انسحاب «قسد» من الشريط الحدودي... والنظام يرحب بـ«عودة أبنائه»

أعلنت تركيا مقتل أحد جنودها، وإصابة 5 آخرين، في هجمات لوحدات ‏حماية الشعب الكردية (أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية «قسد») بالقرب من رأس العين بشمال شرقي سوريا. وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس (الأحد)، إن الوحدات الكردية قصفت مجموعة من العسكريين الأتراك الذين كانوا يقومون ‏بالاستطلاع والمراقبة في منطقة رأس العين.
وأضاف البيان أن الجنود تعرضوا للقصف بالصواريخ وقذائف المورتر وإطلاق النار من رشاشات الدوشكا الثقيلة، وأن القوات التركية ردّت بشكل مناسب دفاعاً عن نفسها، وتم تدمير الأهداف المحددة. ودارت اشتباكات عنيفة، ليل السبت - الأحد، بين قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة، والجيش التركي والفصائل الموالية له من جهة أخرى، في قربة أبو راسين بريف الحسكة شمال شرقي سوريا، ودخلت وحدات من قوات النظام البلدة القريبة من رأس العين، بالتزامن مع محاولة لفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة دخولها.
ودخل رتل عسكري تركي من جهة قرية باب الخير، وذلك بعد اشتباكات عنيفة في 3 محاور في منطقتي باب الخير ومريكيز. وشهدت تل تمر اشتباكات بين قوات النظام و«قسد» مع الجيش التركي والفصائل الموالية له، ما أسفر عن سقوط 6 قتلى من «قسد»، و9 من فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس، أن «قسد» بدأت الانسحاب من الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا على عمق 32 كيلومتراً، تنفيذا لبنود تفاهم سوتشي، الموقع بين روسيا وتركيا. وأضافت أن قوات الجيش السوري سيطرت على قرى أم حرملة وباب الخير وأم عشبة والأسدية، وريف رأس العين الجنوبي الشرقي، وأن وحداته اشتبكت مع القوات التركية بريف رأس العين.
وأشارت إلى أن مذكرة التفاهم التي وقّعتها تركيا وروسيا في سوتشي، تنص على الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة بين تل أبيض ورأس العين بشمال سوريا بعمق 32 كيلومتراً، ودخول الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية إلى المناطق المتاخمة لها، بالإضافة إلى تسيير دوريات روسية تركية مشتركة.
ودخلت قوات النظام 8 قرى على محور طريق تل تمر - رأس العين، هي القاسمية والرشيدية والداودية والعزيزية والسيباطية والجميلية وخربة الدبس والظهرة، لتصل إلى مشارف الحدود السورية التركية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن الحكومة السورية رحبت بانسحاب القوات، بقيادة الأكراد في الشمال مسافة 30 كيلومتراً بعيداً عن الحدود مع تركيا. وأضاف المصدر أن دمشق ترى أن انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة الحدودية «يسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي الغاشم على الأراضي السورية».
وذكر أن سوريا «ستعمل على احتضان أبنائها، وتقديم العون لهم، بما يفسح المجال للجميع للعودة إلى الوحدة الوطنية».
وكانت «سوريا الديمقراطية» تقدمت بصيغة، تهدف إلى التوافق مع تركيا، تجنباً لمواجهة تهديدات الأخيرة في حال لم يتم انسحابها من حدود المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرقي سوريا. وقالت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، إن لديهم طرحاً يتمثل باختيار مراقبين دوليين من قِبل الأمم المتحدة على الحدود السورية التركية، كحل وسط وتوافقي، تجنباً لأي مواجهة مع أنقرة. كما أعلنت أول من أمس استعدادها للاندماج ضمن جيش النظام، بعد التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، وذلك بعد أن قامت بتسهيل دخول النظام إلى مناطق واسعة بريف حلب الشرقي وريف الرقة الشمالي والغربي إثر انسحاب القوات الأميركية من تلك المناطق.
على صعيد آخر، تسلمت قيادة الشرطة والأمن العام الوطني في مدينة الباب وريفها شرق حلب، عربات وسيارات دفع رباعي من تركيا، بهدف تعزيز الأمن في المنطقة الواقعة ضمن منطقة عملية «درع الفرات» التركية في شمال سوريا.
وأكدت قوات الشرطة والأمن العام الوطني في الباب، على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، أن تركيا زوّدت القيادة في مدينة الباب بكثير من المدرعات والسيارات الحديثة، في إطار دعم وتعزيز الأمان في المنطقة. وتضمنت التعزيزات 15 سيارة بيك آب دفع رباعي، بالإضافة إلى 4 عربات مصفحة.
وسبق أن قدمت ولاية غازي عنتاب التركية 7 سيارات حديثة لشرطة المرور في مدينة الباب لاستخدامها في تنظيم الحركة المرورية في المنطقة.
في سياق متصل، بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، هاتفياً أمس، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مستجدات الأوضاع في شمال شرقي سوريا، بحسب ما أعلنت الرئاسة التركية.
وكانت ألمانيا أبدت معارضتها لعملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا، وأعلنت أنها ستوقف صادرات السلاح إلى تركيا.
وزار وزير الخارجية الأماني هايكو ماس أنقرة، أول من أمس، وأظهر تخفيفاً للموقف الألماني، مشيراً إلى أن بلاده تأمل ألا تطول العملية التركية في الشمال السوري.