أفلام - مهرجانات - جوائز

زاوية أسبوعية جديدة تتناول الأفلام المتنافسة خلال موسم الجوائز الحالي الذي سيمتد معنا حتى موعد الأوسكار في أواخر الشهر الثاني من العام المقبل.

(جيد)
الابن | The Son
بعد افتتاحه مهرجان ساراييفو، ونسبة لإعجاب نقدي مبرر، يحتل مكانه في قائمة الأفلام التي أقدمت دول وهيئات غير أميركية بترشيحها لدخول أوسكار «أفضل فيلم عالمي» (أفضل فيلم أجنبي سابقاً).
يدور حول شاب اكتشف مؤخراً أن والديه اللذين يعيش هو في كنفهما ليسا بوالديه الشرعيين. وأن أمّه ما زالت حية ولو أنها الآن مختفية عن الأنظار. الفضول والرغبة في معرفة الحقيقة يدفعان بطل الفيلم أرمان (دينو باروفيتش) للبحث عن أمه الحقيقة متحدياً ما يمكن أن يواجهه من صعاب أو من لحظات تكشف عن حقائق متوارية.
ينضوي فيلم المخرج البوسني أنيس تانوفيتش على الفوارق السياسية والاجتماعية التي ازدهرت بعد الحرب الأهلية. يعرض الفيلم ذكريات وأحداثا تتدخل في حياة جيل لم يعش تلك الحرب لكن عليه أن يعيش تبعاتها. يحسن المخرج إنجاز عمله لولا اعتماده التفصيلي على حوار يشرح ما تقدم أو ما سيلي.

(ممتاز)
ورد مسموم | Poisonous Roses
بدوره يتيح الفيلم المصري المرشح للأوسكار ذاته (ولو على النحو غير الرسمي كشأن باقي الأفلام المنافسة حتى الآن) «ورد مسموم» للحديث عن العائلة إنما من منحى مختلف تماماً. هو عن حياة مكبّلة خالية من الطموحات والأمل وحاضرة بأزماتها الناتجة عن واقع لا خلاص منه. نتعرف على الفتاة الشابة تحية (مريهان مجدي) التي تعيش مع أمها (صفاء الطوخي) وشقيقها صقر (إبراهيم النجاري) في بيت صغير يقع في أحد أفقر أحياء ضواحي القاهرة. تعمل منظفة حمامات وشقيقها يعمل في مصبغة نسيج. ذات يوم تفاجأ بأن شقيقها يخطط للسفر بقارب محمّل بالمهاجرين غير الشرعيين. دورها الآن إحباط قراره بأي وسيلة كانت.
أسلوب المخرج أحمد فوزي صالح تسجيلي راصد. يدير ممثليه القلائل في حكاية بسيطة برتابة مقصودة بذاتها. لا مواقف عاطفية تعلو عن الواقع المعاش أو دراما تطيح بالمعالجة الهادئة التي اختارها المخرج لعمله هذا. التمثيل يبقى أقرب إلى تسجيل الدلالات ولا يعلو عن ذلك في النبرة أو في التعبير. هو عن الحياة تحت مستوى التهميش يوثق شريحة من الحياة الأدنى.

(جيد)
عمر ونحن | Omar and Us
تقص المخرجة مارينا غورباش في هذا الفيلم الذي عرضه مؤخراً مهرجان وارسو، حكاية شاب وفتاة من اللاجئين السوريين وجدا نفسيهما محتجزين لدى رجل تركي خشن الطباع ومرهوب الجانب. يحاولان الفرار لكنه يقبض عليهما ويسجنهما في غرفة صغيرة خشية أن يكتشفهما البوليس ويجد نفسه متهماً بإيوائهما.
تطرح المخرجة، في رابع فيلم لها، موضوعاً مهمّاً. تدير أحداثه على نحو يستحوذ على الاهتمام من بدايته لكن ما لا تنجح فيه هو إدارة ممثليها وتقديم المبررات المقنعة لأفعالهم. هذا إلى جانب أن عمر (الشاب السوري تاج يعقوب) يبرز في العنوان أكثر مما يتمتع بحجم فعلي داخل الفيلم.