شددت السعودية على حرصها تقديم العمل الإنساني بكل شفافية ودون تحيز في مناطق اليمن كافة، رغم كل ما يواجهه هذا العمل من تحديات وصعوبات تتمثل في انتهاكات الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
جاء ذلك خلال ندوة في العاصمة الإيطالية روما بعنوان «الجهود السعودية الإنسانية في اليمن... تحديات وحلول» نظمها مركز الملك سلمان للإغاثة في روما أمس، وحضور بينهم الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز السفير السعودي لدى إيطاليا، وعدد من القادة السياسيين وأعضاء البرلمان الإيطالي، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في روما، ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأممية الإنسانية.
وقال الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إن إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن منذ مايو (أيار) 2015 م بلغت 16 مليار دولار، منها 2.39 مليار قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال 371 مشروعاً إنسانياً متنوعاً بالتعاون مع 80 شريكاً دولياً وإقليمياً ومحلياً، معتمدة على معايير الإنسانية وعدم التحيز والتقيد بالقانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن السعودية استجابت لنداء منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بمبلغ 66.7 مليون دولار لمكافحة تفشي وباء الكوليرا في اليمن، مشيراً إلى بعض المشاريع النوعية للمركز في اليمن مثل المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، ومراكز الأطراف الصناعية، ومشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم ميليشيا الحوثي وزجت بهم في أتون الصراع المسلح.
وتطرق الربيعة إلى الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني في اليمن التي تجاوزت كل الحدود وتعددت ما بين استخدام أسلحة مضادة للطائرات وسط الأحياء والمواقع المدنية، وزرع ألغام في المناطق اليمنية، والتجنيد القسري للأطفال، وحجز سفن المساعدات والقوافل الإنسانية والاستيلاء عليها وبيع المساعدات أو تخصيصها لأغراض عسكرية، وترهيب العاملين في الحقل الإنساني، فضلاً عن قصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين وغيرها من المنشآت المدنية، ما أدى لوقوع وفيات وإصابات في صفوف المدنيين وخسائر جسيمة في الممتلكات وتأخير وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها أو منعها.
وقال الربيعة إن «مركز الملك سلمان للإغاثة سبق أن أصدر أكثر من بيان يدين فيه انتهاكات الميليشيات الحوثية ويطالب بضرورة التدخل الدولي لمنعها ومحاسبة من يقف ورائها»، مفيداً بأن المركز رغم هذه الانتهاكات لا يزال يواصل تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى جميع مناطق اليمن بما فيها التي تحت سيطرة الميليشيات.
إلى ذلك، أثنى عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية اليمني على الجهود الإنسانية السعودية لدعم المحتاجين. وأوضح تاريخ تجاوزات الميليشيات الحوثية بحق العمل الإنساني في بلاده، مبيّناً أن الأزمة الإنسانية في اليمن نتجت بسبب الانقلاب العسكري الحوثي على الشرعية، وعدم قبولها الحلول السلمية السياسية وانتهاك كل المبادئ الإنسانية والقتل والتنكيل لأبناء الشعب اليمني.
وتحدث الدكتور سمير الشيباني نائب وزير حقوق الإنسان اليمني عن التجاوزات الحوثية الجسيمة بحق العمل الإنساني في اليمن، داعياً المجتمع الدولي خصوصاً الاتحاد الأوروبي إلى الوقوف بحزم تجاه تلك الانتهاكات.
وثمّنت ستيفانيا كراكسي رئيسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشيوخ الإيطالي، الدور الرئيسي للسعودية في استقرار المنطقة، منوهة بالدور الإنساني للسعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، وعقد مثل هذه الندوات يساعد في تعزيز الاستقرار والأمن وإيضاح الجهود السعودية للعالم.
وأكد ريحان أسد كبير موظفي برنامج الأغذية العالمي أن العمل الإنساني في اليمن يواجه تحديات صعبة، والاحتياج الإنساني كبير، مثمناً دعم السعودية والدول المانحة لتخفيف معاناة المحتاجين.
وأضاف أن التجاوزات بحق العمل الإنساني غير مقبولة، مشيراً إلى أن برنامج الأغذية العالمي سيفضح كل تلك التجاوزات التي تمت من الميليشيات الحوثية.
من جهة أخرى، التقى معالي الدكتور عبد الله الربيعة على هامش الندوة وزير الإدارة المحلية اليمني ونائب وزير حقوق الإنسان اليمني بحضور ممثلي سفارة خادم الحرمين الشريفين مع قيادات برنامج الأغذية العالمي، وجرى بحث أوجه التعاون ودعم العمل الإنساني بما يحقق الأمن والاستقرار لليمن ورفع معاناته الإنسانية.
السعودية: لا تمييز في إغاثة اليمن وإجمالي المساعدات 16 مليار دولار
السعودية: لا تمييز في إغاثة اليمن وإجمالي المساعدات 16 مليار دولار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة