خبراء أميركيون: بن لادن كان أخطر من البغدادي

TT

خبراء أميركيون: بن لادن كان أخطر من البغدادي

في أعقاب قتل أبو بكر البغدادي، قارن خبراء أميركيون بين قتله وقتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم «القاعدة». وبينما قال أكثرهم، إن بن لادن كان الأخطر لأنه «وصل إلى الأراضي الأميركية»، قال آخرون، إن دولة البغدادي «كانت الأفظع عبر التاريخ».
وقال جيمس كلابر، المدير السابق للاستخبارات الوطنية (التي تجمع 17 وكالة استخبارات عسكرية ومدنية)، لقناة «سي إن إن» أول من أمس، إنه يتردد في خوض النقاش حول من هو الإرهابي الأسوأ الذي استهدفته الولايات المتحدة. لكنه قال إن بن لادن، «كان له تأثير أكبر كثيراً»، لأن تنظيم «داعش» لم يكن مسؤولاً عن قتل آلاف الأشخاص على الأراضي الأميركية.
وأعرب كلابر عن ثقته بأن «استهداف بن لادن كان له الأثر الأكبر، خاصة لأهميته الدولية، ولكثرة التابعين له، والذين يؤيدونه. لكن، صارت (داعش) في وضع ضعيف في الوقت الحاضر. رغم أن التنظيم الإرهابي لم يدمر كلياً، وتظل قوتها أقل كثيراً مما كانت عليه عند تأسيسها».
وقال كلابر، إن «الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كانت لديه معلومات استخباراتية مؤكدة، أقل من المعلومات التي كانت متوافرة عند الرئيس ترمب قبيل عملية قتل البغدادي. لهذا؛ قرار المداهمة بالنسبة لترمب كان أسهل كثيراً من قرار أوباما حول قتل بن لادن». وقال كلابر: «يعود الفضل إلى حلفاء أميركا العراقيين، ولا سيما الأكراد الذين وفروا معلومات للاستخبارات الأميركية عن مكان وجود البغدادي». في الجانب الآخر «في حالة بن لادن، لم تكن لدى الولايات المتحدة معلومات دقيقة حول مكان وجوده، وبالتالي فإن قرار أوباما بالمداهمة كان صعباً وشجاعاً».
يوم الأحد، يوم إعلانه مقتل البغدادي، قال ترمب إن «البغدادي هو الأسوأ» بين الإرهابيين.
وفي تغريدة بعد ذلك، انتقد ترمب الرئيس السابق أوباما، وقال إنه «تردد كثيراً» قبل أن يأمر بقتل بن لادن، بينما كان هو، ترمب «مصمماً منذ حملتي الانتخابية»، إشارة إلى وعد كان أعلنه في عام 2016 بالقضاء على «داعش» وعلى قادتها.
وخلال مؤتمره الصحافي الذي استغرق 40 دقيقة بعد إعلان قتل البغدادي، أثنى ترمب على نفسه كثيراً. وقال إن قتل البغدادي أهم كثيراً من قتل بن لادن.
وقال ترمب، إنه تعمد عدم إعلام قادة الكونغرس من الحزبين مسبقاً بالعملية، كما كان فعل أوباما قبل بدء الهجوم على بن لادن. في حين قالت مصادر إخبارية أميركية، إن ترمب استعمل ذلك جزءاً من معركته الداخلية ضد الديمقراطيين في الكونغرس، الذين يسعون إلى محاكمته. وبرر ترمب عدم إبلاغ الديمقراطيين بالغارة بأنه لا يثق بأنهم لن يسربوا الخبر للإعلام؛ الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي «إلى مقتل جميع أعضاء» الفريق العسكري الأميركي.
وكان ترمب أبلغ رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الجمهوري ريتشارد بير، بالهجوم، كما أعلم صديقه السيناتور ليندسي غراهام، رغم أنه ليس عضواً في لجنة الاستخبارات.
وفي مقابلة في تلفزيون «سي إن إن» صباح أمس، دافعت ليزا موناكو، مسؤولة الحرب ضد الإرهاب في إدارة الرئيس أوباما، عن ترمب.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.