هاجم مناصرو حركة «أمل» و«حزب الله» المعتصمين في ساحات الاعتصام في وسط بيروت، واعتدوا على المتظاهرين؛ ما أدى إلى وقوع جريحين، قبل أن تتدخل القوى الأمنية والجيش اللبناني الذين عملوا على طرد المهاجمين وملاحقتهم وتوفير حماية للمعتصمين.
ويعد هذا الخرق الأمني، الثاني من نوعه خلال 4 أيام، بعد الهجوم الذي نفذه مناصرون لـ«حزب الله» على المعتصمين في ساحتي الشهداء ورياض الصلح يوم الجمعة الماضي، وانسحبوا على أثره من الساحتين إثر دعوة الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله لمناصريه بالخروج من ساحات الاعتصام.
وتدهور الوضع الأمني فجأة على خلفية رفض الثنائي الشيعي خطوة إقفال الطرقات التي يتبعها المتظاهرون للضغط على الحكومة للاستقالة. وبعد ثلاثة أيام على الاعتصام عند جسر الرينغ في وسط بيروت، حضر العشرات من مناصري «أمل» إلى المنطقة وبدأوا بالاعتداء على المعتصمين قبل أن تتصدى لهم القوى الأمنية، وينفذ الجيش اللبناني انتشاراً على الأوتوستراد المحاذي لساحة الشهداء كي لا يعودوا.
وقال شهود عيان، إن رجالاً يرتدون قمصاناً سوداء هاجموا محتجين في وسط بيروت ودمروا خيامهم، في حين جرى البعض وهم يصرخون طلباً للنجدة من قوات الأمن. وردد المهاجمون هتافات داعمة للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وحاول بعض مناصري الثنائي الشيعي فتح الطريق بالقوة؛ ما أدى إلى تدافع بين الطرفين. وحصل تضارب بالحجارة والعصي، أسفر عن إصابة ستة أشخاص، عمل الصليب الأحمر على إسعافهم. وحضرت عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي إلى المكان.
وجاء التصعيد الأمني في ظل تصعيد تمثل بقطع الطرقات، في ظل حماية الجيش والقوى الأمنية للمتظاهرين وحماية حقهم بالتعبير بالوسائل السلمية. وقالت مصادر مطلعة، إن الهجوم على جسر الرينغ تزامن مع هجومين آخرين، أحدهما قرب مصرف لبنان في منطقة الحمراء، والآخر في منطقة خلدة.
وكانت اشتباكات بالأيدي وقعت في وقت سابق بين المحتجين المعارضين للنخبة السياسية اللبنانية وبين مناهضين للاحتجاجات من الموالين لـ«حزب الله» وحركة «أمل» الشيعيتين.
وتوجه المهاجمون بعد ذلك إلى ساحة الشهداء، حيث هاجموا المعتصمين وأحرقوا الخيام؛ ما دفع قوى الأمن والجيش اللبناني إلى الدفع بتعزيزات إلى الساحة، حيث جرت ملاحقة المهاجمين وطردهم من الشارع. وأظهرت اللقطات التلفزيونية، أمس، اشتعال حرائق في خيام المحتجين بالمنطقة. وأكد المحتجون أنهم لن يتركوا أماكنهم.
وبعد دقائق قليلة من عودة الهدوء، عاد المعتصمون إلى ساحات الاعتصام في وسط بيروت، واحتفلوا بإعلان الحريري استقالته.
وعبّر بعض المواطنين الرافضين لقطع الطرق عن «احتجاجهم وامتعاضهم من عدم قدرتهم للوصول إلى أعمالهم ومنعهم من تأمين لقمة عيشهم وعائلاتهم» بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء. من جهة ثانية، دعا المتظاهرون المواطنين إلى «الانضمام إليهم لتشكيل ضغط أكبر على السلطة والاستجابة إلى مطالبهم وبالتالي فتح الطرق».
ويواصل المحتجون إغلاق الكثير من الطرق الرئيسية اليوم، ما يتسبب في استمرار حالة الشلل التي تشهدها البلاد منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) (تشرين أول) الجاري.
وضمن سياق التصعيد، تجمع عدد من المتظاهرين أمام منزل وزير الاتصالات محمد شقير في شارع بلس. وأشار المعتصمون إلى أن «التحرك سيشمل كل منازل الوزراء والمسؤولين في خطوة تصعيدية». وأطلقوا ضمن الوقفة، الهتافات المختلفة وحملوا اللافتات، وسط مؤازرة أمنية واسعة.
مناصرو «أمل» و«حزب الله» يهاجمون المعتصمين... والجيش يتدخل
اعتدوا على المحتجين وأحرقوا الخيام في ساحات الاعتصام في بيروت
مناصرو «أمل» و«حزب الله» يهاجمون المعتصمين... والجيش يتدخل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة