مصر تعزز حضورها الدولي باستضافات نادرة لمؤتمرات بارزة

أهمها «الدولي للاتصالات» و«المجموعة الأساسية ميونيخ»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد بعض النقاط الأمنية في مدينة شرم الشيخ أمس
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد بعض النقاط الأمنية في مدينة شرم الشيخ أمس
TT

مصر تعزز حضورها الدولي باستضافات نادرة لمؤتمرات بارزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد بعض النقاط الأمنية في مدينة شرم الشيخ أمس
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتفقد بعض النقاط الأمنية في مدينة شرم الشيخ أمس

عبر استضافة فعاليات لمؤتمرين كبيرين يندر انتقالهما خارج مقراتهما التاريخية، عززت مصر من حضورها على أجندة الأحداث الدولية، وبموازاة مناقشات «المجموعة الأساسية لمؤتمر ميونيخ للأمن» في القاهرة لأول مرة خارج ألمانيا، افتتح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي فعاليات «المؤتمر الدولي للاتصالات الراديوية»(WRC)، في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، والذي يعقد أيضاً لأول مرة منذ 20 عاماً خارج مقره في جنيف.
وشارك في «المؤتمر الدولي للاتصالات الراديوية» أكثر من 3500 مشارك من 140 دولة، وأكثر من 50 وزيراً ونائب وزير اتصالات من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 50 شركة ومنظمة دولية عاملة في مجال الاتصالات حول العالم.
وقال السيسي خلال الافتتاح، أمس، إن «الحضارة الإنسانية تتقدم، وإن تكنولوجيا الاتصالات دورها بارز في التطور الحضاري والتواصل بين الشعوب، ما أعطى إلهاماً عن حجم تطور المجتمعات المختلفة»، مضيفا أننا «الآن نعاصر هذا التطور ونقبله كتطور إنساني نتفاعل معه بشكل إيجابي، ونتعامل مع التحديات الناتجة عنه».
بدوره نوه وزير الاتصالات المصري، عمرو طلعت، بسعي بلاده لاستضافة المؤتمر الذي قال إنه «من أهم المحافل الدولية التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات بمشاركة صناع القرار وخبراء الاتصالات». وأشار إلى أن «مصر تعد واحدة من الدولِ المؤسسة والفاعلة في الاتحاد الدولي للاتصالات منذ انضمامها إليه عام 1876 بعد سنوات قليلة من تأسيسه تحت اسم الاتحاد الدولي للبرق».
وعلى صعيد فعاليات لقاءات «المجموعة الأساسية لمؤتمر ميونيخ للأمن» التي استضافتها القاهرة على مدار يومين، فقد أفادت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية المصرية، بأن جهاز المخابرات العامة بالقاهرة، استضاف لقاء «المائدة المستديرة» لأجهزة الاستخبارات على هامش اجتماع المجموعة الأساسية لمؤتمر ميونيخ، وذلك لمناقشة «التحديات والتهديدات الإقليمية العابرة للحدود وفي منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا، وسبل مواجهتها».
وكان الرئيس المصري، استقبل مجموعة من كبار الشخصيات الدولية المشاركة في اجتماع «المجموعة الأساسية لمؤتمر ميونيخ للأمن»، وعلى رأسهم فولفغانغ إيشنغر رئيس المؤتمر، بالإضافة إلى وزراء الخارجية والدفاع، ورؤساء أجهزة المخابرات بعدد من الدول.
وأوضح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي أعرب عن «ترحيبه باستضافة مصر للمرة الأولى لاجتماع (المجموعة الأساسية) لمؤتمر ميونيخ للأمن، وهو الأمر الذي يعكس التعاون المتنامي والمشترك مع القاهرة».
كما أكد السيسي على أهمية تعزيز التكاتف الدولي لمواجهة المخاطر الأمنية المشتركة، وإيجاد حلول جذرية لأسباب عدم الاستقرار خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أن «مصر تبذل كافة الجهود الممكنة دعماً لمقومات الأمن والاستقرار الإقليمي بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.