ريو دي جانيرو... درة البرازيل ومسرح البهجة

جولة ثقافية بين ربوعها ومتاحفها

منظر بانورامي للمدينة
منظر بانورامي للمدينة
TT

ريو دي جانيرو... درة البرازيل ومسرح البهجة

منظر بانورامي للمدينة
منظر بانورامي للمدينة

لم يعد أحد يذكر أنها كانت عاصمة «مملكة البرتغال» منذ مطالع القرن التاسع عشر حتى الاستقلال في عام 1822، وعاصمة «إمبراطورية البرازيل» إلى أن أزيح الستار عن العاصمة الحديثة «برازيليا» التي خرجت بكاملها من مكتب المعماري الشهير أوسكار نيماير. لكن الجميع يعرف بأنها ما زالت تلك «المدينة الرائعة «Cidade Maravilhosa ودرة البرازيل التي تدغدغ أحلام رواد المغامرات، ويتمنى عشاق السفر زيارتها ولو مرة واحدة في حياتهم.
هي إحدى عجائب الدنيا السبع، ومسرح للبهجة والرقص والغناء لا ينسدل ستاره على أجمل الشواطئ وأشهرها في العالم: كوباكابانا وايبانيما، وهي وحدها تختصر واحداً من أجمل البلدان وأكثرها تنوعاً في العالم.
تحمل اسمها من يوم مولدها في الأول من يناير (كانون الثاني) - جانيرو بالبرتغالية – عندما رست سفن البحارة القادمين من البرتغال في خليجها عام 1502 وكانت عبارة «ريو» تعني الخليج يومذاك.
قد تكفي أيام ثلاثة لزيارة هذه المدينة الساحرة، لكننا نقترح خمسة أيام في الأقل. فمعالمها الطبيعية والسياحية لا تحصى، والتمتع بنمط الحياة الفريد الذي يجري في عروقها على مدار الساعة، وجعل منها عاصمة عالمية للصخب والاحتفالات الاستعراضية يستحق ذلك.
ما إن يصل الزائر إلى هذه المدينة ويتجول فيها لساعات قليلة، حتى يدرك أنها تستحق لقبها عن جدارة لما يحيط بها من طبيعة تطل على شواطئ تمتد مسافات طويلة على رمال بيضاء ناعمة وتسبح فيها جزر كالحواري الطالعة من قعر المحيط.
- مناطق جذبها
نبدأ جولتنا في ريو من أكثر معالمها شهرة: الشواطئ التي ذاع صيتها في العالم وتشكل مدينة داخل المدينة. لها حياتها وطقوسها الخاصة التي تجذب الملايين كل عام من كل أنحاء العالم.
كوباكابانا هو الأشهر بين هذه الشواطئ وأطولها. يمتد على مسافة تزيد على ثلاثة كيلومترات بين تضاريس مكسوة بالخضرة الكثيفة التي تكاد تلامس الرمال الناعمة البيضاء، لا تفصلها عنها سوى ممرات حجرية جميلة صممها المهندس المعروف روبرتو ماركس أواسط القرن الماضي عندما كان هذا الشاطئ مقصد المشاهير والأثرياء من كل الأنحاء، يتهافتون عليه ويرتادون الفندق الذائع الصيت الذي يقوم عند طرفه والذي ما زال إلى اليوم من أفخم الفنادق في العالم.
في نهاية الأسبوع يقفل شاطئ كوباكابانا أمام السيارات وتنتشر على امتداد أرصفته الفرق الموسيقية ومجموعات الرقص ولاعبو كرة القدم والكرة الطائرة والباعة المتجولون. وهنا أيضاً تجري الاحتفالات الشهيرة في ليلة رأس السنة تحت السماء الصافية عندما يكون «العالم الآخر» غارقاً في الصقيع.
في محاذاة كوباكابانا يمتد شاطئ «أباروادور» الصغير، وهو الوحيد الذي تتخلله نتوءات صخرية، وفيه متنزهات رومانسية هادئة لمن يسعى إلى الهدوء والابتعاد عن صخب الشواطئ الأخرى. وفي الماضي كان الخليج الصغير الذي يلتف حوله هذا الشاطئ موقعاً لصيد الحيتان التي كانت تصل إلى مياهه الدافئة. ويفصل هذا الشاطئ بين كوباكابانا وشاطئ ايبانيما الشهير الذي يفضله سكان المدينة على غيره وترتاده العائلات في نهاية الأسبوع.
من المعالم الشهيرة الأخرى التي تنفرد بها ريو دي جانيرو متنزه Tijuca وهو أكبر حديقة داخل مدينة في العالم. أعلنته اليونيسكو منذ سنوات تراثاً عالمياً للبيئة لما يضمه من أجناس نباتية وحيوانية مهددة بالانقراض. ويعتبر هذا المتنزه الشاسع رئة المدينة وخزان المياه العذبة التي تروي سكانها، كما أنه ضابط للتلوث ومانع للفيضانات وملاذ للهاربين من صخب الحياة فيها. تعود قصة هذا المتنزه إلى عام 1861 عندما كانت الأراضي التي يمتد عليها اليوم مستباحة لقطع الأشجار الجائر وتجارة الاخشاب، فقرر الإمبراطور بيدرو الثاني استملاكها، وأمر بغرس 130 ألف شجرة ثم قرر تحويلها إلى حديقة عامة مفتوحة لجميع المواطنين.
