف جنيه إسترليني إلى دوري الدرجة الأولى مع روزرهام بعد موسم واحد. ويعتبر هاريس الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من المهاجمين الذين تألقوا في كنف يريستول، تضم ماتي تايلور وبيلي بودين وإليس هاريسون وريكي لامبرت.
من جهته، يعتقد كوفلان أن الثقة المتبادلة هي التي مكنت المهاجم من التألق. وقال: «أرى أن اللاعبين يتحركون كثيراً في الأرجاء ويتساقطون ويتبدلون بسرعة، لكن جونو وجد لنفسه بيتاً هنا ووجد حوله أشخاصا يعملون بجد لخدمة مصالحه. أعتقد أنه يمر بحالة ذهنية رائعة في هذا المكان، وكذلك بدنية ومهنية. وآمل أن يستقر هنا ويستمتع بمشاركته مع الفريق، خاصة أنه من جانبه يرغب في البقاء معي ومع بريستول روفرز طويلاً».


مقالات ذات صلة

بوستيكوغلو مدرب توتنهام: أنا محبط ومستاء!

رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (رويترز)

بوستيكوغلو مدرب توتنهام: أنا محبط ومستاء!

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن انهيار فريقه والخسارة 3-2 أمام برايتون أسوأ ما يكون.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية الإسباني أوناي إيمري المدير الفني لفريق أستون فيلا (رويترز)

إيمري مدرب أستون فيلا: ننتظر فترة التوقف الدولي من أجل الراحة

أثنى الإسباني أوناي إيمري، المدير الفني لفريق أستون فيلا، بأداء لاعبيه خلال تعادل الفريق من دون أهداف مع ضيفه مانشستر يونايتد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المصري عمر مرموش سجّل هدفين وصنع الثالث أمام بايرن (إ.ب.أ)

مرموش بعد تألقه أمام بايرن: قدّمنا أداءً رائعاً

كشف عمر مرموش، مهاجم آينتراخت فرانكفورت، السر وراء تعادل فريقه أمام بايرن ميونيخ بنتيجة 3 - 3 في الدوري الألماني.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
رياضة عالمية فينسن كومباني مدرب بايرن ميونيخ (إ.ب.أ)

كومباني: سعيد بأداء بايرن رغم التعادل

تلقى بايرن ميونيخ هدفاً متأخراً ليتعادل 3 - 3 مع مضيفه أينتراخت فرانكفورت الأحد.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
رياضة عالمية هانز فليك مدرب برشلونة (أ.ف.ب)

مدرب برشلونة يرفض عقد مقارنة مع فريقه السابق بايرن

بدأ برشلونة، بقيادة المدرب هانز فليك، الموسم بقوة ويحتل صدارة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم بعد فوزه 3-0 على ألافيس.

«الشرق الأوسط» (فيتوريا)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».