نمو الاستثمارات الصينية في قطاع التنمية العقارية بنسبة 10.5 %

الحكومة تسجّل تقدماً في الوفاء بهدفها السنوي لتجديد المنازل في المناطق الحضرية الفقيرة

سوق الصين العقارية
سوق الصين العقارية
TT

نمو الاستثمارات الصينية في قطاع التنمية العقارية بنسبة 10.5 %

سوق الصين العقارية
سوق الصين العقارية

ظهرت نتائج بيانات رسمية أصدرتها مصلحة الدولة للإحصاء، صدرت مؤخراً، نمو الاستثمارات الصينية في قطاع التنمية العقارية بنسبة 10.5 في المائة على أساس سنوي في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، دون تغيير عن القراءة المسجلة في الأشهر التسعة الأولى للعام.
وسجل إجمالي الاستثمارات العقارية خلال الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) وسبتمبر (أيلول) الماضيين 9.80 تريليون يوان (نحو 1.4 تريليون دولار)، فيما سجلت الاستثمارات في المباني السكنية ارتفاعاً بنسبة 14.9 في المائة على أساس سنوي عند 7.21 تريليون يوان في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي؛ حيث حافظت على وتيرة نمو ثابتة دون تغيير عن الفترة ما بين يناير وأغسطس (آب) الماضيين.
وفي الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، ارتفعت قيمة مبيعات المساكن التجارية بنسبة 7.1 في المائة، لتسجل 11.15 تريليون يوان، بارتفاع بواقع 0.4 نقطة مئوية عن فترة الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي.
وتحقق حكومة الصين تقدماً مطرداً في الوفاء بهدفها السنوي لتجديد المنازل في المناطق الحضرية الفقيرة، وفق ما أظهرت بيانات رسمية، وذكرت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية أن البناء بدأ في 2.74 مليون منزل في مناطق فقيرة خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، أو 94.8 في المائة من المستهدف السنوي.
وتخطط الحكومة للشروع في تجديد 2.89 مليون منزل في مناطق حضرية فقيرة خلال عام 2019.
وأوضحت الوزارة أنه خلال فترة يناير إلى سبتمبر ، تم استثمار أكثر من 940 مليار يوان (نحو 133 مليار دولار) في مشروعات تجديد المنازل.
وبات تطوير المناطق الفقيرة يمثل أولوية للحكومة الصينية خلال الأعوام الأخيرة. وتهدف الصين إلى تحديث 15 مليون منزل متهالك خلال الفترة من 2018 إلى 2020. لتسريع حملتها للحضرنة وتحسين معيشة الشعب.
إلى ذلك، تعهدت 100 وكالة صينية لتأجير المنازل بالعمل بشكل مشترك ضد الممارسات غير القانونية، وحماية حقوق كل من المستأجرين والمالكين. وبتنظيم من المعهد الصيني للمثمّنين والوكلاء العقاريين، وهي جمعية صناعية منظمة ذاتياً، وقّعت 100 وكالة تأجير للمنازل على تعهد في بكين للتصدي لسلسلة من الخروقات الأكثر تكراراً في سوق تأجير المنازل، وعلى رأسها فبركة قوائم التأجير والفواتير غير العادلة، فضلاً عن نشر شائعات بتوقعات ارتفاع الأسعار أو التمويه على مشكلات في القوائم.
وتواصل الصين تنفيذ سياسات دعم متعددة لزيادة الإمدادات الكافية في تأجير المنازل، وسط الجهود المبذولة لتحقيق تنمية سليمة في سوق تأجير المنازل التي تعتبر حساسة وهامة للمحافظة على تنمية جيدة لسوق العقارات.
وأعلن بعض أكثر المدن الكبيرة سكاناً في البلاد، ولا سيما بكين وشنتشن ونانجينغ، عن خطط لتشديد القوانين الناظمة لسوق تأجير المنازل والعمل على زيادة إمدادات قوائم التأجير.
من جانب آخر، من المقرر أن تبدأ مجموعة «فانغد نيتورك»، وهي منصة عقارية صينية على الإنترنت، التداول في سوق الأسهم الأميركية الأسبوع المقبل. وتتوقع الشركة أن تبدأ التداول العام في بورصة ناسداك العالمية في أول نوفمبر (تشرين الثاني) تحت الرمز «دي يو أو»، وفقاً لمزود معلومات الاكتتاب «آي بي أو سكوب».
وتعتزم الشركة عرض 7 ملايين سهم إيداع أميركي بسعر يتراوح من 13 إلى 15 دولاراً، وذلك بحسب أحدث نشرة اكتتاب أودعتها لدى هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية.
وحددت الشركة، التي تأسست في عام 2011، ومقرها شنتشن، شروط الاكتتاب العام الأولي في سوق الأسهم الأميركية، بعد تقديم نشرة الاكتتاب الخاصة بها إلى هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية.
وذكرت الشركة أنها قدمت خدمات لأكثر من 45 في المائة من نحو مليوني وكيل عقاري في الصين حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018، مستشهدة بأبحاث السوق التي أجرتها شركة «فروست أند سوليفان».
ووفقاً لشركة «فروست أند سوليفان»، من المتوقع أن يستمر نمو سوق العقارات السكنية في الصين. ومن المتوقع أن يصل حجم السوق الإجمالي بما في ذلك المعاملات العقارية والخدمات ذات الصلة إلى 33.4 تريليون يوان (أو نحو 4.73 تريليون دولار) في عام 2023. مرتفعاً بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.2 في المائة من 2018، حسبما أظهرت بيانات من الشركة الاستشارية المختصة في الأعمال.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».