«مسك للإعلام» ناقش استقطاب الخبرات الدولية وتمكين شباب الصناعة

الاندماجات والشركات... فرص الصحافة الورقية لمواجهة تحديات التكنولوجيا

الشركات الناشئة ومستقبل الشراكات مع الصحافة الورقية في مسك للإعلام بالقاهرة
الشركات الناشئة ومستقبل الشراكات مع الصحافة الورقية في مسك للإعلام بالقاهرة
TT

«مسك للإعلام» ناقش استقطاب الخبرات الدولية وتمكين شباب الصناعة

الشركات الناشئة ومستقبل الشراكات مع الصحافة الورقية في مسك للإعلام بالقاهرة
الشركات الناشئة ومستقبل الشراكات مع الصحافة الورقية في مسك للإعلام بالقاهرة

في ظل مشهد متغير تحكمه التكنولوجيا وثورة تقنية يعيشها العالم، لا تزال الصحافة الورقية تحافظ على موقعها إلى جانب أنواع الصحافة الأخرى الإلكترونية والمطورة آلياً بواسطة الذكاء الصّناعي.
وخلال منتدى «مسك للإعلام» الذي أقيم أول من أمس، في القاهرة، تحت عنوان «التحولات الذكية في صناعة الإعلام العربي»، تناول المشاركون فيه تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة على الصحافة الورقية ووسائل الإعلام التقليدية من قنوات تلفزيونية والراديو وغيرها.
«الشرق الأوسط» استطلعت آراء الخبراء والإعلاميين في مستقبل الصحافة الورقية في ظل وجود أخبار يتم توليدها آلياً وتباين القيم الإعلامية التي سيكون «التغيير» عنصراً أساسياً فيها، فهل المستقبل في الاندماجات ما بين الإعلام الورقي والتطبيقات والشبكات الاجتماعية؟
يقول يوسف الحمادي، مدير عام الإعلام والعلاقات العامة في مؤسسة «مسك الخيرية»، لـ«الشرق الأوسط»: «استطعنا خلال منتدى (مسك للإعلام) إثارة نقاشات في الذكاء الصّناعي وكيف يمكن الاستفادة منه مستقبلاً، اليوم المشهد الصحافي يمكنه توظيف كاميرات (الدرون) لالتقاط الصور وبتكاليف قليلة، بجانب الصحافة الآلية لترجمة وتحليل وإنتاج المحتوى، والوصول بشكل أسرع للجمهور، بل وتوجيهه وفقاً لخطط إعلامية وهو مسلك تتبعه ليس فقط المؤسسات الإعلامية بل كافة المؤسسات الاقتصادية وغيرها». وأضاف: «الذكاء الصناعي فرض نفسه بقوة، فمثلا (سي إن إن) استخدمت الدردشات الآلية لإيصال العناوين الرئيسية للجمهور وفقاً لميوله؛ رياضية أو فنية أو اقتصادية، عبر وسائل الـ(سوشيال ميديا)، أيضاً استخدمت وكالة (أسوشييتد برس) تقنيات توليد النصوص اللغوية لإنتاج أربعة آلاف قصة في عام 2017. كما أنّ (واشنطن بوست) أنتجت القصص عام 2014 بواسطة الذكاء الصناعي».
وعن النسخة الثانية من منتدى «مسك للإعلام»، قال الحمادي: إنّ «المنتدى فتح المجال لكل الاحتمالات لتطوير المشهد الإعلامي خلال الفترة المقبلة، مقدماً الفرصة للشركات التقنية الناشئة في تقديم حلول لصناعة المحتوى العربي بمستوى تقني عالمي».
من جانبه، رأى عمر الشدي، رئيس تحرير صحيفة اليوم السعودية أنّه «لا بد من مواكبة العصر ومستجداته، فالصحف الورقية أصبحت ملزمة بالتجديد والتطوير وتحديث مواقعها على الإنترنت؛ لأن الـ(سوشيال ميديا) لها تأثير كبير على الصحافة الورقية والإلكترونية»، مضيفاً: «لا بد أن يكون المتلقي والمؤسسات الصحافية أكثر وعياً ويقظة تجاه ما يبث من معلومات مغلوطة، فاليوم مهمتنا أكثر صعوبة لأنّ كل مواطن وكل عضو على هذه الشبكات بات يعتبر ذاته منبراً إعلامياً ينشر ما يحلو له دون أي مسؤولية تجاه العواقب، قد تكون له مصالح شخصية ولا يبالي بمصلحة المجتمع».
وتابع الشدي: «في سبيل الوصول لخطة التنمية 2030 تعيش السعودية عملية تسارع عالية جداً في كافة المجالات الاقتصادية والفكرية والإعلامية والمجتمعية حتى أن البعض لا يستطيع أن يواكبها أو يستوعبها، ولم تحدث في أي بلد بهذه السرعة؛ لذا ليس من الغريب أن نستقطب الخبرات العالمية في القطاع الإعلامي ونتعلم منها ونطورها». ورأى أنّ الشباب العربي يحتاج الفرصة والدعم والتوجيه الصحيح، وبالتالي علينا أن نمنحه الفرصة لإدارة المواقع الصحافية المؤثرة»، منوهاً إلى أنّ «(السوشيال ميديا) توجهها وتتحكم فيها قوة عالمية واحدة، وهي مشكلة كبيرة جداً، فإذا ما سقط الإعلام التقليدي وقعت الشعوب العربية في براثنها، وهذا ضد الأمن القومي، يجب أن يكون لدينا شبكات اجتماعية عربية نديرها وتحافظ على مصالحنا ومصالح شبابنا».
في حين ترى الإعلامية البريطانية إيدي لاش، أنّ العالم العربي يحقق التوازن بين الورقي والرقمي، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «هناك الكثير من الصحف الورقية في بريطانيا، في حين بالعالم العربي بات كل شيء رقمياً؛ مشيرة إلى أن الصحافة الرقمية حققت وجوداً وأثبتت نفسها بقوة في هذه البقعة من العالم»، وقالت إن «الإحصائيات حول المحتوى الخاص بالتدوين الصوتي (بودكاست) أبرزت أن 30 في المائة من الشباب يقدمون الكثير من المحتوى الرقمي في السعودية والإمارات ومصر ولبنان، لذا يمكن أن تتبنى المؤسسات الصحافية الكبرى هذا المحتوى لتقدم محتوى يعتمد على الأمل والنماذج الملهمة من دون مخاوف من الأخبار الكاذبة أو المحتوى المضلل للإنترنت المظلم».
من جانبه، ذهب مبارك الديجن، المدرب والباحث في مجال صحافة الموبايل أن «الصحافة الرقمية ترتبط بعلاقة تكاملية مع الصحافة التقليدية لتقديم خدمات إعلامية للجمهور، وقال إنّ صحافة الموبايل تتميز بخصائص هامة من بينها، المرونة، وتوافر الهواتف بتقنيات عالية، والجودة في الصورة والصوت، ووفرة التطبيقات الإلكترونية والأهم قلة التكاليف وسرعة الوصول للجمهور». وانتهى إلى أنّ «مهمة المؤسسات الصحافية التقليدية يجب أن تنمي مهارات الصحافيين في استخدام الموبايل بأفضل الطرق لإنتاج محتوى يرافق المحتوى المطبوع».
من ناحية أخرى، شهد منتدى «مسك للإعلام» وجوداً قوياً لـ8 شركات ناشئة في مجال صناعة المحتوى الرقمي العربي، وعن رؤيتهم وأهدافهم ومشروعات الاندماج مع الإعلام الورقي والتقليدي، يقول عبد الله الحسين من مشروع «تراتيق» السعودي، لـ«الشرق الأوسط» إنّ المشروع عبارة عن «منصة بدأت عام 2017، ويقدم خدمات فيديو وتصاميم بها غرافيكس، وربط بين المراسلين المحترفين والمؤسسات الإعلامية»، ورأى أن «المستقبل يميل للتخصص، وحينما تتعاون المؤسسات الإعلامية التقليدية مع شركات ناشئة تقدم خدمات تقنية مبتكرة تجد حلولاً للمحتوى وتقدمه للمتلقي بعدة صور بحيث يتاح لديه الورقي والمرئي والمسموع».
بينما يوضح عبد الرحمن جامي، أحد مؤسسي موقع «إكس عنبر» لـ«الشرق الأوسط»: «نوفر أدوات في التسويق الرقمي وتقديم خدمة الروابط القصيرة للمؤسسات الصحافية وغيرها لتسهيل التواصل مع الجمهور»، متابعاً: «نحوّل المحتوى لأشكال وصور رقمية لتتماشى مع السوق المعلوماتية الرقمية العالمية التي أصبح أهم مقوماتها الاندماجات. مع تقديم خدمات التحليل بعدد الزيارات ومن أي دولة أي متصفح ونوع جهاز المستخدم بدأنا منذ عام 2018 مع المهندس يحيي بطاش، ومن خلال خبراتنا في التسويق الرقمي حاولنا تأسيس موقع يدعم اللغة العربية والمحتوى العربي لتحويله إلى (كيو آر كود) أو روابط قصيرة».
وأكد جامي: «نركز على الهوية السعودية في العالم الرقمي، وبالتالي نسعى للانتشار دولياً بنفس امتداد الموقع (SA)، وقد أتاحت لنا المشاركة في منتدى مسك للإعلام عقد شراكات في مصر»، وقال: «لدينا حالياً أكثر من ألف مشترك وأحد أهم عملائنا وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، ونسعى لأن نعقد شراكات عالمية كبرى فقط نحاتج المزيد من التمويل والدعم». موضحاً أنّ «الاسم مستوحى من حجر العنبر لحفظ المحتوى الرقمي للأشخاص والمؤسسات أي نوع من أنواع المحتوى يمكننا أن نحفظه بداخل هذا الحجر الافتراضي إذا أمكن القول».
فيما ذهب الدكتور طارق ناصر، الباحث في مجال الصحافة الإلكترونية والأكاديمي في كلية الإعلام بجامعة اليرموك الأردنية، إلى «بقاء الصحافة الورقية هو جزء من الحفاظ على مؤسسية المهنة وتقاليدها خاصة، وأن القارئ وإن تحرك باتجاه الهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية فهو ما زال يمارس إلى حد كبير التعامل مع الكتاب الورقي في كثير من الأحيان خاصة في مجال الرواية والدراسات العلمية وربما ستكون الصحافة الورقية شريكة في ذلك إن أعيد بناء الشكل المؤسسي والخدمات المقدمة».
وفيما يتعلق ببناء كيانات صحافية كبيرة من خلال الاندماجات، رأى ناصر لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا توفرت حملات ترويجية حقيقية مع توسع في القاعدة الجماهيرية والمحتوى من حيث الوظيفة والشكل مع الاستفادة بحذر وذكاء من الثورة التكنولوجية الحاصلة؛ فإن الصحف ستعود للحضور من جديد»، منوهاً بأن «الصحف استمرت رغم وجود الإذاعة ثم التلفزيون وانتشارهما بشكل واسع، مما يعني أنها إن وجد التخطيط المهني والتمويل القوي والإدارة المميزة فسوف يسهم الاندماج ببقائها بل ستكون فرصة لعودة الصحف الورقية إلى الواجهة».

إعلام الأزمات المصلحة المجتمعية أولوية
> لم يغفل برنامج منتدى «مسك للإعلام» في القاهرة أهمية الرياضة كرافد من روافد الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، إذ قدم الإعلامي المصري، أسامة إسماعيل، المتحدث الرسمي لاتحاد كرة القدم المصرية، ورشة عمل بعنوان «إعلام الأزمات» تحدث خلالها عن «أهمية الإعلام في بناء وعي المجتمعات وتوجيه الرأي العام، وأن هذا الدور لن يتغير حتى مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي». كما شدّد على أنّ «الصحافي يلعب دوراً كبيراً وليس مجرد ناقل للخبر، أو مقدم للمعلومة بل إن دوره يؤثر تأثيراً مباشراً في مجتمعه»، لافتاً إلى أنّ الصحافي ودوائر اتخاذ القرار عليهما العبء الأكبر في التعامل مع الأزمات من خلال التركيز على المصداقية، والموضوعية، والحرص على المصلحة المجتمعية وتجنيب المصالح الشخصية».
وبشكل خاص تحدث إسماعيل، عن الإعلام الرياضي الذي اعتبر أنّه «من أكثر الفئات التي تتعرض للكثير من الأزمات»،
ورأى إسماعيل، أنّ «الأزمة مثل الكائن الحي لها نفس مراحل تطوره، من الحمل والولادة فالنضوج والموت، ومرحلة ما بعد الموت»، ومعتبراً أنّه «في أوقات الأزمات دور الإعلام أن ينحاز للمجتمع وليس ضده، بل يحاول مخاطبته بلغة مبسطة وبدقة متناهية حتى لا تشتعل الأزمة من جديد».

«البودكاست العربي» آفاق لا محدودة للبث الصوتي
> دفع الاهتمام المتصاعد عربياً بتعزيز محتوى البث عبر الإنترنت «البودكاست» منتدى مسك للإعلام، للطرح ضمن ورش عمل دورته الثانية في القاهرة. وعقد حسام الجمل، نائب رئيس شركة أنغامي في منطقة شمال أفريقيا ورشة بعنوان: «الصوت يتصدر الشاشات»، أكد خلالها تشجيع تطبيق أنغامي للشباب على صناعة محتوى عبر البث الصوتي «البودكاست».
وعن أبرز ملامح المحتوى شرح الجمل أنه «لا بد أن يكون لدى صاحب البث ملامح خاصة، ولون إعلامي مميز، ولا بأس من شراكات إعلامية تدعم المحتوى». وتابع: «البودكاست مهم كنوع من الخدمات الإعلامية تحت الطلب، ولاحظنا نمواً وتزايداً بعدد المستمعين على البودكاست العربي، والفرصة سانحة الآن لزيادة المحتوى، وهناك تنوع كبير بها من محتوى علمي أو تعليمي إلى جانب أخرى تمس الجانب الإنساني أو الحياة اليومية ونحتاج لضخ المزيد». وكشف أن «السوق السعودية من أكثر الأسواق الصاعدة في مجال البودكاست».
وعن الجانب العملي للبث أفاد بأنّ «بداية المقطع، خاصة في أول 30 ثانية، هي التي تحدد ما إذا كان المحتوى سيجذب المتلقي أم لا؟ والتحكم في درجات الصوت بين العلو والانخفاض والمؤثرات الصوتية، وأقول للشباب لديكم موبايل ويمكنكم تسجيل مقطع صوتي في أي وقت ومكان... فلم لا تشاركون وتوجدون في العالم الرقمي؟»



كيف تؤثر زيادة الإنفاق على إعلانات الفيديو في اتجاهات الناشرين؟

شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
TT

كيف تؤثر زيادة الإنفاق على إعلانات الفيديو في اتجاهات الناشرين؟

شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)
شعار «يوتيوب» (د. ب. آ.)

أثارت بيانات عن ارتفاع الإنفاق الإعلاني على محتوى الفيديو عبر الإنترنت خلال الربع الأول من العام الحالي، تساؤلات حول اتجاهات الناشرين في المرحلة المقبلة، لا سيما فيما يتعلق بتوجيه الطاقات نحو المحتوى المرئي بغرض تحقيق الاستقرار المالي للمؤسسات، عقب تراجع العوائد المادية التي كانت تحققها منصات الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي.

مؤسسة «لاب» LAB، وهي هيئة بريطانية معنية بالإعلانات عبر الإنترنت، كانت قد نشرت بيانات تشير إلى ارتفاع الإنفاق الإعلاني على الفيديو في بريطانيا خلال الربع الأول من عام 2024، وقدّر هذا النمو بنحو 26 في المائة مقارنة بالتوقيت عينه خلال العام الماضي، حين حققت الإعلانات عبر الفيديو عوائد مالية وصلت إلى 4.12 مليار جنيه إسترليني داخل المملكة المتحدة وحدها. وتتوقّع بيانات الهيئة استمرار النمو في عوائد الإعلانات في الفيديو حتى نهاية 2024، وقد يمتد إلى النصف الأول من 2025.

مراقبون التقتهم «الشرق الأوسط» يرون أن هذا الاتجاه قد ينعكس على خطط الناشرين المستقبلية، من خلال الدفع نحو استثمارات أوسع في المحتوى المرئي سواءً للنشر على المواقع الإخبارية أو على «يوتيوب» وغيره من منصّات «التواصل».

إذ أرجع الدكتور أنس النجداوي، مدير جامعة أبوظبي ومستشار التكنولوجيا لقناتي «العربية» و«الحدث»، أهمية الفيديو إلى أنه بات مرتكزاً أصيلاً لنجاح التسويق الرقمي. وحدّد من جانبه طرق الاستفادة من الفيديو لتحقيق عوائد مالية مثل «برامج شركاء (اليوتيوب) التي يمكن للناشرين من خلالها تحقيق أرباح من الإعلانات المعروضة في فيديوهاتهم».

وعدّد النجداوي مسالك الربح بقوله: «أيضاً التسويق بالعمولة عن طريق ترويج منتجات أو خدمات من خلال الفيديوهات والحصول على عمولة مقابل كل عملية بيع عبر الروابط التي تُدرج في هذه الفيديوهات... أما الطريقة الأخرى - وهي الأبرز بالنسبة للناشرين - فهي أن يكون المحتوى نفسه حصرياً، ويٌقدم من قبل مختصين، وكذلك قد تقدم المنصة اشتراكات شهرية أو رسوم مشاهدة، ما يوفر دخلاً مباشراً».

ومن ثم حدد النجداوي شروطاً يجب توافرها في الفيديو لتحقيق أرباح، شارحاً: «هناك معايير وضعتها منصات التواصل الاجتماعي لعملية (المونتايزيشن)؛ منها أن يكون المحتوى عالي الجودة من حيث التصوير والصوت، بحيث يكون جاذباً للمشاهدين، أيضاً مدى توفير خدمات تفاعلية على الفيديو تشجع على المشاركة والتفاعل المستمر. بالإضافة إلى ذلك، الالتزام بسياسات المنصة».

ورهن نجاح اتجاه الناشرين إلى الفيديو بعدة معايير يجب توفرها، وأردف: «أتوقع أن الجمهور يتوق إلى معلومات وقصص إخبارية وأفلام وثائقية وتحليلات مرئية تلتزم بالمصداقية والدقة والسرد العميق المفصل للأحداث، ومن هنا يمكن للناشرين تحقيق أرباح مستدامة سواء من خلال الإعلانات أو الاشتراكات».

في هذا السياق، أشارت شركة الاستشارات الإعلامية العالمية «ميديا سينس» إلى أن العام الماضي شهد ارتفاعاً في استثمارات الناشرين البارزين في إنتاج محتوى الفيديو، سواء عبر مواقعهم الخاصة أو منصّات التواصل الاجتماعي، بينما وجد تقرير الأخبار الرقمية من «معهد رويترز لدراسة الصحافة» - الذي نشر مطلع العام - أن الفيديو سيصبح منتجاً رئيسياً لغرف الأخبار عبر الإنترنت، وحدد التقرير الشباب بأنهم الفئة الأكثر استهلاكاً للمحتوى المرئي.

من جهة ثانية، عن استراتيجيات الاستقرار المالي للناشرين، أوضح أحمد سعيد العلوي، رئيس تحرير «العين الإخبارية» وشبكة «سي إن إن» الاقتصادية، أن العوائد المالية المستدامة لن تتحقق بمسلك واحد، بل إن ثمة استراتيجيات يجب أن تتضافر في هذا الشأن، وأوضح أن «قطاع الإعلام يواجه تغيّرات سريعة مع تزايد المنافسة بين المنصّات الرقمية وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل (ميتا) و(غوغل) وغيرهما، كما تواجه هذه السوق تحدّيات كبيرة تتعلق بالاستقرار المالي واستقطاب المستخدمين، فلم يعد الاعتماد على نماذج الدخل التقليدية (سائداً)... وهو ما يفرض على وسائل الإعلام البحث عن طرق جديدة لتوفير الإيرادات وتقديم محتوى متميز يجذب الجمهور».

كذلك، أشار العلوي إلى أهمية الاعتماد على عدة استراتيجيات لضمان الاستقرار المالي لمنصات الأخبار. وعدّ المحتوى المرئي والمسموع إحدى استراتيجيات تحقيق الاستقرار المالي للناشرين، قائلاً: «لا بد من الاستثمار في المحتوى المرئي والمسموع، سواءً من خلال الإعلانات المُدمجة داخل المحتوى، أو الاشتراكات المخصصة للبودكاست والبرامج الحصرية، لكن التكيّف مع التغيرات السريعة في سوق الإعلام يدفع وسائل الإعلام لتطوير وتنويع مصادر دخلها، لتشمل عدة مسارات من بينها الفيديو».