الأردن إلى التصعيد مع إسرائيل في ذكرى توقيع معاهدة السلام

استدعاء السفير إلى عمان واعتقال مواطن إسرائيلي هارب

TT

الأردن إلى التصعيد مع إسرائيل في ذكرى توقيع معاهدة السلام

يذهب الأردن إلى مربع التصعيد الدبلوماسي مع إسرائيل، عشية الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع معاهدة السلام بين الجانبين، في الوقت الذي تتشدد عمان في موقفها من قضية اعتقال مواطنين أردنيين في السجون الإسرائيلية، باستدعاء سفيرها في تل أبيب «للتشاور».
ولا تبدي عمان اكتراثاً بالتصعيد الدبلوماسي بعد عزمها التحضير لاحتفال سياسي في العاشر من الشهر المقبل، بحسب مصادر أبلغت «الشرق الأوسط»، وهو موعد إلغاء ملحقي أراضي الباقورة والغمر من قانون معاهدة السلام، الذي ينهي عقوداً إيجارية وإقامة مستثمرين إسرائيليين على أراضٍ أردنية.
ووصل أمس الأربعاء، السفير الأردني في تل أبيب، بعد استدعائه للتشاور «احتجاجاً على استمرار إسرائيل اعتقالها اللاقانوني واللاإنساني للمواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي»، وفق بيان صحافي أصدرته في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إنه «في ضوء عدم استجابة إسرائيل لمطالبنا المستمرة منذ أشهر، بإطلاق المواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، واستمرار اعتقالهما اللاقانوني واللإنساني، استدعينا السفير الأردني في تل أبيب للتشاور كخطوة أولى». وأضاف أن الأردن يحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنيه، «وسيستمر في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين».
وأكد البيان بذل وزارة الخارجية جهوداً مستمرة، واتصالات مكثفة عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية المعتمدة، لمطالبة إسرائيل إطلاق المواطنين الأردنيين اللذين تدهورت حالتهما الصحية منذ توقيفهما إدارياً، في خرق للقوانين الدولية، وحذرتها بوضوح وحزم من تداعيات استمرار اعتقال المواطنين الأردنيين.
وفي تطور آخر على صعيد الأزمة الدبلوماسية بين عمان وتل أبيب، أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أن السلطات المعنية ألقت مساء الثلاثاء، القبض على مواطن إسرائيلي تسلل بطريقة غير شرعية إلى أراضي المملكة عبر الحدود في المنطقة الشمالية. لتضيف الوزارة في إعلانها أن السلطات المعنية تتحفظ على المتسلل وتجري التحقيقات اللازمة معه تمهيداً لإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقّه.
أمام ذلك، واصلت حملات شعبية يقودها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبتها الحكومة الأردنية بالضغط للإفراج عن المعتقلين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي.
ولدى انتشار نبأ اعتقال متسلل إسرائيلي عبر الحدود، واصلت المطالبات الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي باستبدال المتسلل الإسرائيلي بهبة وعبد الرحمن، ومطالبتهم المعاملة بالمثل مع المحتجز الإسرائيلي.
وتستبق الخارجية الأردنية بخطواتها الدبلوماسية تجاه إسرائيل موعد الدورة البرلمانية العادية في العاشر من الشهر المقبل؛ حيث ترتفع الأصوات النيابية عادة بالمطالبة بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وإلغاء قانون معاهدة السلام، وهو ما استبقته الحكومة باتخاذ إجراء استدعاء سفيرها للتشاور.
وفي سياق التصعيد الدبلوماسي بين الجانبين، وبالتزامن مع انعقاد الدورة البرلمانية العادية لمجلس الأمة، تستعد فعاليات شعبية للاحتفال باستعادة أراضي الباقورة والغمر، بعد قرار العاهل الأردني العام الماضي إلغاء ملحقي المنطقتين من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية. ونفت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين صحة ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية بخصوص موافقة المملكة على تجديد أو تمديد استعمال منطقتي الباقورة والغمر.
ونصّت اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل، التي جرى توقيعها عام 1994 في منطقة وادي عربة الحدودية، بمباركة الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون ومشاركته، على موافقة الأردن على تأجير إسرائيل المنطقتين لمدة 25 عاماً. وتنص المعاهدة على تجديدها تلقائياً، في حال لم تطلب الحكومة الأردنية استعادتها قبل عام من انتهاء المدة.
وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي وأمام استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الحرم القدسي، وفي مواجهة أصوات نيابية تطالب بإلغاء قانون المعاهدة، أعلن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي «إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام». وكتب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عبر صفحته على «تويتر» حينها: «لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام، انطلاقاً من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين».
والباقورة منطقة حدودية أردنية تقع شرق نهر الأردن في محافظة إربد (شمال)، وتقدّر مساحتها الإجمالية بنحو 6 آلاف دونم. أما الغمر فهي منطقة حدودية أردنية تقع ضمن محافظة العقبة (جنوب)، وتبلغ مساحتها نحو 4 كيلومترات مربعة.
من جهتها، قالت الخارجية الإسرائيلية إن عبور الإسرائيلي للحدود هو «حدث جنائي أساساً، وغير استثنائي، ويمكن حله خلال أيام بواسطة القنوات الدبلوماسية والأمنية». ولكن الأردنيين رفضوا إطلاق سراحه وألمحوا بأن اعتقاله جاء ورقة ضغط على إسرائيل لإطلاق سراح اللبدي ومرعي.
والمواطن الإسرائيلي المذكور هو مهاجر من الاتحاد السوفياتي السابق، وهرب من إسرائيل لأنه مطلوب للتحقيق. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن السلطات الأردنية أبلغته بأمر اعتقال المواطن الإسرائيلي، الذي تم تحويله للتحقيق.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.