صفاء سلطان: أتمنى تجسيد «شادية» بعد ليلى مراد

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن ظروف تصوير «درب السماء» كانت صعبة جداً

صفاء سلطان: أتمنى تجسيد «شادية» بعد ليلى مراد
TT

صفاء سلطان: أتمنى تجسيد «شادية» بعد ليلى مراد

صفاء سلطان: أتمنى تجسيد «شادية» بعد ليلى مراد

عاشت الممثلة الأردنية صفاء سلطان حياتها بين الأردن وسوريا، وقدمت أعمالاً ناجحة في الدراما السورية منذ إطلالتها الأولى في مسلسل «المرايا» عام 2003 وقامت ببطولة عشرات المسلسلات على غرار «أهل الغرام، بنات العائلة، حاجز الصمت»، ولعبت بطولة مسلسل «أنا قلبي دليلي» الذي جسدت من خلاله شخصية الفنانة المصرية الراحلة ليلى مراد.
وفي حوارها مع «الشرق الأوسط» قالت سلطان إنها تتمنى تجسيد حياة الفنانة المصرية الراحلة شادية، خلال الفترة المقبلة، وكشفت عن تفاصيل وكواليس فيلم «درب السماء»، وأكدت أنها تتريث في اختيار الأدوار المعرضة عليها في الدراما المصرية لتجنب تكرار نفسها... وإلى نص الحوار:
> في البداية، ما هي كواليس اختيارك بطولة فيلم «درب السماء»؟
- بعدما تعرفت على المخرج جود سعيد، خلال تنفيذ أحد المسلسلات التلفزيونية، رشحني للمشاركة في بطولة فيلم «درب السماء» أمام الممثل أيمن زيدان، القامة الفنية الكبيرة والممثل العملاق. قرأت السيناريو وأعجبت به وبشخصية (مريم) التي أديتها فهي شخصية قوية ومركبة، يبدو شكلها ناعما لكنها قوية وكما نقول في سوريا هي «أخت الرجال»، كل هذه العوامل كانت مشجعة لخوض تجربة السينما التي كنت أتطلع إليها، فهذه هي أول تجربة سينمائية لي.
> وكيف تقيمين انطباعات الجمهور بعد عرض فيلم «درب السماء»؟
- الفيلم لم يعرض في سوريا بعد، لكنه عرض لأول مرة في مهرجان الإسكندرية السينمائي أخيراً وهذا أسعدني جداً، لأن العرض شهد حضور مجموعة كبيرة من السينمائيين والنقاد المصريين والعرب، وكانت ردود الفعل إيجابية جدا.
كنت أتوقع نجاح الفيلم بعد الجهد الكبير الذي بذل فيه فقد كنا نصور في الشتاء وفي أماكن مرتفعة جدا وشديدة البرودة، وموقع التصوير الرئيسي كان شديد القسوة وصعباً، فقد كنا نتسلق الجبال للوصول إليه، والأماكن الأخرى التي صورنا فيها كانت خطيرة للغاية، لكننا كفريق عمل نؤمن بأننا نؤرخ من خلال الفيلم لهذه الفترة في سوريا، وهذا ما هوّن علينا الصعوبات، فالسينما ذاكرة مهمة للأجيال المختلفة، نحن نعمل للزمن والتاريخ ومن أجل أولادنا وأحفادنا ليعرفوا كيف أثرت الأزمة السورية على كل شيء وما سببته من أزمات نفسية وعائلية وخسائر فادحة في حياة الناس.
> فاز الفيلم بجائزة السيناريو وجائزة أفضل ممثل بالمهرجان، هل تمنيت حصولك على جائزة؟
- لم أكن أفكر في الجوائز، ولم يشغلني هذا الأمر، فقد شعرت أنني في تجربة صعبة وممتعة وأعتقد أنه من الصعب أن أفكر في جوائز من خلال أول فيلم سينمائي لي، وأعتقد أنني حصلت على جائزة بحب الذين شاهدوه وأثنوا عليه وقد كنت أراقب دموع الناس وهم يشاهدون الفيلم، بجانب ردود فعل بعض أعضاء لجنة التحكيم الذين منحوا أكثر من جائزة للفيلم، لذلك أعتبر الجوائز التي حصدها الفيلم بمثابة جائزة لي.
> وهل شاهدت فيلم ريما قندلفت «اعتراف» الذي حصلت به على جائزة أفضل ممثلة في مسابقة الأفلام العربية؟
- بالطبع حرصت على مشاهدة فيلم «اعتراف» وكل من بالفيلم كانوا رائعين والمخرج باسل الخطيب يستحق كل تقدير واحترام، بعد تقديمه صورة جميلة وأداء رائع لكل الممثلين بالفيلم حتى أنني نسيت للحظات أنهم زملائي، لذلك يستحقون الشكر والجوائز.
> أعمالك التلفزيونية أكثر من السينمائية... لماذا؟
- ما زلت عنصرا جديدا في عالم السينما، والإنتاج التلفزيوني في سوريا يفوق الإنتاج السينمائي، ويشغل الحيز الأكبر في اهتمامات المشاهدين، كما أن دور العرض محدودة، وأتمنى زيادة دور العرض، لأن السينما تاريخ، كما أتمنى أيضاً المشاركة في الأفلام المصرية خلال الفترة المقبلة.
> قدمتِ بطولة مسلسل «أنا قلبي دليلي»... لماذا لم تكملي مشوارك في مصر على غرار ممثلين عرب آخرين؟
- «قلبي دليلي» ليس العمل الوحيد لي في مصر، فقد شاركت أيضا عام 2014 في بطولة مسلسل «دكتور أمراض نساء» أمام الفنان مصطفى شعبان، لكن الفكرة أنه لا تعرض علي أعمال مناسبة تجذبني، فمعظمها أدوار سبق أن قدمتها من قبل في سوريا ولا أحب تكرار أدواري، وأنا لا أسعى للوجود بكثرة بقدر رغبتي في تقديم عمل مميز وناجح، فالجمهور ذكي جدا ولديه عين ناقدة، لذا أكون حذرة جدا في اختياراتي.
> أثار اختيارك لأداء شخصية ليلى مراد جدلاً كبيراً في مصر حينها... كيف استقبلت اعتراض البعض على إسناد البطولة إليك؟
- بعد عرض المسلسل لأول مرة قوبل العمل بانتقادات شديدة جداً، وكان الاعتراض على أنني أشبه الفنانة شادية وليس ليلى مراد، وهذا ليس ذنبي لأن مهمتي هي تقديم روح الفنانة، مع أن الشبه مهم جداً في أعمال السيرة الذاتية بالطبع، وقد حاولنا قدر المستطاع أن نقترب من ملامحها، وعندما تم اختياري أجريت اختبار الماكياج وتم مطابقته مع صورة الفنانة الكبيرة على الكومبيوتر فكانت نسبة التطابق 80 في المائة، لكن في مراحل حياة ليلى مراد الأخيرة بدا شكلي يشبه شادية أكثر، وأغلب الفنانين المصريين رشحوني لتجسيد حياة الفنانة شادية لأني أشبهها كثيراً.
فأنا أغني وأمثل أيضا، وأتمنى تجسيد شخصيتها على الشاشة، لكن حتى الذين انتقدوا العمل عادوا وقالوا لقد تسرعنا في الحكم، والجمهور العادي أحب المسلسل، والآن وبعد 10 سنوات من إنتاجه لم يتوقف عرضه على الشاشات العربية المتنوعة، وهذا يعد نجاحا في حد ذاته.
في العام الماضي فوجئت باتصال من الفنان الراحل طلعت زكريا أبلغني فيه أنه يشاهد المسلسل، وأشاد بأدائي وقال إن الشخصية لم تفلت مني وهو ما أسعدني كثيرا، وأنا احترم النقد البناء واستفيد منه وشرف كبير أن يرتبط اسمي بهذه الفنانة العملاقة.
> وما معيار اختيار أدوارك؟
- لا يوجد دور قدمته إلا وأحببته، فأنا أختار أعمالي باهتمام شديد وحب فقد قطعت مسافة في مشواري ولست في مرحلة (الانتشار)، والحمد لله كل الأعمال الفنية التي تعرض علي ليست سهلة بل كلها أدوار مركبة، أعمل كثيرا على تفاصيلها وهذا معروف عني حتى في تمثيل الأدوار الكوميدية والرومانسية.
> وكيف عشت تفاصيل الحرب في سوريا؟
- في بداية الأزمة السورية «وأنا أسميها أزمة وليست حربا» ظللت مقيمة في سوريا رغم صعوبة كل شيء وبعد تطور الأوضاع خشيت على ابنتي الوحيدة إيميلي وعلى عائلتي واضطررت للخروج من سوريا وبقيت بالأردن خمس سنوات تقريبا، وبمجرد أن هدأت الأوضاع في سوريا عدت مرة أخرى وأقمت بها وشاركت في ثلاثة مسلسلات وأنا سعيدة من قلبي أن سوريا تسير في اتجاه السلام والأمان.
> وما هي آخر أعمالك الفنية؟
- انتهيت أخيراً من تصوير مسلسل «رياح السموم» من إخراج بشير الهواري، وهو أول تجربة بدوية لي أقدم من خلالها شخصية مختلفة وأتوقع أن يحقق ردودا إيجابية عند عرضه في شهر رمضان المقبل، وأصور حاليا اسكتشات كوميدية مع الفنان باسم ياخور في حلقات بعنوان «ببساطة» إخراج تامر إسحاق، أجسد فيه شخصيات عدة.


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».