لكن ريو ليست مجرد طبيعة ساحرة ومناخ معتدل ومسرح دائم لبهجة العيش وفرح الحياة، بل هي مركز ثقافي نشط وقطب فني من الطراز الأول، تدور فيه الحركة حول المسارح والمتاحف وصالات العرض والمكتبات العامة التي يقوم معظمها في عدد من المباني والمعالم الهندسية الرائعة.
المسرح البلدي من هذه المباني التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية في وسط المدينة. على مقربة منه قصر المكتبة العامة الذي بناه ملك البرتغال وأسماه «المكتب الملكي للمطالعة»، والذي يضم مجموعة نفيسة من الكتب والمخطوطات القديمة داخل تحفة هندسية. وبين الاثنين يوجد مقهى «كولومبو» الشهير الذي يعود لمطالع القرن التاسع عشر وما زال يشهد، بعراقة قاعاته والحلويات التي يقدمها، على أيام الزمن الجميل في المدينة.
المركز الثقافي الوطني هو أيضاً من المباني الكلاسيكية التي تستحق الزيارة بذاتها، فضلاً عن الأنشطة الكثيرة التي تدور في صالاته ومسرحه وقاعات الموسيقى ومكتبته الغنية. ومنذ مطلع القرن الحالي أصبح للمدينة صرح ثقافي كبير آخر، هو «مدينة الفنون» التي تضم عدداً كبيراً من المسارح ودور السينما وصالات العرض والمختبرات الفنية عند مداخل متنزه «تيجوكا».
ريو دي جانيرو هي أيضاً موئل لعدد من المتاحف العالمية الشهرة، مثل متحف التاريخ الذي يقع في أحد الحصون القديمة ويضم مجموعات نادرة من الأدوات والملابس، التي كان يستخدمها السكان الأصليون في البرازيل وأميركا اللاتينية، ومتحف الفنون الجميلة الذي يعتبر الأهم من نوعه في شبه القارة الأميركية.
متحف الفن المعاصر الذي يضم نخبة من أهم أعمال فناني أميركا اللاتينية منذ أوساط القرن الماضي. وقد صُمم المبنى على شكل صحن طائر على يد المهندس البرازيلي أوسكار نيماير.
لكن درة متاحف ريو هو أيضاً أحدثها. إنه «متحف الغد» الذي افتتح في عام 2015، وهو من تصميم المهندس الإسباني سانتياغو كالاترافا، ويعتبر باكورة عصر جديد في تاريخ المتاحف العلمية في العالم. الفكرة الأساسية في هذا المتحف هي مواكبة الزائر عبر أحدث التطورات التكنولوجية، في رحلة عبر التاريخ تعود إلى نشأة الكون، ثم تتيح له أن يتخيل كيف سيكون العالم بعد 50 عاماً في ضوء القرارات التي يتخذها الإنسان اليوم في مجالات ستة، هي تغير المناخ والنمو الديمغرافي والتمازج العرقي والتطور التكنولوجي والتنوع البيولوجي وتطور المعارف. وتستند هذه الفكرة إلى نظرية مفادها أن التغييرات التي سيشهدها العالم في السنوات الخمسين المقبلة ستكون أكثر من تلك التي شهدها خلال العشرة آلاف سنة الماضية.
ويلفت هذا المتحف بتصميمه الفريد؛ إذ يبدو وكأنه يطفو فوق خليج غوانابارا على مدخل أحد الأحياء الفقيرة شبه المهجورة التي تسعى الحكومة المحلية إلى تطويرها من خلال مشاريع إنمائية رائدة. وهو يتغذى كلياً بالطاقة الشمسية عبر نظام مبتكر يستخدم للمرة الأولى، كما يتم تبريد قاعاته عن طريق مياه الخليج المكررة.
من المتاحف الطريفة الأخرى التي تستقطب أعداداً كبيرة من الزوار، متحف «ستيرن» للأحجار الكريمة التي تعتبر ريو أحد المراكز العالمية لصناعتها وتجارتها، ومتحف كرة القدم الذي يستعرض تاريخ هذه الرياضة التي يتميز بها البرازيليون، عبر المنتخبات الوطنية التي فازت خمس مرات بكأس العالم، وكوكبة من أبرز اللاعبين الذين يتقدمهم بيليه الملقب أيضاً بجوهرة البرازيل السوداء.
ولعل أجمل ما يمكن أن نختم به جولتنا في ريو دي جانيرو هي زيارة «الجزيرة الكبرى» في الخليج الذي تزنره المدينة. تبلغ مساحتها 193 كيلومتراً مربعاً من السهول الخضراء والأنهار والشلالات والغابات والجبال والشواطئ الساحرة. السيارات والمركبات محظورة في هذه الجزيرة التي تقتصر وسائل التنقل فيها على القوارب الصغيرة أو السير على الأقدام. ولا يمكن لزائرها أن يغادرها قبل أن يشاهد في وسطها ذلك الجبل الصخري العجيب الذي يعرف باسم «منقار الببغاء» وهو على شكل مطابق بمنقار هذا الطائر الذي يكثر في غاباتها.


