المتظاهرون بوسط بيروت يرفضون اقتراحات الرئيس: باقون في الشارع

TT

المتظاهرون بوسط بيروت يرفضون اقتراحات الرئيس: باقون في الشارع

«الشعب يريد إسقاط النظام»... بهذه العبارة رد المتظاهرون بوسط العاصمة بيروت على كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، رافضين جميع الاقتراحات التي وردت بخطابه.
وتجمع المعتصمون في ساحة الشهداء بعد ظهر أمس الخميس للاستماع سويا عبر مكبرات الصوت لخطاب عون الذي انتظره اللبنانيون منذ بداية التحركات الاحتجاجية الأسبوع الماضي. وبعدما انتهى عون من إلقاء كلمته، بدت ملامح الغضب على معظم المحتجين، حيث علّق أحدهم قائلاً: «يتحدث عون وكأنه لا ينتمي إلى هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي تدير البلاد منذ أكثر من 30 عاماً. يدعونا الرئيس لتحصيل مطالبنا من المسؤولين وكأنه ليس واحداً منهم. لم نقتنع وسنكمل ما بدأنا به».
وقال متظاهر آخر في ساحة الشهداء بوسط بيروت إنه لم يصب بخيبة أمل من الكلمة التي سمعها، وأوضح: «لم أتوقع صراحة خطابا معاكسا للذي ألقاه عون اليوم (أمس). لم أتوقع منه الاستقالة أو تلبية مطالبنا. سيتمسك السياسيون بمناصبهم أكثر، وبالمقابل سنتمسك نحن بثورتنا أكثر. لن نخلي الساحات ومستمرون في الشارع حتى يسقطوا جميعاً». وعبرت إحدى المتظاهرات عن غضبها من مضمون كلمة عون، وطالبته بأن يبدأ على الأقل بتنفيذ بعض الإصلاحات التي ينادي بها إلى جانب الحكومة، وقالت: «حبذا لو يقوم عون فعلياً بإغلاق المعابر غير الشرعية لمنع التهريب في خطوة يمكنها أن تدفع بالصناعة إلى الأمام، وأن يعمل على تأمين فرص عمل للشباب اللبناني. ماذا فعل خلال 3 سنوات حكم؟ لا شيء».
بدورهم، عبرت مجموعة من الشباب المعتصمين أمام جامع الأمين بساحة الشهداء في وسط بيروت منذ أكثر من يومين عن استيائهم من خطاب رئيس البلاد، معتبرين أنهم فقدوا الثقة بالطبقة السياسية الحاكمة كافة ولا يمكنهم إعطاء فرص جديدة لوزراء ونواب «فاسدين».
وفيما يتعلق باقتراح عون تشكيل لجنة من الحراك المدني بغية التفاوض معهم، قالت المجموعة: «هل يمكنكم تخيل تشكيل لجنة موحدة تتحدث باسم الشعب كله في بلد تشوبه الطائفية والفساد؟ المواطنون لا يمكنهم الوثوق بأحد ولا نريد أن ندخل بجدل حول الآلية التي قد تستخدم لتشكيل لجنة شعبية متوافق عليها قادرة على التواصل مع المسؤولين».
وتابعوا: «لن نخرج من الشارع حتى يستقيلوا جميعهم، ونرفض اقتراحات عون والورقة الإصلاحية الخاصة برئيس الحكومة سعد الحريري أيضا». ويبدو أن المتظاهرين متفقون على أنهم لن يخرجوا من الشارع قبل أن يقدم المعنيون استقالاتهم، وأكدوا أنهم مستمرون بمحاولاتهم لتعطيل الحياة العامة وقطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية بهدف إسقاط النظام كله، بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى مجلس الوزراء. كما يطالب المحتجون بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن «ليترجم الشعب هذه التحركات داخل صناديق الاقتراع».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.