شد وجذب بين البرلمان العراقي والمتظاهرين

القضاء يتخطى الحواجز الإدارية لاستكمال إجراءات مكافحة الفساد

TT

شد وجذب بين البرلمان العراقي والمتظاهرين

رغم نزول رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي فجر أمس، وسط المتظاهرين في ساحة النسور غرب بغداد واستماعه المباشر إلى مطالبهم المشروعة، لا تزال حالة الشد والجذب قائمة بين المتظاهرين وأعضاء البرلمان.
الحلبوسي كان قد وعد المتظاهرين بأنه في حال عدم تلبية مطالبهم فسوف «ينزع سترته» ويكون بينهم في ساحة التحرير.
ومع أنه اختار ساحة أخرى للمظاهرات هي «النسور» فإنه وجد ترحيباً كبيراً من المتظاهرين الذين التفوا حوله واستمعوا إلى ما طرحه عليهم واستمع هو إلى مطالبهم مع وعد حاسم بتلبيتها وفق الأطر الدستورية والسقوف الزمنية.
لكن مشهداً آخر أمس، بدا مختلفاً على جسر الجمهورية الرابط بين ساحة التحرير في جانب الرصافة من بغداد والمنطقة الخضراء التي لم تعد محصنة والتي تقع في جانب الكرخ من العاصمة.
فبينما كان البرلمان على وشك عقد جلسته المقررة للبدء بمناقشة مطالب المتظاهرين وإلزام الحكومة بالسقوف الزمنية لتطبيقها، فإنه لم يتمكن من عقد الجلسة بسبب عدم اكتمال النصاب.
ولم يكتمل النصاب لعدة أسباب من بينها سفر عدد من النواب إلى خارج البرلمان أو إلى إقليم كردستان، وفي وقت كان مقرراً فيه وصولهم صباح أمس لحضور الجلسة المقرر عقدها الساعة الواحدة بعد الظهر، فإن تأخر رحلات الطيران حال دون التحاقهم. السبب الآخر يتعلق بعدد من نواب المحافظات الوسطى والجنوبية التي وصلت فيها عمليات التخريب إلى حرق منازل أو مقرات بعض النواب، الأمر الذي جعلهم يخشون المغادرة إلى بغداد بسبب عدم تأمين الأوضاع في مناطقهم. سبب آخر يتمثل في محاولة جموع المتظاهرين المتجمهرين على جسر الجمهورية عبور الجسر والتوجه إلى مبنى البرلمان في قصر المؤتمرات الذي لا يبعد كثيراً عن الجسر، الأمر الذي مثل حالة قلق لكثير منهم بشأن احتمال قيام المتظاهرين بالاعتداء عليهم.
وبقي المشهد معقداً أمس، غداة يوم دامٍ من المظاهرات التي سقطت فيها أعداد جديدة من القتلى والجرحى في العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية، في وقت أعلنت فيه قيادة العمليات المشتركة دخولها على الخط بهدف حماية النظام العام في البلاد لمنع الانزلاق إلى الفوضى.
إلى ذلك، أعلن مجلس القضاء الأعلى عن إجراءات استثنائية بشأن مكافحة الفساد في البلاد.
وقال المجلس في بيان له إنه «على ضوء ما يجري من أحداث، وبعد المداولة الإلكترونية والاجتماع الطارئ بين رئيس مجلس القضاء الأعلى مع أعضاء مجلس القضاء الأعلى، فقد توصل المجلس إلى الإيعاز إلى المحكمة المركزية لمكافحة الفساد باتخاذ الإجراءات الاستثنائية بإصدار مذكرات القبض بحق المتهمين الداخلة قضاياهم ضمن اختصاص المحكمة ومنع سفرهم والإيعاز إلى الجهات التنفيذية بذلك». وأضاف: «كما يعلن المجلس أن المادة الثانية الفقرة 2 من قانون مكافحة الإرهاب النافذ تنص على أن يعد من الأفعال الإرهابية (العمل بالعنف والتهديد على هدم أو إتلاف أو إضرار عن عمد مبانٍ أو أملاك عامة أو مصالح حكومية أو مؤسسات أو هيئات حكومية أو دوائر الدولة والقطاع الخاص أو المرافق العامة)، كذلك يعد بموجب الفقرة 5 من المادة الثانية المذكورة عملاً إرهابياً من يعتدي بالأسلحة النارية على دوائر للجيش أو للشرطة أو الدوائر الأمنية أو الاعتداء على القطعات العسكرية الوطنية وأن هذه الجرائم يعاقب عليها القانون بالإعدام وفق قانون مكافحة الإرهاب».
من جهة آخرى، أعلنت كتلة «سائرون» التي يدعمها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التي كانت علقت عضويتها تأييدا للمظاهرات وعدم تحقيق مطالبهم أنها قررت العدول عن تعليق الحضور والمشاركة في جلسات البرلمان وهو ما يعني من وجهة نظر المراقبين الحصول على نوع من التسوية مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي كان بارك المظاهرات لكنه حذر من مخاطر الانزلاق نحو الفوضى.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.