مقالات ذات صلة

«ون آند أونلي ون زعبيل»... تجربة لا تُنسى في قلب دبي

عالم الاعمال «ون آند أونلي ون زعبيل»... تجربة لا تُنسى في قلب دبي

«ون آند أونلي ون زعبيل»... تجربة لا تُنسى في قلب دبي

منتجع «ون آند أونلي ون زعبيل» يرتفع بوصفه أيقونة معمارية تُعيد تعريف مفهوم الفخامة.

سفر وسياحة عرض الصوت والضوء في "قلعة قايتباي" رحلة مشوقة عبر تاريخ الإسكندرية (مجلس الوزراء المصري)

«الصوت والضوء»... رحلة حيَّة في عمق التاريخ المصري القديم

ذا كنت في رحلة سياحية في مصر، فمع حلول المساء، ستجد أن عروض «الصوت والضوء»، المتنوعة والمنتشرة في المحافظات، اختياراً مثالياً للتجول عبر الزمن

محمد عجم (القاهرة)
سفر وسياحة الاطفال قد يتسببون في إزعاج المسافرين على متن الطائرة (غيتي)

مَن الركاب الأكثر إزعاجاً على متن الطائرة؟

يشعر كثير من المسافرين في رحلات الطيران بالقلق من نوعية الناس التي يمكن أن تُجاورهم. ولتفادي هذا الأمر يلجأ بعضهم أحياناً إلى دفع بطاقة سفر مزدوجة

فيفيان حداد (بيروت)
الاقتصاد جانب من إعلان إطلاق الرحلات (الشرق الأوسط)

برنامج الربط الجوي السعودي يطلق رحلات مباشرة من لندن إلى المدينة المنورة

أعلن برنامج الربط الجوي السعودي، الثلاثاء، دخول خطوط طيران «ويز إير»، برحلات مباشرة بين لندن غاتويك ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيديو تُظهر الجسر الجديد التابع لبرج إيفل (إكس)

بارتفاع 70 متراً فوق الأرض... برج إيفل يفتتح ممراً جديداً لمحبي المغامرات (فيديو)

