الرئيس اللبناني يطلب من حكومة الحريري تصريف الأعمال

فتح الطرق في ظل استمرار الأزمة

رجال الشرطة يعملون على فتح  طريق رئيسي في بيروت (أ.ب)
رجال الشرطة يعملون على فتح طريق رئيسي في بيروت (أ.ب)
TT

الرئيس اللبناني يطلب من حكومة الحريري تصريف الأعمال

رجال الشرطة يعملون على فتح  طريق رئيسي في بيروت (أ.ب)
رجال الشرطة يعملون على فتح طريق رئيسي في بيروت (أ.ب)

طلب الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الأربعاء) من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة، وذلك عقب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري أمس (الثلاثاء).
وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الآتي: «عطفا على أحكام البند (1) من المادة (69) من الدستور المتعلقة بالحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة، لا سيما أحكام الفقرة (أ) من البند المذكور، وبعد استقالة رئيسها السيد سعد الدين الحريري، أعرب رئيس الجمهورية عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء، وطلب فخامته من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة»، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وأطاحت استقالة الحريري بحكومته الائتلافية. وهو قال إنه وصل إلى «طريق مسدود» في محاولة حل أزمة أثارتها احتجاجات مستمرة منذ 13 يوما رفضا للنخبة الحاكمة في البلاد.
وفُتحت الطرق في معظم المناطق اللبنانية صباح اليوم بعد أن أغلقها المتظاهرون على مدى أسبوعين، غداة إعلان الحريري استقالته، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وعلى الرغم من عودة الوضع في البلاد تدريجياً إلى طبيعته، شدّد بعض المحتجّين على أن الاستقالة لا تكفي ليخرجوا من الشارع، وذلك في ظلّ غموض يحيط بالمرحلة المقبلة سياسيا.
وكانت قيادة الجيش قد دعت اليوم إلى «فتح ما تبقى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها»، وفتح بعض المحتجين الطرق بأنفسهم، كما في مدينة جبيل على مسافة نحو 40 كيلومتراً إلى شمال العاصمة، أزال المعتصمون سواتر ترابية كانوا وضعوها وسط الطريق على مدى أيام.
لكن في منطقة جل الديب شمال بيروت، عمد الجيش على فتح مسلكي الطريق السريع عبر إزالة الخيم والأغراض التابعة للمحتجّين، وفق ما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.
ومعظم الطرق التي قطعت هي طرق رئيسية تربط مناطق في شمال لبنان وجنوبه بالعاصمة. ولجأ المعتصمون إلى هذه الطريقة في الاحتجاج لزيادة مستوى الضغط على السلطة للاستجابة إلى مطالبهم، لكنها أثارت استياء بعض المواطنين.
وعلى جسر الرينغ الذي يصل غرب بيروت بشرقها، رفضت مجموعة من المتظاهرين فتح الطريق رغم مفاوضات مع قوى الأمن التي طوّقتهم بشريط أصفر وأبعدت وسائل الإعلام عنهم، وفق ما أفاد مصوّر من وكالة الصحافة الفرنسية. لكن مجموعة أخرى من المعتصمين نجحت في إقناعهم وفُتحت الطريق أخيراً.
وفي ساحة الشهداء، تجمع العشرات صباح اليوم حيث كان عددهم أقل من الأيام الماضية، كما أن الساحة تغيرت معالمها وتراجع عدد الخيم فيها.
وأمس، هاجم معارضون للحراك من أنصار «حزب الله» و«حركة أمل» مركزين للمحتجين في ساحتي رياض الصلح والشهداء قرب مقر رئاسة الحكومة واعتدوا بالضرب على من كانوا موجودين في المكان وأحرقوا خيما ومزّقوا لافتات قبيل كلمة الحريري. لكن صباح اليوم، وضع المتظاهرون حطام الخيم التي تم تكسيرها بالأمس تحت مجسّم يرمز إلى الثورة شُيّد في الساحة. وراحت شابات ينظّفن الساحة، فيما أعاد المحتجون تركيب خيم جديدة وجلسوا فيها.
وفي طرابلس شمالاً، احتفل المتظاهرون في ساحة النور كما في ضواحي هذه المدينة الواقعة في شمال لبنان، باستقالة الحريري معتبرين أنها انتصار كبير سجلته ثورتهم.
وفيما قد تختلف المطالب بين منطقة وأخرى وأحياناً بين شخص وآخر، فإن معظم المتظاهرين يرون أن المرحلة المقبلة يجب أن تتضمن أولاً تشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وإقرار قوانين استعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد.
ومطلع الأسبوع الماضي، أعلن الحريري ورقة إصلاحات اقتصادية في محاولة لامتصاص غضب الشارع. كما دعا رئيس الجمهورية ميشال عون في كلمة له إلى إعادة النظر في الواقع الحكومي.
لكنّ المتظاهرين اعتبروا أن ورقة الإصلاحات جاءت متأخرة ولا تلبي طموحاتهم وواصلوا قطع الطرق والمطالبة برحيل كل مكونات الطبقة السياسية.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.