معلومات أمنية جديدة عن خلية «القاعدة» في مدريد

عائلة متطرفة على تواصل قبل تنفيذ العمليات داخل الأراضي السورية

TT

معلومات أمنية جديدة عن خلية «القاعدة» في مدريد

كشفت مصادر أمنية إسبانية موثوقة أن فارس قُطيني، المسؤول عن الخليّة الإرهابية التابعة لتنظيم «القاعدة» التي ألقت الشرطة القبض على معظم أعضائها مؤخراً في مدريد، كان يتلقّى معلومات دقيقة ومفصّلة عن العمليات التي يقوم بها التنظيم، ويحضّر لها داخل الأراضي السورية. وتفيد المعلومات بأن الرسائل النصّية التي عثرت عليها الشرطة في هاتف قطيني، تبيّن أنه كان على تواصل مستمرّ، عبر تطبيق «واتساب»، مع شقيقه مناف، المسؤول عن مجموعة إرهابية تابعة للتنظيم في مدينة إدلب، الذي أبلغه في إحدى الرسائل أنهم يملكون «50 سيّارة مجهّزة للتفجير، وصواريخ دقيقة بعيدة المدى».
ويُستفاد من التقرير الأمني، الذي اطلّعت عليه «الشرق الأوسط»، أن مناف قطيني كان يخبر شقيقه عن سير العمليات التي ينفّذها التنظيم، وأعداد القتلى التي كانت توقعها تلك العمليات في صفوف القوات التابعة للنظام السوري. ويقول مصدر أمني إسباني إن مناف قطيني، المولود عام 1969، يتولّى مسؤوليات قيادية في «جبهة النصرة»، وإنه كان على تواصل دائم مع عبد الباقي محمود حسين (أبو وليد)، المسؤول الأمني في مجموعة «فتح الإسلام».
ويتبّين من الرسائل النصّية أيضاً أن عبد الله، ابن مناف، كان على تواصل مع عمّه في إسبانيا، وأنه أخبره في إحدى الرسائل عن نيّة التنظيم إعدام أحد العناصر الخائنة، وأن فارس قطيني أعرب له عن تأييده للخطوة، وطلب منه التصرّف بحذر والبقاء في مخبأ آمن بعد تنفيذ المهمة.
ويشير التقرير الذي وضعته الأجهزة الأمنية الإسبانية إلى أن فارس قطيني هو الأكبر سنّاً بين أفراد العائلة الذين يواظبون على استشارته، وأنه كان يدير شبكة واسعة لغسل الأموال في مدريد وضواحيها وبعض مدن الساحل الشرقي في إسبانيا، مثل كاستيون وفالينسيا. ويتبيّن من التحقيقات أن قطيني كان يشرف على تسع شركات للبناء والنقل والخدمات الصحّية والعناية بالمسنّين، ويستخدمها لإرسال الأموال إلى سوريا عن طريق نظام «حوالة»، الذي يستخدمه تنظيم «القاعدة» لتمويل أنشطته وعملياته، وذلك عبر شبكة مترامية تمرّ بتركيا والأردن ولبنان وسوريا.
يُذكر أن الخليّة التي فككتها الأجهزة الأمنية الإسبانية، مطلع الصيف الماضي، واعتقلت عشرة من أعضائها، على رأسهم فارس قطيني، كانت تملك مستودعاً كبيراً بالقرب من مدينة طليطلة، على بعد 70 كيلومتراً من مدريد، تجمع فيه سيّارات رباعيّة الدفع من طارز «تويوتا لاند كروزر»، بعضها مصفّح، وترسلها إلى سوريا عن طريق ميناء برشلونة. وتفيد التحقيقات الأمنية بأن فارس قطيني كان يشرف على هذه الأنشطة من ملحمة يديرها بالقرب من مسجد «أبو بكر» في العاصمة الإسبانية مدريد.
ويستفاد من التقرير أن فارس قطيني كان يتعامل مع شركة معروفة لنقل الحاويات من برشلونة إلى اللاذقيّة، وأنه كان على صلة وثيقة بعماد الدين بركات (أبو دحدح) الذي أدانته المحكمة العليا الإسبانية بالسجن 12 عاماً في 2006، بتهمة التعاون مع منظمة إرهابية.
وتقول مصادر الشرطة الإسبانية إن التحرّيات حول عائلة قطيني بدأت في فبراير (شباط) شباط من العام الماضي، وركزّت في البداية على همام قطيني، الذي يحمل جنسية إسبانية، وألقي القبض عليه في أكتوبر (تشرين الأول) 2008، ثم أطلق سراحه أواخر عام 2017 حيث عاد إلى إسبانيا.
وكانت المدّعي العام ماريّا آنخيليس غونزاليس رولدان التي تشرف على التحقيقات في الملف، قد أمرت باحتجاز الموقوفين من غير كفالة «نظراً لخطورة الأفعال»، ووجهت إليهم تهماً بالتعاون مع تنظيمات إرهابية وتزوير مستندات والاتجار بالأشخاص والمساعدة على الهجرة غير الشرعية. ومن التهم الأخرى التي وجهتها النيابة العامة إلى أفراد عائلة قطيني، والتي ما زالت التحقيقات جارية بشأنها، تنظيم شبكة لإدخال مواطنين سوريين إلى إسبانيا وإلحاقهم بعد ذلك بالخليّة المتطرفة لاستخدامهم في أعمال الحراسة والجباية والاتصال المباشر.


مقالات ذات صلة

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)
أفريقيا استنفار أمني صومالي في العاصمة مقديشو (متداولة)

مقتل 10 من عناصر حركة «الشباب» بغارة أميركية في الصومال

نفّذت الولايات المتحدة ضربة جوية في جنوب الصومال أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر حركة «الشباب»، وفق ما أفاد الجيش الأميركي، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.