افتتح برج إيفل الشهير في باريس ممشى جديداً مذهلاً للباحثين عن الإثارة والتشويق على ارتفاع 200 قدم فوق سطح الأرض.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«الصوت والضوء»... رحلة حيَّة في عمق التاريخ المصري القديم

عرض الصوت والضوء في "قلعة قايتباي" رحلة مشوقة عبر تاريخ الإسكندرية (مجلس الوزراء المصري)
عرض الصوت والضوء في "قلعة قايتباي" رحلة مشوقة عبر تاريخ الإسكندرية (مجلس الوزراء المصري)
TT

«الصوت والضوء»... رحلة حيَّة في عمق التاريخ المصري القديم

عرض الصوت والضوء في "قلعة قايتباي" رحلة مشوقة عبر تاريخ الإسكندرية (مجلس الوزراء المصري)
عرض الصوت والضوء في "قلعة قايتباي" رحلة مشوقة عبر تاريخ الإسكندرية (مجلس الوزراء المصري)

إذا كنت في رحلة سياحية في مصر، فمع حلول المساء، ستجد أن عروض «الصوت والضوء»، المتنوعة والمنتشرة في المحافظات، اختياراً مثالياً للتجول عبر الزمن واستكشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة، فهي بمثابة منفذ سحري إلى تاريخ مصر.

تستند تلك العروض على تبسيط التاريخ الفرعوني بأحدث أساليب تكنولوجيا الوسائط المتعددة، وأكثرها تشويقاً وإبهاراً للسائحين، بطريقة مبهرة تجذب الحواس وتثير الخيال، وتعتمد على عدة عناصر، أولها الإضاءة، باستخدام أحدث التقنيات المتقدمة في الإضاءة وعروض الليزر لإبراز معالم الأثر وتسليط الضوء على تفاصيله المعمارية.

ويأتي الصوت كثاني العناصر، إذ يتم سرد القصص التاريخية عبر أصوات احترافية ذات تأثير على أذن المشاهد، ويتم تقدم عروض الصوت والضوء عادة بعدة لغات، بما في ذلك العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية وغيرها، لخدمة السياح من مختلف الجنسيات.

كذلك يتم استخدام موسيقى انسيابية وتأثيرات صوتية، لخلق حالة من الإثارة على العروض، بالإضافة إلى اختيار قصص أسطورية وحضارية، تتناسب مع الأثر وتشحذ حماس الزوار لمعرفة المزيد عن حضارة مصر القديمة.

وعادة ما تضع الشركات السياحية عروض «الصوت والضوء» على جدول الزيارات للأفواج السياحية، في القاهرة والأقصر وأسوان والإسكندرية.

جانب من عرض الصوت والضوء في الأهرامات (شركة الصوت والضوء - فيسبوك)

الأهرامات وأبو الهول

في عرض الصوت والضوء بالأهرامات، يمكنك اكتشاف كنوز الماضي والتعرف على إحدى عجائب الدنيا السبع، حيث تضيء الأهرامات بالألوان المبهجة. ففي حضرة الأهرامات الثلاثة، خوفو وخفرع ومنكاورع، يمكنك التعرف على قصص بنائها، كما ستتعرف على ملوك الفراعنة الذين تحمل الأهرامات أسماءهم.

تاريخ تمثال «أبو الهول»، الذي يعد من أقدم المنحوتات الضخمة في العالم، يحتل جزءاً مهماً من العرض، حيث يجيب العرض على جميع الشائعات حول سبب كسر أنف أبو الهول، لتصبح بالشكل الذي يوجد عليه التمثال حالياً، والخفايا حول بناء الهياكل الضخمة الذي كانت شيئاً مثيراً للعلماء لاكتشاف أسرار بنائها.

وتبلغ أسعار التذاكر للزوار الأجانب، تذكرة VIP مقعد أمامي، قيمة 1300 جنيه مصري (الدولار يساوي 50.46 جنيه مصري)، أما سعر التذكرة العادية 1000 جنيه مصري للشخص البالغ، وتذكرة الطفل أقل من 12 عاماً بـ550 جنيهاً.

وللزوار العرب والمصريين، تبلغ قيمة تذكرة VIP مقعد أمامي، 250 جنيهاً، أما سعر التذكرة العادية 100 جنيه مصري للشخص بالغ، وتذكرة الطفل بـ60 جنيهاً.

جانب من عرض الصوت والضوء في معبد أبو سمبل (شركة الصوت والضوء - فيسبوك)

معبد أبو سمبل

على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، نحو 290 كم جنوب غربي أسوان، يقف معبد أبو سمبل شامخاً، والذي يعد عنواناً لعبقرية المصري القديم في العمارة والتشييد، فهو من أضخم وأعظم المعابد في مصر، ومن أهم ما يميزه ظاهرة «تعامد الشمس» على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني مرتين في العام، يومي الثاني والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) والثاني والعشرين من شهر فبراير (شباط).

أما عرض «الصوت والضوء» بالمعبد فيأخذ الزائر في رحلة لأرضٍ أعلن عليها الملك رمسيس الثاني حبه لزوجته الملكة نفرتيتي، وفي محاكاة تاريخية شيقة يكشف العرض أسراراً عدة طوتها جدران المعبد، لا سيما التماثيل الأربعة في مدخل المعبد، التي يبلغ ارتفاع الواحد منها 20 متراً، والتي تزين الواجهة التي يبلغ عرضها 35 متراً، إلى جانب احتوائه على العديد من القطع الأثرية التي تشهد على عظمة الحضارة المصرية.

وتبلغ أسعار التذاكر للأجانب، 1000 جنيه مصري للتذكرة العادية، وتذكرة الطفل بـ550 جنيهاً. وللزوار العرب والمصريين، سعر التذكرة العادية 100 جنيه مصري للشخص بالغ، وتذكرة الطفل بـ55 جنيهاً.

معبد الكرنك

على ضفاف نهر النيل بالأقصر، يسمح لك عرض الصوت والضوء بأن تستمتع بتفاصيل التاريخ القديم وهو يُحكي لك أمام معبد الكرنك الفخم، الذي يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية الضخمة.

يصحبك العرض إلى طيبة العاصمة القديمة، فتتجول بين طرقاتها العتيقة؛ تنصت لتفاصيلها الصاخبة وهي تسرد لك تفصيلة تلو الأخرى، لتطلع على أسرار التاريخ. يأخذك العرض إلى سحر الحضارة الفرعونية حيثما نشأ، حيث تلمسه حولك على الجدران، لينتشلك من الواقع إلى أعماق الماضي الفرعوني العريق.

كما تتعرف على قصة تعامد الشمس على معبد الكرنك لمرة واحدة سنوياً وتحديداً يوم 21 ديسمبر (كانون الأول)، أو يوم الانقلاب الشتوي مع بدء فصل الشتاء، وهو الحدث الثاني من حيث الأهمية بعد تعامدها على معبد أبو سمبل.

وتبلغ أسعار التذاكر العادية للزوار الأجانب 1000 جنيه مصري للشخص البالغ، وتذكرة الطفل أقل من 12 سنة بـ550 جنيهاً. وللزوار العرب والمصريين، سعر التذكرة العادية 100 جنيه مصري للشخص البالغ، وتذكرة الطفل بـ55 جنيهاً.

معبد فيلة مضاءً ضمن عرض الصوت والضوء (شركة الصوت والضوء - فيسبوك)

معبد فيلة

كان معبد فيلة - شأنه كشأن الأهرامات - بقعة سياحية شهيرة في أسوان، يزورها الناس من مختلف بقاع الأرض في القرنين الثامن والتاسع عشر، وهؤلاء هم من حالفهم الحظ برؤية الجدران والأعمدة بألوانها الزاهية على هيئة نشأتها الأولى قديماً. لكن بعد بناء السد العالي (افتتح عام 1971)، غمرت المياه جزيرة فيلة بأكملها لتختفي تحتها ألوان المعبد الزاهية إلى الأبد.

يتجول بك عرض الصوت والضوء بمعبد فيلة لمعرفة هذا التاريخ القريب، كما يطير بك إلى الماضي لاكتشاف الأسرار الفرعونية الكامنة خلف المعبد، فتتعرف لماذا سميت جزيرة فيلة بهذا الاسم ومن شيد معابدها.

كما سيأخذك العرض إلى منبع الأساطير، لتطأ قدماك أرضاً وقف عليها أعظم ملوك مصر الفرعونية، فشيدوا آثار فيلة، كما يُخبرك بقصص الآلهة المصرية كأوزوريس وإيزيس؛ لتتعرف على حياتهم وأمجادهم، وكيف عاش القدماء، وكيف صمدت معابدهم لآلاف السنين.

وتبلغ التذكرة العادية للزوار الأجانب 1000 جنيه مصري، وتذكرة الطفل أقل من 12 سنة بـ550 جنيهاً. وللزوار العرب والمصريين، سعر التذكرة العادية 100 جنيه مصري للشخص بالغ، وتذكرة الطفل بـ55 جنيهاً.

معبد إدفو

تنتظرك أساطير التاريخ في إدفو (شمال أسوان) لتسمعها وتشاهدها عبر عرض الصوت والضوء، الذي تتكشف من خلاله القصص القديمة في أحد أروع المعابد المصرية، المكرس لعبادة الإله حورس، إذ يضيء العرض جدران المعبد، ويروي الصوت أسطورة انتصار «حورس» الملحمي على «ست».

كما ينطلق بك العرض لمعرفة معلومات عن المعبد، الذي ما زال محتفظاً بكل عناصره المعمارية والزخرفية الخلابة، حيث ظل مدفوناً تحت الرمال لعدة سنوات حتى قام عالم الآثار الفرنسي أوجست مارييت عام 1860م بتنظيفه وترميم بعض أجزائه.

ويبلغ سعر التذاكر العادية للأجانب 675 جنيهاً مصرياً، وتذكرة الطفل أقل من 12 سنة بـ360 جنيهاً. وللزوار العرب والمصريين، سعر التذكرة العادية 80 جنيهاً مصرياً، وتذكرة الطفل بـ55 جنيهاً.

قلعة قايتباي

يقدم عرض الصوت والضوء في قلعة قايتباي بالإسكندرية تجربة غامرة، تأخذ الزوار في رحلة مشوقة عبر التاريخ الغني والمثير للمدينة الكوزموبوليتانية، فعندما يجلس الزوار داخل القلعة الضخمة، ويبدأ عرض الصوت والضوء، تتحول الهندسة المعمارية الحجرية إلى لوحة نابضة بالحياة، تصور الدور المحوري للإسكندرية في التاريخ.

يطوف بك العرض بداية من تأسيس المدينة على يد الإسكندر الأكبر، مروراً بفترتها كعاصمة للتعلم والثقافة في العصر الهلنستي، وصولاً إلى تأثيرها عبر العصور الرومانية والإسلامية. كما يبرز العجائب المعمارية والثقافية التي كانت تُميز المدينة، مثل منارة الإسكندرية الشهيرة، إحدى عجائب الدنيا السبع، والمكتبة الأسطورية التي كانت القلب الفكري للعالم القديم. كما يتم تسليط الضوء على قصص شخصيات بارزة مثل كليوباترا ويوليوس قيصر، بالإضافة إلى لحظات من التراث الإسلامي الثري لمصر.

وتبلغ أسعار التذاكر للأجانب، تذكرة VIP، بقيمة 1350 جنيهاً مصرياً، وسعر التذكرة العادية 1125 جنيهاً مصرياً للشخص بالغ، وتذكرة الطفل أقل من 12 عاماً بـ630 جنيهاً. وللزوار العرب والمصريين، سعر التذكرة تذكرة VIP، بقيمة 200 جنيه مصري، والتذكرة العادية 150 جنيهاً مصرياً للشخص بالغ، وتذكرة الطفل بـ85 جنيهاً مصرياً.

نصائح عند الزيارة

نظراً لطبيعة العروض خلال ساعات الليل وفي أماكن مفتوحة، فإنه يفضل ارتداء ملابس ثقيلة خلال الشتاء، أما خلال الصيف فيمكن للرجال ارتداء سترة خفيفة وللنساء يكون الوشاح الخفيف مناسباً. كما يفضل الأحذية الرياضية المريحة نظراً لطبيعة مناطق الأهرامات والمعابد.

العروض فرصة جيدة لالتقاط الصور الفوتوغرافية، ولكن حاول ضبط الكاميرا بما لا يتعارض مع الإضاءة والليزر المحيطين بك. علماً بأن الوصول مبكراً يتيح لك تأمين مكان جيد للمشاهدة وتجنب الحشود الكبيرة.